عادي
14 مركزاً للمسح في مختلف مناطق الدولة

«الوقاية قبل العلاج»..اسـتراتيجية الإمارات لمواجهة «كورونا»

03:20 صباحا
قراءة 11 دقيقة
تحقيق:جيهان شعيب

أحياناً تكون الإشادة بتميز قائم، وريادة غير مسبوقة، ومشهد لافت للإنسانية والرقي، تشهده العيون كافة، وتصل للآفاق تفاصيله الشفافة الواضحة، مجرد تحصيل حاصل، أو ربما إقرار حقيقة لامعة لا تحتاج لتأكيد، أو لإشارة دالة عليها، فالمكرمات تتحدث عن نفسها، والإجادة أو بالأحرى التفوق دليله أرض الواقع.
هذا الحديث مرجعه الخطوات الاستباقية التي اتخذتها إمارات الوعي والحكمة في التعامل مع أزمة فيروس «كورونا» المستجد؛ (كوفيد 19) منذ اللحظة الأولى للحديث عن وجود فيروس بهذا المسمى، فبمجرد ظهوره على الساحة الصينية، وفور بروز تداعيات انعكاساته الخطرة؛ هبت الدولة على قدم وساق، بإجراءات احترازية، وقائية، تفوقت فيها على معظم دول العالم، وأقرت قوانين غاية في الحزم؛ لإحكام القبضة على انتشار الفيروس في أرجائها؛ منتهجة سياسة «الوقاية قبل العلاج» عبر توفير 14 مركزاً للمسح من المركبة لفحص الجمهور.
بالنظر رقمياً في الموقع الذي احتلته الدولة بجدارة في إجمالي عدد الفحوص التي أجرتها، استناداً إلى مبدأ «الوقاية تسبق العلاج»، نجد أنها أجرت أكثر من 650 ألف فحص، لتصبح في المركز الثالث عالمياً بين معدل عدد الفحوص إلى مليون نسمة من السكان.
ولا شك أن الفحوص المخبرية التي تقوم بها الجهات الصحية في الدولة، والتقصي الوبائي الذي استهدفت به محاصرة الفيروس؛ للحد من الإصابة به، ومن تفاقم المضاعفات، ونقل العدوى هنا وهناك؛ لذلك أقامت أيضاً 14 مركزاً للفحص من السيارة على مستوى إماراتها، لكل من يرغب في الاطمئنان على نفسه وعلى أفراد أسرته، علاوة على إنشائها أكبر مختبر للفحص الطبي عن فيروس «كورونا» المستجد في العالم خارج الصين، فيما تصدرت إنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إصدار أوامره؛ بإجراء الفحوص لكبار السن وأصحاب الهمم والأمراض المزمنة في منازلهم، بما يدعو للفخر بأصحاب السمو حكام الدولة الكرام، الذين يعملون على راحه المواطن والمقيم، وتكريس الأمن والأمان لهم، مع توفير سبل الوقاية، والعلاج، بأحدث التقنيات، وبرقي لافت، تمثل كذلك في عزل المخالطين للحالات المصابة، وشمول الجميع بالرعاية والعناية، والاهتمام.
عن ريادة الدولة وأهمية ما تقدمه، وتقوم به في صدد التصدي وقائياً، وعلاجياً لفيروس «كورونا» المستجد، يدور التحقيق الآتي:


معاملة إنسانية


بداية ومن واقع حديث إحدى الحالات المخالطة لمصاب، وعمّا تم معه في ذلك، قال «س.م»: تلقيت اتصالاً من الطب الوقائي يفيد بمراجعتهم؛ لإجراء الفحوص؛ نظراً لإصابة أحد الأصدقاء، وتوجهت إليهم وتم أخذ العينة مع تحويلي لأحد أماكن الحجر، التي جرى معاملتي فيها بإنسانية ورقي، مع توفير جميع الخدمات والمستلزمات، والإجراءات الطبية، والمتابعة المستمرة، وحالياً أنا بانتظار نتيجة الفحص مع الشكر لجميع القائمين على هذه الدولة التي تتمتع بحكام أنعم الله عليهم بنعمة الأخلاق الحسنة، والكرم في المعاملة، واحتضان كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، ومع تواجدي بالحجر لا أشعر بالاحتياج إلى أي شيء، فجميع الأمور متوفرة.

