عادي
إطلاق منصة تعليمية إلكترونية رائدة الثلاثاء

«تحدي الترجمة».. تغير جذري في واقع التعليم العربي

04:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي: محمد إبراهيم

أكد عدد من المتطوعين في النسخة الأولى ل«تحدي الترجمة»، تلك المبادرة، التي جاءت ضمن «مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي»، أن التحدي يعد تغيراً جذرياً في واقع التعليم العربي؛ إذ تقدم المبادرة وجبة دسمة من الفيديوهات المترجمة إلى العربية في مواد العلوم «الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات».
في وقت يتم إطلاق أكبر منصة إلكترونية متطورة، تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو، يتضمن 11 مليون كلمة مترجمة، بمشاركة أكثر من 300 متطوع من مختلف الدول العربية، الثلاثاء المقبل؛ ليحظى الطلبة العرب، بفرص متابعة الدروس في تلك المواد عن بُعد، وقتما يشاءون وأينما يذهبون، على أن تكون تلك الفيديوهات متاحة، وفي متناول الجميع بسهولة ويسر.
وقال المتطوعون ل«الخليج»، إن المحتوى العلمي، الذي جاء في الفيديوهات، يمثل قيمة كبيرة، لاسيما أنه «متنوع وحيوي وتنافسي»، يحاكي في مضمونه التعليم المتطور، فضلاً عن أن المبادرة، تضع ملامح جديدة لنوعية التعليم المقدم لأكثر من 50 مليون طالب وطالبة في مختلف الدول العربية.

تنوع المحتوى

البداية كانت مع سهير السكوت «مصر»، إحدى المتطوعات، في فريق الترجمة بالتحدي، التي أكدت أنها ترجمت حوالي 46 من الفيديوهات، اختلف محتواها وتنوع بين مواد «الفيزياء والأحياء والهندسة والطب والتمريض»، معتبرة أن المبادرة تعد مساراً فاعلاً لإحياء حركات الترجمة، بما يواكب المتغيرات الحديثة في التعليم.
وحول التحديات، التي واجهتها، أفادت بأنها تكمن في بعض الموضوعات الجديدة، التي اشتملت عليها النصوص المطروحة؛ حيث ينبغي أن يكون المترجم على دراية واسعة بالموضوع المراد ترجمته؛ لذا عندما كنت أترجم موضوعاً جديداً كنت أدرسه أولاً، ثم أترجمه، وواجهت هذا الأمر على وجه الخصوص في فيديوهات الهندسة الكهربائية، فضلاً عن بعض المصطلحات الطبية المتشابهة، التي لم يكن لها مرادفات لغوية أو مرادفات.
من جانب آخر، أكد ناصر ‎جبوجا «المغرب» العضو في فريق الترجمة أيضاً، أن مهمته اقتصرت على ترجمة 31 محتوى علمياً ركز معظمها على العلوم والرياضيات، وبعض موضوعات الطب، تتراوح مدتها بين 10 - 20 دقيقة تقريباً، موضحاً أن العمل ظل مستمراً، لمدة 10 شهور متواصلة تقريباً، لإنجاز تلك المهمة، معبراً عن فخره لمشاركته في هذا التحدي، الذي يخدم شريحة كبيرة من أبناء الوطن العربي.

