عادي

زيد مصطفى: لستُ نجماً جماهيرياً على صعيد المسلسلات

02:18 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمّان -  ماهر عريف:
رغم تحقيقه حضوراً مسرحياً واضحاً بين التمثيل والإخراج لم يُحرز زيد خليل مصطفى ظهوراً بارزاً ضمن تجارب درامية تلفزيونية محدودة ربما أجدرها حين كان طفلاً عبر مسلسل «الكف والمخرز» الذي حصد أصداء واسعة أردنياً وعربياً عام 1992، زيد نال درجة البكالوريوس في الإخراج المسرحي من جامعة بغداد عام 2003 وهو أكاديمي مُعتمد للتدريس وحاصل على جوائز عديدة وعضو لجان تحكيم دولية والده الفنان الكوميدي خليل مصطفى صاحب شخصية «جبر الجبر» وشقيقه الأصغر «منذر» يحاول شق طريقه في الفن.

* لماذا لم تحصل على مكانة واضحة في الدراما التلفزيونية كما بعض أبناء جيلك؟
لا أعرف السبب ولا أجد تفسيراً منطقياً لذلك، خصوصاً أنني حظيت في طفولتي بإشادات جيدة حين أطللت ضمن «الكف والمخرز» وحتى «معقول يا ناس» و«الرصيف البارد» لكن منذ مطلع تسعينات القرن الماضي ظلت مشاركاتي محدودة ومعدودة للغاية لم تتجاوز 6 أو 7 تجارب وربما أقل.
* ألم تبتعد بإرادتك لمصلحة المسرح؟
لا، لم أقرر الابتعاد رغم أولوية مشروعي المسرحي بلا شك، لكن يبدو أن هناك أموراً تتعلق بشروط إنتاجية و«دهاليز» العلاقات الشخصية وترويج أنني مرتبط دائماً بعروض الخشبة والتنازل عن فرص تلفزيونية، وهذا غير صحيح، بل سمعت أقاويل تتحدث عن وزني الزائد ووجوب التخلص منه فيما ذهب بعضهم إلى تكرار عدم امتلاكي «كاريزما» على الشاشة.
* متى كانت آخر إطلالاتك في هذا السياق؟
ضمن حلقات منفصلة في «حط بالخرج» العام الماضي وقبلها رفض التلفزيون الأردني مشاركتي في عمل «شوية صبر يا جبر» لأن بطله والدي فيما ظهرت في العمل البدوي «عيون عليا» منذ نحو 6 سنوات وبصراحة لستُ مقتنعاً بحميع تجاربي في الدراما التلفزيونية حتى الآن لكنني أردتُ من خلالها تحقيق ارتباط وثيق مع هذا النوع لم يُترجم عملياً.
* هل تفتقد حضوراً جماهيرياً في هذا النطاق؟ وماذا بشأن خلل نقصه ضمن سيرتك المهنية؟
اعترف بأنني لستُ نجماً جماهيرياً على صعيد المسلسلات وافتقد ذلك لاسيما مع معايشته طفلاً ورغبتي في نيله نحو تكريسه لمصلحة المسرح لكنني لا أشعر بخلل مهني في ظل أعمال لها مكانتها على الخشبة سواء كُنتُ مخرجاً أو ممثلاً.
* كيف تجد المسرح الكوميدي الشعبي في الأردن؟
أنا ضد أغلب الأسماء التي تقود المسرح الشعبي في الأردن لأنها تقدم أشياء لا علاقة لها بأساسيات الوقوف على الخشبة وأسهم هؤلاء في ابتعاد الجمهور فضلاً عن ظروف معيشية وسياسية مُلحّة وفي المقابل شكّل المخرج محمد الشواقفة ثنائياً مُهمّاً مع الفنان موسى حجازين لذلك حين غاب الأول وآثر عدم الاستمرار خسر الثاني جزءاً لافتاً مع تقديري الكامل لموهبته.
* ألا ترى شخصية «جبر الجبر» التي قدمها والدك في المسرحية، وكذلك ضمن مسلسل قبل نحو 4 سنوات استهلكت و«سقطت» لدى المشاهدين؟
أعتقد أن أبي تورّط ضمن مسلسل «شوية صبر يا جبر» في ظل ضيق وقت التصوير وضعف الميزانية وكتابة بعض الحلقات على الهواء وتواضع الإخراج لكن هذه الشخصية قابلة لاستعادة حضوره جماهيرياً ولديه الكثير.
* بأمانة ما مآخذك الفنية عليه؟
ابتعاده مؤخراً عن الحالة العامة وتسليمه إلى حد ما بأنه لم يعد هناك أملٌ في ظل ظروف إنتاجية سيئة وضعف كبير يعتري المجال نتيجة إغلاق الجهات الرسمية باب الدعم وعدم الاهتمام لكنني في المقابل ضد رفع راية التراجع وأدعو دائماً إلى «ثورة فنية» بجهود متكاتفة.
* سبق وطالبت مع آخرين بحقوق مهنية خلال وقفات احتجاجية أمام وزارة الثقافة فلماذا تراجعتم؟
لم أتراجع من جهتي ولم ننجز شيئاً من حينها قبل سنتين لأننا نحن نتحمل جزءاً من الوهن إزاء افتقاد الموقف الثابت والتفات البعض إلى مصالح ذاتية، وبصراحة أكثر هناك «تواطؤ» داخل الوسط الفني يتناغم مع إهمال الحكومة للثقافة والفنون.
* ماذا عن دور نقابة الفنانين في رأيك؟
لا أجد تصعيداً مطلوباً نحو وضع حد للاستهتار الرسمي بالثقافة والفنون والاعتصام الذي استمر شهراً كاملاً آلَ إلى لا شيء باستثناء اقتسام البعض «كعكة» المصالح الخاصة على حساب أهداف عامة للمهنة.
* هل تتفق مع القائلين إن الموسم المسرحي الماضي كان الأسوأ من حيث مستوى العروض في المهرجانات؟
نعم وهذا متوقع إلا في استثناءات معدودة، أما السبب فيكمن في آليات قبول الأعمال ضمن لجان عليا لا تقوم بواجبها غالباً وفق تعليمات سطحية تعتمد «التشغيل» لا الإبداع وطالبت مع مجموعة أخرى بتأسيس هيئة مستقلة للمسرح لا تتبع وزارة الثقافة إدارياً ومالياً.
* هل تؤيد من يعتبرون التلفزيون الأردني بلا مُشاهدة واسعة؟
نعم وأستطيع لمس ذلك ميدانياً لأن الأداء روتيني وشاشته غير متجددة ونادراً ما أشاهده لكنهم حاولوا مؤخراً التغيير عبر تقنيات متطورة ربما حسّنت الصورة قليلاً.
* أخيراً.. كيف تجد بدايات شقيقك منذر؟
مشروع ممثل جيد وترك أثراً في مسلسل «موج أزرق» المعروض مؤخراً ويحاول شق طريقه على المسرح وفي تجارب فيلمية، وأتمنى تحقيقه مراده ضمن مجال شديد الصعوبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"