رعاية متكاملة


وهنا تقول «م.ع»: شعرت بالأعراض، وتوجهت للفحص، فتم تحويلي إلى الطب الوقائي، ومنه إلى أحد أماكن العزل الراقية، مع جميع المخالطين لي من الأقارب والزملاء، ومنذ ذلك الحين، أجد رعاية وعنايه متكاملة من الدرجة الأولى، مع تقديم الخدمة الطبية المثلى على الوجه الأكمل، وتوفير جميع المواد الغذائية والطبية، إلى جانب حسن المعاملة، ونشكر دولة الإمارات على ذلك، وجزى الله جميع طواقمها الطبية كل الخير.

عناية متميزة


ويروي «س.ح» مقيم: أعمل في إحدى الوظائف الحرة، ونتيجة لاختلاطي بأشخاص في مجال العمل، شعرت بأعراض تشبه أعراض نزله البرد، وتلقيت اتصالاً من الطب الوقائي، يفيد بمراجعتهم، وتم إجراء الفحص، واتضح أنني من المخالطين لأحد الأشخاص المصابين، وانتقلت إلي العدوى منه، وتم تحويلي إلى أحد أماكن الحجر، الراقية جداً، وعلى درجه عالية من النظافة، ولم أجد إلا العناية الطبية المتميزة، والخدمات الشاملة، وهذا من صفات إمارات الخير، التي نحمل لها كل تقدير واحترام ومحبة.

إجراءات واعية


وبالذهاب لآراء الأطباء في أهمية الإجراءات الوقائية، التي تقوم بها الدولة في صدد مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، يقول د. عماد النونو أخصائي أمراض القلب والأوعية: دولة الإمارات سبّاقة في التصدي؛ عبر إجراءات وقائية واعية لفيروس كورونا المستجد؛ (كوفيد 19).
وبتأكيد جازم بيّنت د. فاطمة سلطان العلماء استشارية ورئيسة قسم صحة الطفل - هيئة الصحة بدبي، أهمية التدابير التي اتخذتها الدولة؛ لمواجهة انتشار الفيروس، والتي لها دور كبير في مجابهته، والسيطرة عليه.
أما حنان محمد دسوقي (ممرضة) فأشادت بالجهود الكبيرة والفاعلة التي تقوم بها الدولة في أزمة فيروس «كورونا» المستجد، بدءاً من قيادتها الرشيدة التي تعاملت مع الأزمة على أعلى مستوى، وبكل الاهتمام؛ حيث وفرت جميع الاحتياجات، وجندت الأطقم الطبية للاهتمام بالتعامل مع الجميع.

إجراءات متقدمة


وتأتي هنا آراء أبناء الدولة، لتؤكد ريادة إمارات الخير في إجراءاتها الوقائية المتخذة؛ حرصاً على سلامة الجميع، وأهميتها في الحد من انتشار هذا العدو الخفي، غير المرئي، وفي ذلك أثنت حنان الجروان نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة على القيادة الحكيمة للدولة؛ لاتخاذها حزمة إجراءات متقدمة جداً، فاقت ما قامت به الدول الخارجية، حرصاً على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزائرين.
وجرى إطلاق «برنامج محمد بن زايد لفحص كبار المواطنين وأصحاب الهمم في المنازل»، وإنشاء أضخم مختبر على مستوى العالم في فحص وتشخيص فيروس «كورونا» المستجد خارج الصين.

قيادة إنسانية


والاهتمام بفحص كبار السن في منازلهم من الضرورة التي أقرتها قيادة الدولة، وفي ذلك يرفع عبد الله سبيعان مدير فرع الخدمات الاجتماعية في دبا الحصن، أكف الحمد والشكر لله تعالى على قيادة إمارات الخير التي جعلت همها الإنسان سواء المواطن أو المقيم؛ حيث إن قيادة الدولة الرشيدة وفرت الحياة الكريمة الآمنة المطمئنة للجميع من دون استثناء، قائلاً في ذلك: فرحة كبيرة تعم الجميع، وطمأنينة عالية بالقلوب برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يشرف شخصياً، ويتابع ويشجع فرق العمل الوطنية القائمة؛ لحفظ وتأمين سلامة أفراد المجتمع، ويوجه بإنشاء مراكز فحص في جميع مدن ومناطق الدولة؛ تسهيلاً على جميع السكان عامة، ومراعاة لكبار المواطنين والمقيمين، علاوة على توجيهه الكريم بتشكيل فرق للفحص تمر وتراعي ظروف أصحاب الهمم، وأيضاً نصائح سموه المستمرة لنا بأهمية الاعتناء بكبار المواطنين.