نقلة نوعية

«شكراً محمد بن راشد» هكذا بدأت معنا الحديث هاتفياً آمال القبايلي «الجزائر» ضمن فريق الترجمة؛ إذ أكدت أن المبادرة عظيمة في مضمونها، وأهدافها، وتسهم بلا شك في إحداث نقلة نوعية في التعليم بالوطن العربي، ويكفى أنها الأكبر من حيث الشريحة المستهدفة، التي تبلغ أكثر من 50 مليون طالب عربي.
وأوضحت أن نوعية الفيديوهات، ركزت على الجانب التعليمي، خاصة بالمرحلة الثانوية والكيمياء العضوية؛ حيث كنت أترجم بمعدّل فيديو واحد لكل أسبوع، وبلغ عدد الفيديوهات التي اشتملت عليها المهمة، 24 مقطعاً، تترواح عدد الدقائق فيها بين 8 إلى 19 دقيقة.
وأفادت: لم أجد معوقات خلال ترجمتي؛ إذ إنني متخصصة في الترجمة، وحاصلة بالأساس على دبلوم دراسات عليا في الكيمياء العضوية؛ لكن أذكر فقط إشكالية توحيد المصطلحات العلمية بين المشرق العربي والمغرب العربي، ونتفق عادة على المصطلح الدارج على الإنترنت أو في الكتب.
من فريق الترجمة إلى فريق التعليق الصوتي؛ حيث أكدت مروة خوست، أنها انتهت من التعليق الصوتي لأكثر من 15 من الفيديوهات، معظمها لمادة الرياضيات، موضحة أنها ركزت على التدريب المستمر قبل التسجيل وبعده؛ لتحقيق التوازن بين الصوت باللغة الإنجليزية والترجمة العربية.
وأكدت أنه على الرغم من خبراتها السابقة في هذا المجال، إلا أن خصوصية المحتوى، وارتباطه الوثيق بالتعليم والمواد العلمية، أسهم في إثراء معارفها، وقدراتها على التعامل معها، لاسيما أن تلك الخصوصية فرضت عليها قراءة الدروس وفهم محاورها ومضمونها قبل التعليق الصوتي عليه، مؤكدة أن الفائدة لم تقتصر فقط على المتعلمين عربياً؛ بل تنعكس أيضاً على المتطوعين، لاسيما في الجانب الذي يخص اللغة العربية؛ حيث إن الوقوف على الإلقاء الصحيح يعزز اللغة العربية في المجتمعات.

الدروس العلمية

أما محمد محمود البستكي، يرى أن التجربة فريدة من نوعها؛ حيث أسهمت في تحقيق عدد من الأهداف النبيلة؛ إذ تحاكي في مضمونها النهوض باللغة العربية، وتوفير الدروس العلمية والرياضيات لأكثر من 50 مليون طالب في المجتمعات العربية، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يقود الأمة العربي إلى مكانة علمية رفيعة المستوى؛ من خلال تلك المبادرة، وهذه المنصة الذكية.

نقل المعارف

أما موزة الكتبي، ترى أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعادت من جديد فاعلية دور الترجمة، في نقل المعارف العلمية، وتأصيل البحث العلمي؛ من خلال تلك المبادرة التي كانت فرصة لأكثر من 51 ألف متطوع، تسابقوا للمشاركة؛ ليكونوا جزءاً منها.
وأفادت بأنها أجرت التعليق الصوتي على حوالي 15 من مقاطع الفيديو، جميعها ركزت على مادة الرياضيات المستوى الأولى، موضحة أن المحتوى العلمي جاء جذاباً ومتكامل الأركان، ما أسهم في إنجاز مهمتهم على الوجه الأكمل، مؤكدة أن المنصة بما تتضمنه من محتوى علمي قوي، ستكون مفاجأة للعالم أجمع.

ثروة علمية

وفي وقفة معها، أكدت سوسن الصفدي، أنها نجحت في التعليق الصوتي على 500 مقطع فيديو، تضم مواد الرياضيات والفيزياء والأحياء والطب، موضحة أن المبادرة في حد ذاتها ثروة علمية وثقافية للجميع، سواء للطلبة الذين يتابعون المنصة، أو للمشاركين من المتطوعين في مختلف الدول العربية.
وقالت: إن مشاركتها تعد نقلة نوعية؛ تعزز قدراتها على استيعاب اللغة العربية ومخرجاتها، فضلاً عن أن المبادرة تشكل أهمية كبرى؛ لإعداد الكوادر المتخصصة في مجالات الترجمة المتنوعة.

متابعة حثيثة

حظي «تحدي الترجمة» بمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي حرص على متابعة تقدم نتائج «تحدي الترجمة» عن قرب بشكل دوري؛ لإيمان سموه بأهمية تمكين الشباب العربي من العلم والمعرفة؛ لمواكبة التطور المتسارع في مساقات التعليم للحاضر والمستقبل.

تنافس 51 ألف متطوع

تنافس حوالي 51 ألف متطوع على المشاركة في «تحدي الترجمة»، من المعلمين والباحثين والمختصين والمتحمسين؛ للمساهمة في التحدي، بالتعريب أو التصميم أو المونتاج للفيديوهات التعليمية؛ إذ تشكل المبادرة أهمية كبيرة؛ لتمكين الشباب العربي بالعلم والمعرفة؛ لمواكبة التطور المتسارع في مساقات التعليم عالمياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"