عادي

محمد الظفيري يقارب بين الشعر النبطي ومقاييس اللغة

02:00 صباحا
قراءة دقيقتين

استضاف بيت الشعر في أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات في مقره في مركز زايد للبحوث والدراسات في البطين، مساء أمس الأول، الشاعر والناقد محمد مهاوش الظفيري الذي تحدث حول الشعر النبطي ومقاييس اللغة، بحضور عدد من المثقفين والشعراء .

قال الظفيري من يدرس الشعر النبطي ويتعرف إلى مباحثه الشعرية والفنية ويقف عليه عن كثب يجد أنه شعر عربي النزعة والطابع، وأنه شعر يمتاز بفصاحة المفردة رغم افتقاره لمظهر الإعراب الذي يوضح أشكال الحركات الإعرابية الطارئة على أواخر الكلمات، حيث إن الشعر النبطي يفتقر لهذه الظاهرة، لكنه في المقابل لا يفارق العرب فيما كانوا يقولون من كلام، وفيما يضعون من قياسات وصيغ أسلوبية .

وأوضح من كان يقرأ في كتب اللغويين العرب كالأصمعي وأبي عمرو بن العلاء والمبرد وغيرهم من العلماء اللغويين العرب يجد أنهم كانوا يسمون اللهجة في عرفنا الحالي باللغة، ويطلقون على مانسميه نحن باللغة مصطلح اللسان، إذ وصف الخالق سبحانه وتعالى القرآن الكريم بأنه جاء بلسان عربي مبين، وعليه فإن اللغة تعتبر فرعاً من فروع اللسان كلغة حمِير ولغة تميم ولغة قريش وغيرها من لغات العرب الأخرى، علاوة على بعض اللهجات في الدول والمناطق العربية المتعددة .

وقال الظفيري الشاعر النبطي لم يكن بمعزل عن أصوله العربية في التعامل مع ضروب الكلام، حيث كان الشاعر النبطي يستخدم اللغة التي كان يتحدث بها العرب القدماء، وهذه الحال تكاد تكون واضحة وجلية كلما ابتعدنا في التحرك بالزمن إلى الوراء، وذلك بسبب عدم اختلاط ابن البادية العربية بالأجانب والأغراب من غير العرب كما حصل الآن في أيامنا .

واستعرض الظفيري بعض النماذج الشعرية في مقاييس اللغة، حيث أشار إلى الشاعر سند الحشار الذي أتى بمفرده لغوية أخرى، يؤكد من خلالها الشاعر مدى ارتباط الشعر النبطي بالشعر العربي الفصيح عندما قال:

لعيون من قرنه على المتن تشقاه

مكحولة العينين سودا جدايل

وقال الظفيري إن الشاعر النبطي يقيس ويضبط الكلمات ويختار الصيغ والأسلوبية التي كانت عليها العرب، حيث كان الشعر النبطي القديم يُخضع الكلام الأعجمي غير العربي لمقاييس وصيغ، ولم يكن أسيراً للكلام الأجنبي القادم إليه، يتقبله بلا حول ولا قوة كما يفعل شعراء هذا الزمن .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"