مبادرات واعية


وتحدث المستشار علي بن نابودة عن ريادة الدولة في العديد من المبادرات؛ للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، ولم تقتصر إجراءاتها الوقائية داخل حدود الدولة فقط، ‏وإنما إلى العديد من دول العالم؛ بهدف الحد من انتشار هذا الفيروس.‏‏ واهتمامها شمل كل من ‏يعيش على أرض هذا الوطن بغض النظر عن جنسيته، أو ديانته، لندرك جميعاً ‏أن دولة الإمارات فعلاً هي بلد التسامح؛ إذ إنها قامت بفتح وتخصيص عيادات خلال الأربع وعشرين ساعة‏، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ‏تم إنشاء مراكز الفحص داخل السيارات، وهذا ليس بالأمر السهل، كما بادرت بالاهتمام بكبار السن والمرضى، وهذا عكس ‏ما قامت به الدول المتقدمة أو ما تسمي نفسها هكذا؛ حيث لم تهتم تلك الدول بكبار السن والمرضى لنقول للكل مرة أخرى اهتمامنا بالأشخاص قبل كل شيء، هكذا هي دولة الإمارات، ونحن متأكدون بأن قيادتنا الحكيمة ستفاجئنا بمبادرات جديدة ومتميزة.‏


نتمنى أن تكون هنالك جداول بفحص الأعمار في ‏المراكز حسب كل فئة عمرية لمدة أسبوع، ‏أو 10 أيام بحسب ما تراه اللجنة العليا؛ بحيث تنتهي من كل الفئات العمرية خلال زمن يتم تحديده من قبل الإدارة، حتى نستطيع أن نغطي أكبر شريحة ممكنة، كما نتمنى أن يتم إجراء مسح للمناطق التي تقطن بها ‏العمالة؛ بحيث ‏يتم عمل مسح لكل منطقة، ويمنع التحرك في تلك المناطق لمدة 24 ساعة، بمعنى الحظر، وهكذا ننتقل من منطقة إلى منطقة أخرى، والمنطقة التي يتم الانتهاء منها ينتهي الحظر فيها، على أن يطبق على جميع مناطق العمالة في الدولة؛ لأن المشكلة في العمال، تكمن في تواجدهم بأعداد كبيرة في أماكن واحدة.


سبق دائم


ونوه د. عبد الله الكتبي المستشار الأكاديمي لمعهد الشارقة للتراث، وعضو المجلس الاستشاري في جامعتي الشارقة وعجمان إلى أن وباء فيروس «كورونا» المستجد تصدر المشهد منذ بدايته، وتصدّر معه الهرج والمرج، والتسارع غير المنظم أحياناً والمقلق أحيانا أخرى، في وقت يكاد لا يقاس في زمن انتشار هذا الوباء، في شتى بقاع الأرض من الشرق إلى الغرب، مما حدا بالدول للتسابق في حماية شعوبها، والخروج بأقل الخسائر البشرية الممكنة، في ظل تقليص الدوام، وقلة المراكز الصحية وانعدام العلاج الحالي.
قلة من تلك الدول التي استطاعت نوعاً ما تدارك الوضع، والبدء في الإجراءات الاحترازية والوقائية العالية جداً؛ لحماية قاطنيها وساكنيها، لتعمل بدورها في حصر الوباء من التفشي على أراضيها، ومن ثم علاج مصابيها، وأخيراً المحافظة على سلامة شعبها إلى أن تنتهي هذه الأزمة العالمية.
ولدولة الامارات حكومة وشعباً السبق الدائم في التلاحم المجتمعي، والوعي الأمني بما يخدم المجتمع والوطن؛ اذ قامت الدولة بتوجيهات سامية من حكومتها الرشيدة منذ بداية إعلان منظمة الصحة العالمية الرسمي بوبائية فيروس «كورونا» المستجد، باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية الكفيلة بحصره، وعدم انتشاره وعلاج مصابيه.

