عادي

مقاطعة «مواقع التواصل».. افتراض يهزمه الواقع

04:15 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: فدوى إبراهيم

وصل الإحساس بسلبيات وسائل التواصل إلى حد إطلاق مجموعة بريطانية معنيّة بالصحة دعوة للتخلي عن استخدامها أو تقليله في إطار حملة «سبتمبر بلا تصفح»، لاستعادة إيقاع الحياة الاجتماعية الطبيعية. إيجابيات الاستجابة للدعوة مقنعة، لكن كثيرين، نورد هنا آراء بعضهم، لا يرون مقاطعة هذه الوسائل ممكنة بعد سيطرتها على كل مفاصل حياتنا.
الحملة المدعومة من دائرة الصحة الوطنية في إنجلترا هدفت إلى جعل الأشخاص يفكرون في حياتهم أكثر بدلاً من منح الأولوية لحياتهم الرقمية، وبناء علاقات صحية أكثر توازناً والاستراحة من وسائل التواصل الاجتماعي أثناء المناسبات الاجتماعية، والتحدث مع الأصدقاء والعائلة والاستماع إلى الموسيقى، وذلك بسبب آثار سلبية محتملة في الصحة النفسية والعقلية، كالقلق والاكتئاب والصورة السلبية عن الجسم والتنمر عبر الإنترنت واضطرابات النوم، والخوف من عدم متابعة ما يدور من الأحداث.
وتعليقاً على الحملة، أوضحت منى محمد علي «60 عاماً» أن تواصلها مع الأهل والأقارب بات أمراً يومياً، والانقطاع عنه يعني الانقطاع عن التواصل الاجتماعي وليس عن الوسائل فحسب، فلم يعد من المجدي بحسب علي حالياً أن يكون الاتصال هاتفياً بشكل يومي مع الجميع وخاصة الذين يقطنون في دول أخرى، ولا اللقاء المباشر بات يسيراً. وتضيف: أتقنت استخدام الهاتف المحمول بصعوبة، وبعدها بات مصدري المعلوماتي، ووسعت الدائرة فبات لدي حسابات في مواقع التواصل التي منحتني الفرصة لمعرفة كل المستجدات على المستويين العائلي والعام.
ويشير ثامر عوض «موظف» إلى أنه رغم اطلاعه اليومي على شبكات التواصل، إلى أنه ليس متعلقاً بها بشدة، بل يحاول دائماً تنبيه أبنائه الثلاثة إلى منح كل شي حقه وبحدود دون الإغراق، ويقول: أتصفح المواقع فيما لا يزيد على الساعة يومياً، وأمنح الوقت المتبقي لعائلتي ولشؤون العمل والأصدقاء، وبرأيي فإن اللقاء المباشر أو عبر الهاتفي هو ما يعبّر عن عمق العلاقات، وينوه عوض بأن تقنين الاستخدام هو الحل الأمثل.
ويقول الجامعي عمار صالح: لم يعد استخدام الهاتف ومواقع التواصل مقصوراً على الاستخدام العملي أو الدراسي فقط، بل بات بوابة لتفقد كل ما يحيط بنا، والتخلي عنه أو التقليل من استخدامه هو أمر صعب جداً، لكن تقنين الاستخدام يجب ألا يقتصر على شهر، فمخاطر الاستخدام الكثير تبعاتها خطرة، خلال القيادة والمشي والعلاقات الاجتماعية.
ويؤكد الشاب محمد طافش «موظف» أن استخدام الهاتف كوسيلة للمعلومات أصبح أمراً مفروضاً علينا، لتحوّل الأخبار السريعة والمباشرة إلى وسائل التواصل، وأمر ترك أو تقنين الاستخدام في سبتمبر لا أظنه يجدي، لأن الأمر قرار شخصي بحت.
ويعتقد إسماعيل حسني «55عاماً» أن الرغبة في تغيير السلوك أمر صعب جداً، فاستخدام مواقع التواصل من خلال الهواتف أصبح جزءاً من السلوك الشخصي، ورغم أنه لا يزال هنالك عدد من الأشخاص الذين لم ينخرطوا في هذا السلوك، إلا أن الأغلبية كذلك، ولن يدرك أولئك مقدار ما ضاع من أوقاتهم إلا حينما يتقدّم بهم العمر.
رأي مشابه يوضحه سعيد الشحي «متقاعد»، حيث يرى أن الشخص نفسه هو من يتحكم باستخدامه ومقداره، الانقطاع عن المواقع تلك لم يعد سهلاً والانشغال بها يشكل عبئاً زمنياً على كل فرد، وعلى كل منا أن يحدد استخدامه بدقة، فيتصفح بحسب، الشحي، لوقت محدد من اليوم حينما يكون بمفرده وليس مع الناس، ويثق تماماً أن من يريده لأمر عاجل يتصل به.
قد يكون من الفوائد المرتقبة لعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة تحسن معدلات طلاب الجامعة ، إذ خلص د.خيرت عيّاد، الأستاذ المشارك بكلية الاتصال بجامعة الشارقة، بعد دراسة أجراها على طلبة الجامعة، إلى أنهم يستخدمون الهاتف المحمول بمعدل مرتفع جداً، حيث تتجاوز نسبة من يستخدمونه لأكثر من خمس ساعات يومياً 65.0%، الدراسة شملت 280 طالباً وطالبة. وتوصلت الدراسة إلى أنه كلما ارتفع معدل استخدام الطلبة للهاتف، انخفض معدلهم الأكاديمي، والعكس صحيح.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"