عادي
ذاكرة الأيام

الاعتدال الربيعي يحتفي بالأم والشعر والغابات

02:49 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد:عبير حسين
وكأن كل المناسبات الرائقة اختارت يومنا هذا؛ لتحتفي فيه الطبيعة مع الإنسان بالاعتدال الربيعي، إلى جانب عدة مناسبات أخرى تخاطب الضمير والوجدان لتتوجه «يوماً للمشاعر الفياضة»، وسط باقي أيام العام، وتجعل من الصعب علينا تفضيل مناسبة ما على الأخرى، فنختصها بالحديث هنا متجاهلين الأخريات.
اليوم يحتفي الوطن العربي بملايين الأمهات صاحبات الفضل الكبير في تربية الأبناء وبناء المجتمعات، وتعود فكرة تخصيص يوم عربي كل عام لتكريم الأمهات إلى الكاتب المصري الراحل مصطفى أمين؛ فقد طرحها للمرة الأولى في كتابه «أمريكا الضاحكة» 1946، لكنها خرجت إلى النور بشكل واقعي بعد ذلك بعد نحو 10 سنوات، ليصبح «عيد الأم» تقليداً عربياً سنوياً، يعبر خلاله الأبناء عن امتنانهم لدور أمهاتهم في حياتهم.
ولأن الربيع يناسب شخصه وفكره وقلمه تصادف أن كان يومنا هذا من العام 1923 موعداً لميلاد الشاعر نزار قباني، وفي محاولة لإنقاذ العالم الغارق في ماديته الطاغية، اختارت اليونيسكو نفس اليوم ليكون مصادفة «يوماً عالمياً للشعر»، وهو وحده دون باقي الأجناس الأدبية (رواية أوقصة) أوغيرها الذي اختصته اليونيسكو بيوم عالمي. كان العالم قد اعتاد الاحتفاء بالشعر في شهر أكتوبر/‏ تشرين الأول من كل عام، وفي 1997 خلال انعقاد مهرجان ربيع الثقافة الفلسطينية في فرنسا، وجه 3 شعراء فلسطينيين عالميين (فدوى طوقان ومحمود درويش وعز الدين المناصرة) نداء إلى مدبر عام اليونيسكو كان وقتها فيدريكو مايور بعنوان (الشعر روح الإنسانية الشعر جسد العالم) طالبوا فيه بتخصيص يوم عالمي للشعر. وفي 1998 تابع مثقفون مغاربة في اللجنة الوطنية المغربية تنفيذ الفكرة الفلسطينية، حتى صدر القرار في العام 1999، وبذلك تكون فكرة اليوم العالمي للشعر فلسطينية الأصل، مغربية المتابعة.
كما يحتفي العالم اليوم بالغابات، وهي مناسبة دولية لرفع مستوى الوعي بأهمية الغابات، التي تغطي ثلث مساحة اليابسة على كوكبنا، ما يتيح لها الاضطلاع بوظائف حيوية في جميع أنحاء العالم. فنحو 1.6 مليار نسمة يعتمدون عليها في الحصول على معايشهم الرئيسية.
وتعد الغابات النظام الإيكولوجي الأكثر تنوعاً على اليابسة، وهي موطن لأكثر من 80% من الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات والحشرات. كما توفر المأوى وفرص العمل لعشرات الملايين.
وتضطلع الغابات بدور رئيسي في التصدي لظاهرة التغير المناخي؛ لمساهمتها في توازن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والرطوبة في الجو، كما أنها تحمي أيضاً المسطحات المائية التي توفر المياه العذبة ل 75% على مستوى العالم.
وعلى الرغم من كل تلك الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي لا تقدر بثمن، إلا أن تدمير الإنسان للغابات وصل إلى معدلات غير مسبوقة، بمعدل ينذر بالخطر؛ حيث يدمر سنوياً 13 مليون هكتار من الغابات. وتعتبر إزالة الغابات السبب في 12 إلى 20 % من انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تسهم بدورها في ظاهرة الاحترار العالمي.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1960، أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصاً كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية في شاربفيل، جنوب إفريقيا، اعتراضاً على «قوانين المرور» المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري هناك، والتي كانت أحد أهم أسباب التعجيل بإعلان إلغاء نظام الفصل العنصري، وألغيت القوانين والممارسات العنصرية في بلدان عدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"