التقصي الوبائي


عددت منوهه هاشم مستشارة قانونية، الإجراءات الاحترازية والوقائية المهمة التي اتخذتها الدولة، والتي أسهمت في السيطرة على انتشار الفيروس، مستهلة بالقول: بادئ ذي بدء نحمد الله تعالى على نعمة الإمارات وقيادتها الرشيدة، فقد حرصت كل الحرص على توفير بيئة صحية سليمة من جميع النواحي؛ لاحتواء هذا الفيروس؛ حيث فرضت الكثير من التدابير الوقائية على الكافة من دون استثناء، ومن بين تلك الأمور: الفحص المبكر، ومنع المخالطة، كذلك فرضت على الجميع البقاء في منازلهم؛ منعاً لانتشار الفيروس، في المقابل وفرت للأفراد كافة مستلزماتهم وهم في مساكنهم بمجرد اتصال هاتفي، كذلك شددت على المخالفين بأن فرضت الغرامات والعقوبات عند عدم الالتزام بالقوانين المفروضة، كما دعمت العمل عن بُعد للموظفين خوفاً عليهم، وحماية لهم على اختلاف فئاتهم، ولم تنس الطلبة فقد حرصت على توفير بيئة تعليمية بامتياز عن بُعد.
ومنذ الإعلان عن انتشار فيروس «كورونا» في الصين، قامت المؤسسات الصحية المعنية باتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية الكفيلة بمحاصرة المرض، ومنع انتقاله من خلال تنشيط عمليات التقصي الوبائي، التي حصنت المجتمع من الفيروس، كما طبقت المعايير العالمية في ذلك، وحرصت على إيقاف الكثير من الرحلات الجوية منعاً وخوفاً من انتشار هذا الوباء العالمي، وعمدت الدولة على إنشاء مراكز الكشف في المركبة، حرصاً منها على منع الانتشار، وتدارك الخطر قبل وقوعه، وجاءت القوانين صارمة والالتزام بها كبير، ولاشك أن الاستعداد الدائم الذي نشهده؛ يجعل كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة يشعر بالأمن والأمان والراحة.


إجراءات تصاعدية


وجاء قول أمل الهدابي عن الخطط غير المسبوقة التي أقرتها الدولة فعززت مواجهتها للفيروس في الآتي: تنوعت الإجراءات التي اتخذتها الدولة؛ لمواجهة هذا الوباء، والحد من انتشاره على أراضيها، والتصدي لتداعياته على المستويات كافة، فعلى المستوى الوقائي أقرت الدولة إجراءات تصاعدية؛ لمنع انتشار الفيروس مع تفاقم خطورته؛ حيث شملت: تكثيف برامج التوعية للجمهور من خطورة الفيروس وطرق الوقاية منه، والتوسع في إجراء الفحوص الطبية؛ للكشف عن المصابين.
جاءت الدولة في مقدمة دول العالم؛ من حيث نسب الفحوص الطبية التي أجرتها مقارنة بعدد السكان، كما تمكنت في وقت قياسي من إنشاء أكبر مختبر للفحص الطبي عن فيروس «كورونا» المستجد في العالم خارج الصين، وهو ما ساعدها كثيراً في وقف انتشار الفيروس داخل أراضيها على الرغم من التنوع الكبير للمقيمين على أراضيها، وانفتاح البلاد الكبير على دول العالم المختلفة.
كما أطلقت الدولة البرنامج الوطني (وقاية)؛ وهو عبارة عن منصة افتراضية تحتوي على جميع المستجدات والقرارات المتعلقة بفيروس «كورونا» المستجد للباحثين عن أي معلومات أو إرشادات طبية، والتعرف إلى مستجدات الإجراءات الوقائية في الدولة من الفيروس.
وتكتسب هذه المبادرة أهمية كبيرة؛ لأنها توفر معلومات موثوقة، ومحدثة عن حالة الفيروس، وكيفية مواجهته في الدولة، ما يقضي على أي شائعات محتملة، أو نشر أي معلومات غير دقيقة، فضلاً عن تعزيز الوعي لدى الجمهور؛ لتجنب الإصابة بالمرض.

قدرة استراتيجية


الدولة أثبتت جاهزيتها التامة والريادية في أزمة فيروس «كورونا» المستجد، ووفقاً لمحمد الدرمكي عضو سابق في «استشاري» الشارقة، يقول: إنها أثبتت قدرتها الاستراتيجية بالتكيف في مختلف الظروف الغامضة وغير المتوقعة، بإنشاء مدينة الإمارات الإنسانية، وتخصيص بعض الفنادق والمنتجعات للعزل والحجر الصحي، وتوفير جميع سبل الراحة والسلامة للمعزولين، وكذلك افتتاح 14 مركزاً للفحص، ولا تزالت المبادرات مستمرة، فشكراً لوطن الإنسانية والقيادة الاستثنائية التي لا تعترف بالمستحيل، ولا تعرف التعب، وتسخر كل مواردها؛ لحماية مواطنيها ومقيميها.


