عادي
جملة تتكرر لتبرير الألفاظ غير المستحبة

«اللهم إني صائم».. شماعة للعصبية والتجاوزات

05:03 صباحا
قراءة دقيقتين
متابعة: جيهان شعيب

«اللهم إني صائم»، جملة بمنزلة شماعة يعلق عليها البعض في نهار شهر رمضان الفضيل، عصبيتهم، وشتائمهم، وتعديهم بالقول، وكسلهم، وتراخيهم، وتقاعسهم عن أداء مهامهم الوظيفية، وضيقهم، ونومهم الطويل لتمرير فترة الصيام، وكل السلوكيات والتصرفات السيئة والسلبية، التي يعتبرونها ضريبة صيامهم، ومرادفاً حتمياً له، وممارسة يومية يرتكبونها خارج وداخل بيوتهم، بتصرفاتهم غير الجائزة والمحرمة، طوال الشهر الكريم.
وللأسف فهذه الجملة، تصفع الآذان كثيراً في رمضان الفضيل، بالرغم من أن روحانيات الشهر تفرض على الفرد التمسك بالأخلاقيات السوية في التعاملات، والالتزام السلوكي الكامل، والركون إلى الهدوء، والتوازن، والتروي، وإحكام السيطرة على الغضب، وأهواء النفس، والابتعاد عن ردود الأفعال السريعة التي تسقطه في أقوال مرفوضة، وتصرفات منبوذة، لا تتسق مع بنود شهر الخير، والتسامح، والتسامي.
واللافت أن من يقعون في العصبية، والنرفزة، والشتم أحياناً في رمضان الخير، يبررون ذلك بانقلاب حالتهم المزاجية والنفسية، بسبب مشقة الصيام، التي يرون أنها تمنحهم الحق في سرعة الغضب.
وإذا كان القانون أفرد عقوبة لمن يجاهر بالإفطار في نهار رمضان، ألا يتساوى في ذلك التلفظ بكلمات نابية، والسب والعصبية، وألا يستوجب إفراد عقوبة رادعة لهذا الفعل المسيء لشهر الطاعات؟
حول ذلك قالت المحامية منوهة هاشم: «الحمد لله أن منّ علينا ببلوغ شهر رمضان المبارك، شهر يتقرب فيه العبد لرب العباد، وليس ذلك مقصوراً على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل جميع المفطرات، والتي تشمل الألفاظ المبتذلة غير المحمودة، فيما وبالنسبة للمجاهرة بالإفطار، فقد نظمها المشرع في المادة 313 من قانون العقوبات؛ حيث شرع فيها الحبس أو الغرامة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا عن السب والألفاظ المخلة، والتي تسهم في انتهاك حرمة هذا الشهر الكريم؟ نعم القانون شرع عقوبة للقذف والسب في مجمل الأيام العادية».
وقال د. سالم زايد الطنيجي، أستاذ اللغة العربية والدراسات الإماراتية: السباب والألفاظ البذيئة، سلوك دخيل على أخلاقيات المجتمع الإماراتي، الذي عرف عنه منذ القدم الإحسان، والصدق في التعامل، واحترام الآخرين، والكلمة الطيبة دائماً، لكن في الفترة الأخيرة، نظراً للنقلة الكبيرة في المجتمع، بدأت تظهر بعض السلبيات في رمضان، ومنها ظاهرة تبرير التجاوزات، والتعدي قولاً وفعلاً على الآخرين بحجة الصيام، وهي سلبية من الدرجة الأولى، فيجب أن ندرك جيداً أن رمضان الفضيل، شهر مغفرة، ورحمة، وتسامح، وعبادة، وفترة لتذكير الإنسان بالصيام وهو الفرض الجليل، الذي يتطلب سلوكيات حميدة، ويحث على تجنب الخطأ، وعدم ترك اللسان كيفما يشاء المرء، فإذا عود الإنسان نفسه على الهدوء، والحكمة، وسعة الصدر، والكلمة الطيبة، سيكسب أجراً مضاعفاً، خلاف إذا تلفظ ببعض الكلمات التي تجرح صيامه، وتقلل من أجره في الشهر الفضيل.
والإيجابية مطلوبة من الإنسان، والترفع عن الألفاظ النابية فرض حتمي، وواجب لازم، حتى يتم الصيام على الوجه الأكمل، والشهر الفضيل هو محطة أو استراحة لمحاسبة الإنسان لذاته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"