عادي

«رسائل ساعي البريد».. الكلمة العذبة ترياق للأفئدة

02:24 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم

يسعى الكاتب يوسف الدموكي في روايته «رسائل سقطت من ساعي البريد»، الصادرة لأول مرة عن دار «عصير الكتب» للنشر والتوزيع 2020؛ أن يُظهر تأثير الكلمة العذبة في نفوس البشر؛ منطوقة كانت، أم مكتوبة، ويحاول بأسلوب واقعي يلامس الحياة اليومية للناس؛ أن يُصوِّر المعاني والمشاعر التي تختلج في نفس الإنسان الذي يحوِّلها إلى كلمات وسطور يظل يخزنها في رأسه، ولا يُخرجها للعلن مهما تكدست الأوراق داخل «رفوف عقله»، وفي الرواية يعرض الكاتب عشرات الرسائل مختلفة المضامين، والأهداف.
تسلط الرواية الضوء على الرسائل بحد ذاتها، وليس على شخص ساعي البريد؛ حيث يقول الكاتب في جزء منها: «حين تكون الحقيبة المكتظة بالأوراق على كتف الرجل أثقلَ من وزنه. هذه ليست قصة ساعي البريد، وإنما قصة الرسائل»، كما أن الرسائل المذكورة في الرواية إسقاط على بعض الأحداث الواقعية التي حدثت في مصر، على وجه التحديد؛ كرسائل جندي في الجبهة إلى حبيبته، ورسائل أب سافر إلى المدينة طلباً للرزق إلى عائلته، وغيرها الكثير من الوقائع التي عاشها، ويعيشها الإنسان المصري.
الرواية لامست وجدان القارئ المصري، على وجه التحديد، لأنها تحاكي وقائع شاهدها، أو عاشها بنفسه، وها هو أحد القراء يُبدي تأثره بالرواية قائلاً: «لن أتحدث عن المعاني الإنسانية النبيلة، ولا النظرة العميقة، ولا اللغة الرشيقة السهلة، ولا الصور الأدبية الجميلة، وإنما سأترك كل هذا لأقول إنك لن ترى الناس بعد قراءة هذا الكتاب كما كنت تراهم قبله».
وتصف إحدى القارئات الرواية بالقول: إن «هذا العمل مميز. قدَّم رسائل سقطت من ساعي البريد، كأنه فتحها قبل أن يوصلها لصاحبها ليجمعها لنا في كتاب واحد ويعلن، بتمرّد، أن لنا جميعاً الحق في الاطلاع عليها. قصصُ أمل قبل أن يصبح ألماً، وقصص شغف قبل أن يصبح خوفاً، وقصص قناعات قبل أن تصبح سراباً، وما بينها، نجد الكثير من قصص الإنسانية التي نسيها الكثيرون».
«من النادر أن أختار كتاباً عشوائياً، ولكني انجذبت بصفة خاصة إلى هذا الكتاب، ولا أدرى لماذا»، بهذه العبارة بدأت قارئة أخرى حديثها عن الرواية، وأردفت تقول: «بعد أن وصلت إلى المنتصف هتفت في داخلي وقلت: وأخيراً تحدث أحدهم عن هؤلاء الذين لا أنساهم أبداً، وأخيراً وُجد على هذا الكوكب إنسان يشعر بمعاناة كل إنسان».
كما تُبدي قارئة أخرى إعجابها الشديد بالرواية، فتقول: إن «الرسائل سقطت من ساعي البريد، فوقعت في قلبي، وبعد انتهائي من قراءة هذا العمل شعرت بأن في داخلي مشاعر متضاربة، من هدوء، وفرح، وأسى، وسكينة. اللغة راقية وقريبة للقارئ، وبعض العبارات والتشبيهات بليغة ستتوقف عندها لتتأمل كيف كُتبت بهذا الجمال».
وعلى المنوال نفسه تصف إحدى القارئات الرواية بأنها «أكثر من رائعة، وقد تألق الكاتب في التعبير عن روحه الإنسانية ومشاعره الرقيقة تجاه كل أنواع وطبقات الناس؛ كما جعلني أرى الناس من منظورهم هم، وليس من منظور آخر»، وهو ما تؤكده قارئة أخرى بالقول: إن «كل رسالة بمثابة قنبلة من المشاعر، ولا يشوب بينك وبين الرسالة حائل. تلتهم الحروف بقلب كاتبها، فتضمر ما يضمره بالتحديد، وينبض القلب بموازاة المشاعر نفسها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"