عادي
واشنطن تلوّح مجدداً بالخيار العسكري

"جنيف 2": جولة أولى بلا نتائج

05:31 صباحا
قراءة 5 دقائق
لم تسفر الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين، في إطار "جنيف 2" عن اختراق يذكر، باستثناء جلوس طرفي النزاع إلى الطاولة، الأمر الذي رأى فيه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي بداية "متواضعة جداً"، وإن أشار إلى إمكانية التقدم في الجولة الثانية التي حدد موعدها مبدئياً في العاشر من الشهر الحالي، والتي رحلّت الملفات المهمة إليها وتحدث عن تقديم 10 مقترحات تكون أساساً للمفاوضات المقبلة، فيما قفز "عداد الضحايا" قفزة كبيرة خلال المفاوضات، إذ شهدت سوريا سقوط 200 قتيل يومياً في المعدل، واتهم رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا النظام بعدم الجدية، وأكد تلقي المعارضة مساعدات عسكرية، وأنها ستواصل القتال .
وقال الإبراهيمي "كانت بداية صعبة، لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة"، وأشار إلى أن وفد الحكومة يريد التشاور مع دمشق، فيما أعلن وفد المعارضة استعداده للعودة .
وأكد الجربا أن الوفد الحكومي لم يقدم أي "التزام جدي"، وأشار إلى حصول المعارضة على "وسائل الدفاع"، وقال "عندما يتوقف نظام الأسد عن العدوان على شعبنا بالدبابات والطائرات والصواريخ والبراميل، يمكنه المطالبة بوقف دعمنا بوسائل الدفاع عن النفس" .
وسجل المشهد السوري تناقضاً بين المفاوضات وأعمال عنف ميدانية حصدت أكثر من 200 شخص يومياً، فخلال 9 أيام قتل نحو 1900 شخص، في قصف جوي ومدفعي واشتباكات .
وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس، ضرورة تسريع وتيرة إخراج الأسلحة الكيماوية من سوريا، إذ لم يتم نقل سوى أقل من 5% من الأسلحة الأكثر خطورة، وذكرت الخارجية الأمريكية أن الخيار العسكري لم يستبعد قط عن الطاولة، لكن واشنطن تمضي في المسار الدبلوماسي، واعتبرت روسيا أن مهمة إتلاف الأسلحة الكيماوية بحلول 30 يونيو ما زالت واقعية .

الجربا يتهم النظام بعدم الجدية
الإبراهيمي: جولة "جنيف 2" الأولى "بداية متواضعة جداً"

