عادي
دورته الخامسة ناقشت آفاق الإبداع للصغار

«كتب صنعت في الإمارات» يعزز الوعي بأدب الطفل

04:16 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: «الخليج»

سلّط المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومن خلال الدورة الثامنة من مشروع «كتب صنعت في الإمارات»، الضوء على أهمية تبنّي حقوق الطفل، وطرحها وتوظيفها في الإنتاجات الإبداعية التي يقدمها المؤلفون الإماراتيون بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها.

شهدت الدورة الثامنة من المشروع، تنظيم ورشة عمل لمؤلفي كتب الأطفال قدمتها الكاتبة اللبنانية فاطمة شرف الدين، استضافها مقهى الراوي في واجهة المجاز المائية بالشارقة على امتداد خمسة أيام، جمعت نخبة من المؤلفات الإماراتيات اللواتي أبحرن في آفاق الإبداع وابتكرن قصصاً تتناول في كلّ واحدة منها بنداً خاصاً من بنود حقوق الطفل التي ينصّ عليها قانون وديمة، بهدف الخروج بقصص خاصة للأطفال جاهزة للنشر.

ويهدف المشروع الذي ينظّم سنوياً، إلى بناء قدرات ومهارات الكتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، والذي ركّز في دوراته السابقة على معايير ومضامين تسمح للطفل باكتشاف العالم المحيط من حوله وتكرّس أهمية حمايته وتوفير مختلف السبل الرامية للارتقاء بمعارفه وشخصيته وتهيئة المناخ الأمثل له لبناء ثقافته الخاصة المشبعة بالقيم والتقاليد السليمة.

وناقشت الورشة أساسيات الكتابة للأطفال والناشئة، حيث ركّزت على المعايير الخاصة للكتابة الموجهة لهذه الفئة وتضمينها بحزمة من القضايا المهمة والتقنيات الحديثة المتبعة في مجالات الكتابة الإبداعية، حيث أتاحت المجال للمؤلفات بالانطلاق من قصصهن من خلال تبني محاور رئيسية يسعى قانون حقوق الطفل لترسيخها لدى جميع فئات المجتمع للارتقاء بمعارف وثقافات الطفل وتهيئته ليكون عنصراً فاعلاً في المستقبل.

وحول هذه الورشة أشارت الكاتبة فاطمة شرف الدين إلى أن تنظيم هذه الورش يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الطفل من خلال الطرح الإبداعي وتناول المضامين التي يحتويها قانون وديمة والقوانين الخاصة بالأمم المتحدة والمتعلقة بالطفولة، مشيرة إلى أن القصص التي تحتوي على بنود مهمة تعالج قضايا حقوق الطفل في ظل مختلف الظروف التي يعيشها الأطفال في الوطن العربي سواء على صعيد صعوبات التعلم والعيش الآمن والرعاية الصحية وغيرها.

وتابعت شرف الدين: «تنطلق هذه الورشة من إمارة الشارقة أول مدينة صديقة للأطفال واليافعين في العالم والعاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، حيث نشهد فيها واقعاً متقدماً على صعيد أدب الطفل لا سيما ما يقوده المجلس الإماراتي لكتب اليافعين من جهود نحو إثراء هذا الحراك المهم والذي أعتبره بمثابة البذرة الأساسية والضرورية لتنشئة الطفل على وعي وثقافة شاملة ترعى مخيلته وتستهدف تكريس الإبداع في داخله وترشده نحو الشعور بمعاناة الأطفال الآخرين».

من جهتها قالت الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي، إحدى المشاركات في الورشة: «على الكتابة للطفل أن تكون جادّة ومشبعة بالرسائل الحقيقية، فأنا أكتب لكي يضحك الطفل، ولأوصل له قيمة مجتمعية معينة، ومن الجميل أيضاً أن أحقق حلمي الشخصي للطفولة، فكل كاتب يحلم بأن يكون العالم مكاناً أفضل للطفل، لكنّ هناك جزءاً من هذا الحلم يتعلق بضرورة توعية الطفل وتعزيز رغبته وتوجيهه نحو تبني مفاهيم الحلم وحرية الاختيار والتعليم الجيد، كما يجب أن يكون الكاتب على قدر كبير من المسؤولية لطرح الأفكار وتوظيفها لكتاباته ليقدم للقراء الصغار معارف وخبرات تسهم في تشكيل شخصياتهم ووعيهم الخاص».

وتابعت: «الورشة مهمة وتلعب دوراً فاعلاً في توجيه الكاتب نحو تعزيز حقوق الطفل وتكريسها كمضامين رئيسية لإنتاجه الأدبي، ومن جانبي رأيت أن أطرح فكرة أن يكون للطفل حرية اختيار تناسب شخصيته، فتناولت قضية طفلة ترغب في تغيير اسمها، الكثير من الأطفال في مجتمعنا لا يملكون حرية الاختيار وربما يفرض عليهم الكثير من الضغوطات وغيرها، من هذا المنطلق سعيت لأن أكرّس لدى الطفل أهمية أن يكون لديه صوت مسموع وأن يقول كلمته دون خوف أو تجاوز لأي قوانين وضوابط لكي يستطيع في المستقبل أن يختار طريق حياته بالشكل والكيفية التي يريدها».

وبدورها قالت الكاتبة نادية النجار: «الكتابة للطفل من أهم أنواع الأدب وأرى أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً على صعيد الاهتمام بأدب الطفل وبلا شك مشروع كتب - صنعت في الإمارات والجهود التي يقودها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، لها دور كبير في إثراء الساحة المحلية والعربية بإنتاجات أدبية مميزة موجهة للأطفال باللغة العربية تحترم الطفل وتناسب فكره ووعيه وعصره، وهذه الورشة ومضمونها مهم ويخدم التعريف بشكل أكبر بحقوق الطفل الذي أكتب فيه لأول مرة وأتطلع لأن أترك بصمة فاعلة تلفت الانتباه لضرورة تبنّي كل ما يخدم توفير حياة مستقرة ومثالية للأطفال».

وتابعت: «رأيت أن أطرح في قصتي قضية التعبير عن الرأي، لأن كل طفل له الحق في الاختيار والتعبير عن رأيه بمختلف مناحي الحياة، حيث قمت بتسليط الضوء على هذه القضية بشكل غير مباشر من خلال طفل يحاول أن يعبر عن داخله، وبلا شك هذا عامل مهم يجب تكريسه لدى الأطفال ليكون لهم قدرة الاختيار في المستقبل».

وعن الكتابة الروائية الموجهة للكبار والأعمال الموجهة للأطفال واليافعين أضافت النجار: «الكتابة للطفل ممتعة فأنت ترى كلماتك وعباراتك ملونة ومرسومة على الورق ويتفاعل الأطفال معها بشكل يشعرك بسعادة غامرة، فأن تكتب للطفل هو أن ترى المستقبل في وجوههم، لكن الرواية هي أن ترى الماضي». ويعتزم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومن خلال المشروع تنظيم ورشة رسم خاصة تستهدف الرسامين الإماراتيين المتخصصين في مجال رسومات كتب الطفل لترجمة القصص التي أنتجتها الورشة الإبداعية إلى رسومات تروي حكايتها بأسلوب شائق يسهّل على الأطفال القارئين التعرف على المضمون بشكل سلس وسليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"