عادي

«أبو الفنون» في القلب

03:46 صباحا
قراءة دقيقتين

هو «المسرح»، في قلب هذه الكلمة، ما يدشن تاريخ الإنسان، في الفكر والثقافة والفنون والفلسفة وعلم الاجتماع، وفي السياسة والاقتصاد، بهذا المعنى، يقف المسرح في مقام النبل، يجله ويفهمه ويستوعبه الراسخون في الثقافة، والراسخون في الفكر، أولئك الذين يحبون الحياة، ومن هؤلاء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. هذا الرجل الذي يقف المسرح في قلب مشروعه الثقافي، كتابة، وتنظيراً، ومشروعاً نهضوياً، يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة.
نعم، إنه المسرح وإنه سلطان الحاكم المثقف، الذي يرتفع بالمسرح، ويهجس بفن المسرح، قولاً وفعلاً وتنظيراً عبر كلماته، ومبادراته ودعمه المستمر، وعبر مهرجاناته الكثيرة التي تحمل اسم الشارقة في كثير من الدول العربية، وعبر جوائزه ومقولاته الأثيرة في مسارح العالم.. «نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة» ما أجملها من عبارة، وما أعمقها من فكرة، وما أجله من موقف، إنها كلمات سلطان، هذه التي تدوي لتختصر الحياة في كلمات قليلة، كأنها الترياق الذي يحتاج إليه العالم، وهو يضج في الصخب، وتعبث به الفوضى، لعله يصحو، فيتذوق المسرح، ويرتشف من رحيقه طعم الحياة.
يدرك صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية هذا الفن العظيم، وهو يتفقده في كل مرة، بمبادرة كبيرة، وكلمة جديدة، تكشف الغفلة عن العقول، فتنقي الوجدان، وتطهر النفس، وتضخ في شرايين الكائن دفعة جديدة من الحب، فالمسرح كما يفهم سموه ثورة حقيقية في ترسيخ التسامح بين البشر والعالم الآن أحوج ما يكون إلى حركة مسرحية جديدة، تعيد موجة التعارف والتآخي بين الشعوب.. هذه شذرات من فهم سموه للمسرح، من مكابدته ومعايشته وخبرته، ومن تلك الشفافية التي يتحلى بها هذا الرجل الكبير، وهذا المثقف الكبير، الذي يشغله ما في العالم من تنابذ وصراعات وحروب وتوترات.
إنه مشغول بالمسرح حتى النخاع، ذلك لأنه الرجل الحالم، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة، لكي يبدد غبار الشك والريبة، ليصنع إنساناً متفائلاً وإيجابياً وبشوشاً، وقادراً على صنع الحياة.
مبادرات صاحب السمو في المسرح كثيرة، ومفاجآته في المسرح كذلك، فهو داعمه الأول على مستوى الوطن العربي، وهو أهل لهذه المهمة، وهو المسرحي، الذي يراهن على المسرح، إبداعاً ومشروعاً تنويرياً وفناً إنسانياً خالداً.
ولأنه كذلك، فها هو اليوم، يبر بوعده الذي قطعه لأهل المسرح وطلاب المسرح، بافتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، هذا الصرح الذي سيفتح بوابات «أبو الفنون» لطلاب الوطن العربي، لمن يعشقون المسرح.. وهنا، فاصلة مهمة، (من يعشقون المسرح) هم من يراهن عليهم سموه، فهؤلاء هم القوة الفاعلة، وهم من سيصنعون المعرفة، ومن سيبشرون بالجمال.. فهنيئاً لطلاب المسرح بأكاديمية الشارقة للفنون.. أما أنت يا صاحب السمو حاكم الشارقة.. فألف «شكراً» لا تكفيك حقك، أيها الحاكم، وأيها المفكر النبيل، نبل المسرح، الذي وعيته، وعشته في كل أقوالك وأفعالك ومبادراتك.

المحرر الثقافي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"