اعتبر الوسيط الدولي في مفاوضات "جنيف 2" حول الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، أمس، أن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة تشكل "بداية متواضعة جداً" في اتجاه إيجاد حل للأزمة، وأعلن في مؤتمر صحفي في ختام جلسات التفاوض في قصر الأمم في جنيف أن الجولة المقبلة ستعقد "مبدئياً" في 10 من الشهر الحالي، وقال "خلال الأيام الثمانية الماضية كان الطرفان يتحدثان بواسطتي، كانت بداية صعبة، لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة"، وأضاف: "عرضا مواقفهما، واستمع أحدهما إلى الآخر، كانت هناك أوقات أقر فيها أحدهما بما يثير قلق الآخر وبوجهة نظره" .
وتابع الإبراهيمي أن التقدم بطيء جداً، إلا أن الطرفين تكلما بطريقة مقبولة، إنها بداية متواضعة، لكن يمكن أن نبني عليها، وكشف أنه اقترح أن تستأنف المفاوضات "بالاستناد إلى أجندة واضحة، وأن نلتقي في 10 فبراير/شباط"، وأشار إلى أن وفد الحكومة قال إنه "يحتاج إلى التشاور مع دمشق"، فيما أعلن وفد المعارضة أنه مستعد للعودة، وأوضح أن "وفد المعارضة سيوسع مستوى تمثيله، نحن طالبنا بأن تتحاور المعارضة وأن يتشكل منها وفد يحظى بالمصداقية"، وأكد "الهوة لا تزال كبيرة، لكنني لاحظت أن هناك أرضية صغيرة مشتركة لعلها أكثر مما يدركه الطرفان" .
وقال إنه استخلص عشر نقاط من هذه الأرضية المشتركة أبرزها أن الطرفين "ملتزمان مناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف للوصول إلى حل سياسي، ويعرفان أن عليهما التوصل إلى اتفاق دائم وواضح على وضع حد للنزاع وإقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، إضافة إلى خطوات أخرى أبرزها الحوار وإعادة النظر في الدستور والانتخابات"، وأضاف أن كلا الطرفين "أعلن بعباراته أنه يرفض العنف والتطرف والإرهاب" .
من جهته، أكد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أن الوفد الحكومي لم يقدم أي "التزام جدي"، وقال: "نعلن لأصدقائنا أنه لا يمكن الحديث عن التزام جدي حصل من قبل ممثلي الأسد، رغم أننا التزمنا بإنجاح مؤتمر "جنيف 2"، ومع هذا فإننا نجدد التزامنا بالعودة إلى جنيف في الجولة الثانية"، وأشار إلى حصول المعارضة على "وسائل الدفاع"، مؤكداً أن "التسليح سيزداد" حتى التزام النظام تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وقال "ربطنا سلفاً حضورنا "جنيف 2" بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الأرض، أطمئنكم أن تعهدات الدول أصبحت نافذة"، مضيفاً: "سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كمّاً ونوعاً حتى يلتزم النظام بحرفية "جنيف 1" الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته" .
واتهم الجربا النظام بمحاولة "تمرير الجولة الأولى من المفاوضات من دون تقدم"، لكنه قال: "حققنا ما أردناه في "جنيف 2" وعرينا النظام"، وأضاف "النظام لم يدر أنه وقع بالفخ في "جنيف 2""، وتابع: "العالم أصبح أكثر اقتناعاً بأحقية ثورتنا بعدما خضنا المسار السياسي"، واتهم الرئيس السوري باستيراد "الإرهاب من الخارج والاستعانة بميليشيات طائفية لبنانية وعراقية" .
ورأى عضو وفد المعارضة لؤي صافي أن "التقدم الوحيد" هو "إلزام النظام بالتفاوض"، وقال في مؤتمر صحفي "في الجولة المقبلة، سيكون هناك حديث حول نقل السلطة، هذا موضوع على جدول أعمالنا، هذا التقدم رغم بساطته حققه صمود الشعب السوري"، وأضاف: "لا يمكن التقدم من دون تشكيل هيئة الحكم الانتقالي"، معتبراً أن "النظام لا يريد حلاً سياسياً ولا يريد التقدم" .
في المقابل، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم أن مفاوضات "جنيف 2" لم تحقق "نتائج ملموسة"، وقال في مؤتمر صحفي "للأسف، لم نتوصل إلى نتائج ملموسة"، وعزا ذلك لسببين، "الأول عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة، والتعنت على موضوع واحد كما لو أننا قادمون ساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونذهب"، وأضاف "هذا يدل على عدم النضج وعلى الأوهام التي يعيشونها"، أما السبب الثاني، فهو "الجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة أن تغلف به اجتماع جنيف" .
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن "وفد المعارضة يجب أن يضم بالجولة المقبلة جميع أطياف المعارضة الوطنية"، وأكد أن الوفد لن يقدم أي تنازل، فيما قال مندوب سوريا بشار الجعفري، إن "وفد الائتلاف لا يملك إجابة عن شيء وتأتيه قصاصات الورق الجاهزة" .
دولياً، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إنه لا يستبعد أن تبحث مسألة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي خلال الجولة الثانية من المفاوضات، وأضاف أن الإبراهيمي "وعد بتقديم مقترحات محددة حول أطر الجولة الثانية، ويمكن أن تضم هذه المواضيع موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالي"، وتابع أنه "بالرغم من صعوبة الملف وحساسيته فهو يتطلب جهوداً من الطرفين لإظهار الإرادة السياسية والجاهزية للتوصل إلى حل وسط"، واعتبر أن قرار الكونغرس الأمريكي تزويد المعارضة بالأسلحة، "يصب الزيت على النار" .
وقالت مجموعة "أصدقاء سوريا" التي اجتمعت في جنيف بعد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات إن "النظام مسؤول عن عدم إحراز تقدم حقيقي في الجولة الأولى من المفاوضات، عليه ألا يعرقل المفاوضات الأخرى الجوهرية وعليه أن يشارك على نحو بناء في الجولة الثانية من المفاوضات" . (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"