عادي
يواصل فعالياته المصاحبة لمهرجان المسرحيات القصيرة

مداخلات ومقاربات لنخبة من المتخصصين في الملتقى الفكري

02:00 صباحا
قراءة 4 دقائق
كلباء - "الخليج":
في إطار الفعاليات المصاحبة لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، نظمت مساء أمس الأول في قاعة المحاضرات في المركز الثقافي في كلباء ندوة الملتقى الفكري بعنوان "المسرح . . سبيل العالم"، واشترك فيها كل من عبد الله راشد وعزت عمر ومحسن سليمان وزكريا أحمد ومحمد سيد أحمد وقاسم سعودي، وأدارها الدكتور صالح هويدي، الذي قال إن مثل هذه الملتقيات تقليد جيد عودتنا عليه الشارقة، حيث يجتمع نخبة من المثقفين لنقاش قضية ملحة من قضايا الثقافة، وخاصة في مجال المسرح، ما يؤدي إلى حوار مثمر يخرج بأفكار مضيئة .
عبد الله راشد في مداخلته تناول الإسهام النوعي للمسرح العربي من خلال نموذج المسرح الإماراتي في سعيه الوصول إلى العالمية، منطلقاً من شخصية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كشخصية رائدة كتابياً ورؤيوياً وداعمة للمسرح العربي في تلمسه طريق العالمية، ما جعله يحظى بالتقدير في المحافل الثقافية العالمية شرقاً وغرباً، وتمثل مسرحية "النمرود" التي كتبها صاحب السمو حاكم الشارقة وأودعها رؤية إنسانية عربية أصيلة، نموذجاً فريداً من عطائه الذي وصل إلى العالمية، فمنذ أن عرضت هذه المسرحية في مهرجان أيام الشارقة عام 2008 بإخراج المنصف السويسي لفرقة مسرح الشارقة الوطني، وهي تجوب العالم بدءا بالدول العربية كمصر وسوريا وتونس ولبنان، ثم أوروبا كرومانيا وإيرلندا والمجر، لتحمل معها رؤية ثقافية وإبداعاً عربياً يعّرف العالم إلى واقعنا ورؤانا الإنسانية، ويروج لثقافتنا .
عزت عمر ركز في مداخلته على التغير الحاصل في العالم على مستوى التقنية وسيطرة وسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت تنافس المسرح بصورته التقليدية كعروض على خشبة مسرح في مكان محدد، وأكد أن المشكلة التي يعانيها المسرح العربي اليوم هي عدم القدرة على ابتداع وسائل تقنية ملائمة تنافس هذا التطور الهائل في تقنية المعلومات، وتستطيع أن توصل الرؤية الثقافية الأصيلة لأهل المسرح إلى الجمهور .
زكريا أحمد قال إن السؤال المطروح ليس كيف نصل بمسرحنا إلى العالم بل كيف نتعرف إلى المسرح العالمي، والتجارب المضيئة فيه، ودعا المسرحيين العرب، وخاصة المسرحيين الإماراتيين إلى التعرف إلى ما يجري في المهرجانات العالمية، ضارباً المثل بمهرجان أدنبره الذي بدأ منذ 1946 وأصبح يستقطب أهم التجارب العالمية الجديدة في مجال المسرح .
محسن سليمان رجع في مداخلته إلى التجارب التأسيسية في المسرح العربي التي شكلت حالات إبداعية تصل إلى العالمية، وعدد أسماء كبيرة مثل يوسف وهبي وسعدالله ونوس وقاسم محمد والطيب الصديقي وغيرهم، ومعتبراً أن الطريقة الأصيلة التي عمل بها أولئك المبدعون والتي جمعت بين الأصالة والخصوصية والانفتاح على العالمية هي نموذج للوصول إلى العالمية .
وانطلق محمد سيد أحمد في مداخلته من مقولة أن المسرح في حالته الجنينية الأولية هو ظاهرة كونية، "فكل شعوب الأرض على مر العصور مارست شكلاً من أشكال المسرح، وهذا يعني أن نكف عن السؤال المستمر هل المسرح أصيل في الثقافة العربية، ونبدأ بالعمل من دون إحساس بالدونية لأن فعل الإنجاز هو الوحيد الذي سوف يعطينا مسرحاً، وعندما يكون الإنجاز مؤسسا على المحلية وعلى الخصوصية، فإنه إذ ذاك سوف يرتفع بنا إلى العالمية" .
قاسم سعودي لخص مهمة المسرح العربي لكي يكون عالميا في كلمتين أن يكون نبيلاً ومشاكساً، نبيلاً بما يقدمه من رؤى إنساينة حقيقية وعميقة، ومشاكسا بنشدانه للحرية الدائمة، وسعيه إلى إحداث التغيير المطلوب من أجل أن تكون حياة العربي أسعد وأفضل، فالإرادة الحرة النبيلة توصلنا إلى الجسر الذي منه نتواصل مع الآخر .
من جهة أخرى أقيمت في فندق كونكورد الفجيرة ليلة أمس حلقة نقاشية بين مخرجي العروض المسرحية في مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة وبين ثلاثة من المخرجين وخبراء المسرح العرب هم الدكتور هيثم عبد الرزاق ومحمود أبو العباس وماهر صليبي، وكان عنوانها "المسرح، تجارب التعليم والاختبار" .
ركز الدكتور هيثم عبد الرازق على الطرق التعليمية التي يتبعها في توجيه طلاب المسرح لبناء الرؤية، والمفاصل المهمة في عملية التعلم التي ينبغي أن يعرفها كل مخرج: وتبدأ بكيفية استنطاق نص المسرحية لمعرفة رؤية المؤلف ثم كيفية بناء عناصر العرض القادرة على توصيل تلك الرؤية وطرق التعامل مع المكان والزمان .
أما ماهر صليبي فتحدث عن تجاربه في تدريس طلاب المسرح، ففي إحدى السنوات وجد أمامه طلاباً فقدوا الحافز للتعلم، فلجأ إلى مسرحيات قصيرة من فصل واحد لتشيخوف، وبدأ يجرب معهم تمثيلها، فأخذ حماسهم يتنامى حتى كانوا من أحسن الطلاب الذين درسهم، فاكتشف أن الطلاب يستجيبون أكثر للعروض القصيرة الواضحة وغير المركبة، فهي المدخل الأساسي لتفاعلهم مع ما يقدم لهم .
محمود أبو العباس تناول التجارب التعليمية في الورش التي تقدم في الشارقة على مدار العام، وقال إن هذه الورش بلغت من التنوع والشمولية ما يجعلها تقدم ما يقدمه أي معهد مسرحي في الوطن العربي، وأنه لم يعد هناك عذر لأولئك الشباب الذين لا يتكاسلون عن التعلم ويقولون ليس هناك معهد مسرحي نتعلم فيه، ففي هذه الورش ما يفي بالغرض .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"