بدأ في بغداد تصوير مسلسل سليمة مراد وهو سيرة ذاتية عن حياة واحدة من أشهر مطربات العراق التي لعبت دوراً مزدوجاً بين الفن والسياسة والمجتمع، وحظيت باهتمام بالغ عند جمهورها العربي، انها الفنانة الراحلة سليمة مراد التي كانت تلقب بسليمة باشا بسبب حضورها المتميز في ذاكرة الفن العراقي . يتناول المسلسل سيرتها، ليس من نشأتها، ولا ولادتها، بل من خلال أكثر السنوات التي زخرت بعطائها الفني .
وفي أجواء بغداد القديمة بدأ المخرج باسم قهار تصوير مشاهد المسلسل التلفزيوني سليمة مراد من بطولة آلاء حسين التي تؤدي دور سليمة وعلي عبدالحميد الذي يلعب دور المطرب الكبير ناظم الغزالي، حيث يجري تصوير مجمل أحداث المسلسل الذي كتبه فلاح شاكر في أحد البيوت الأثرية البغدادية، لتجسيد البيئة التي عاشتها المطربة في محلات بغداد القديمة، ومن المؤمل عرض المسلسل خلال رمضان المقبل .
وتفصيلاً فإن أحداث المسلسل ترتكز على مرحلتين زمنيتين ليقدم من خلالهما خارطة للأحداث الاجتماعية والسياسية لحقبة من تاريخ العراق الحديث مفعمة بالأحداث الموثقة والموظفة بسياق درامي متصل بمحاور صراع اعتمد بها التحليل المنطقي لسلوك وثقافة كل شخصية، حيث سيتضمن المسلسل 20 أغنية لسليمة مراد وناظم الغزالي وعفيفة اسكندر وهي موظفة درامياً .
المرحلة الأولى من 1948-1952 التي تواصلت وتزامنت فيها أحداث سياسية واجتماعية كانت سليمة باشا تقود محوراً مهماً في تلك الأحداث، وهو إصرارها على البقاء في العراق ورفض مشروع الهجرة منه إلى فلسطين التي كان يروج لها اليهود العراقيون المتطرفون حيث هاجر على اثرها مجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين والتجار، وقد انعكس تأثير هذه الهجرة على الأحداث الاجتماعية في بغداد آنذاك .
المرحلة الثانية، تبدأ من تعرفها إلى الفنان ناظم الغزالي والزواج منه وهي مرحلة عاشت فيها سليمة مراد مع قصة حب ستبقى راسخة في وجدان المتلقي لأهميتها، حيث كانت هذه العلاقة كبيرة ومذهلة بين قطبين كبيرين من أعلام الفن في العراق .
وبعد وفاة ناظم الغزالي آثرت سليمة ان تعيش منزوية في دارها بقلب ممزق . إلى أن وافتها المنية عام 1975 في أحد مستشفيات بغداد ودفنت إلى جوار ناظم الغزالي .
المسلسل يشارك فيه 75 ممثلاً وممثلة، وينتجه صلاح كرم الذي قدم العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، والتي كانت بدورها قد قدمت نجوماً للشاشة على مدار أكثر من عقدين من الزمن .