جهود مشكورة


وتوجه عبد الله بالعبد الكتبي «رجل أعمال» بالشكر لحكومة دولة الإمارات؛ لتوفيرها جميع الإمكانات والتي بدأت من دعم المنظومة الصحية بالدولة، وتوفير مدينة كاملة للعزل سميت بالمدينة الإنسانية، وحجزت العديد من الفنادق وحولتها إلى أماكن عزل للقادمين من خارج الدولة.
ومن جانب مقيمي الدولة، فقد تأكدت الآراء على أهمية الخطط والتدابير الاستباقية التي أقرتها الدولة؛ لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، والتي ساهمت في محاصرة الفيروس، فيقول محمد الأمين سعد (سوداني): ما من شك أن التدابير الاحترازية والوقائية الرائدة التي واجهت من خلالها دولة الإمارات خطر الجائحة الوبائية استمدت قوتها، وشموليتها، ونجاعتها من ذات القوة، والصلابة، والمسؤولية العظيمة التي تصدت بها القيادة الرشيدة للموقف.
وذهبت ساره عثمان دياب محمد (سودانية) إلى أن الإجراءات الصحية التي اتخذتها دولة الإمارات؛ أشعرت أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين بالأمان.


نظرة استشرافية في إدارة الأزمة


قال عبيد خلفان الغول السلامي عضو المجلس الوطني الاتحادي: على الرغم من ضبابية المشهد الحالي، وحالة عدم اليقين التي تجتاح الأوساط الدولية المعنية بإدارة الأزمة، وحالة اليأس التي وصلت إليها بعض الدول وتفكيرها اللحظي لاحتكار المعدات والمواد الصحية الذي قادها إلى «قرصنة الشحنات الطبية»؛ لتغطية احتياجها المحلي من المواد الصحية، فإن دولة الإمارات تشن حرباً بلا هوادة ضد جائحة (كوفيد-19)، معتمدة على التفكير الاستراتيجي، والنظرة الاستشرافية في إدارة الأزمات، حتى أصبحت الصحف العالمية تدعو المجتمع الدولي لانتهاج أسلوب الدولة في التعامل مع الفيروس.
فعلى الرغم من أعداد الإصابات في الدولة إلا أنها نجحت في تطبيق مجموعة كبيرة من التدابير الوقائية، والإجراءات الاحترازية التي قد يعدها البعض مشددة؛ لكنها ولله الحمد فاعلة في التحكم في انتشار الفيروس، والتي تم تنفيذها بالتوافق مع البروتوكولات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تم افتتاح 14 مركزاً للفحص من المركبة؛ للكشف عن الفيروس، الأمر الذي ساهم بشكل فاعل في توسيع نطاق الفحوص في الدولة، لتشمل فئات المجتمع كافة، بما فيها من إطلاق البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم.


الدستور يقر الرعاية الصحية


أوضح المستشار القانوني د. يوسف الشريف أهمية الفحوص الطبية التي اتخذتها الدولة؛ لمحاصرة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، والحق الدستوري للمواطنين في ذلك، قائلاً: مما لا شك فيه أنه في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد، تتعاظم أهمية وضرورة إجراء الفحوص الطبية، لفائدتها الكبيرة في اكتشاف الإصابة، وللعمل جدياً نحو الحد من انتشار العدوى من المصاب وحصر بؤرة المرض حماية للسواد الأعظم من الناس الذين لم يصبهم المرض، كما تبدو أهمية هذه الفحوص من جهة أخرى في سرعة تقديم يد العون، والإسعافات والعلاج اللازم لتعافي المريض؛ حيث إن الثابت من خلال استشارات الأطباء المتخصصين في مثل هذه الأوبئة أن سرعة العلاج تلعب دوراً فاعلاً في تعافي المريض، وبحمد الله وفضله كان لقيادتنا الرشيدة الريادة في إرساء حق المريض في إجراء هذه الفحوص، والعلاج.
ونصت المادة (19) من دستور الدولة على أن: «يكفل المجتمع للمواطنين الرعاية الصحية، ووسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"