عادي
أحداث روايتها المقبلة تدور في دبي منذ 50 عاماً

نادية النجار: المشهد الثقافي يمتلئ بأقلام واعدة

02:27 صباحا
قراءة 3 دقائق
حوار: نجاة الفارس

نادية النجار، روائية إماراتية من دبي، حروفها معبقة بنسيم عليل، تمنح قارئها صفاء نفسياً لا مثيل له، تبحر به في نزهة مدهشة، كلمات نادية وعباراتها تشبه مدينتها، مفعمة بصدق العاطفة، مشوّقة، وأسلوبها سهل ممتنع، من يقترب من رواياتها، تخطف لبه الأحداث، فيركض مسرعاً، متشوقاً وملهوفاً لسبر بساتين لغتها.
نادية النجار حاصلة على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي، شاركت في دورات متنوعة منها «برنامج الروائي الإماراتي»، وورشة أدب الطفل التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، صدر لها رواية «منفى الذاكرة» عن دار كتاب للنشر، وتحكي عن سيدة مرت بصعوبات في حياتها، تقرر ذات يوم أن تكتب ذكرياتها وتحفظها في ملف إلكتروني تسميه «منفى الذاكرة»، ورواية «مدائن اللهفة» عن دار مدارك للنشر، وتدور حول فتاة تصلها رسائل من شخص غريب تكتشف من خلالها أشياء لم تكن تعرفها، وتُغير من نظرتها للحياة. وحازت روايتها الأخيرة المركز الأول في جائزة الإمارات للرواية عن فئة الرواية القصيرة، وكرّمها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، تكتب أيضاً للأطفال، ولها قصة «أنا مختلف» الصادرة عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

* ماذا عن مشروعك الأدبي المقبل؟
أخطط لرواية طويلة تدور أحداثها قبل خمسين سنة في مدينة «دبي»، حول واقعة حقيقية حصلت في تلك الفترة، وكيفية تأثيرها في شخصيات الرواية.

* كيف، ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
أحببتُ القراءة والكتابة منذ سنوات طفولتي، في المدرسة كانت حصص «التعبير» في مادة اللغة العربية مفضلة جداً لدي، أما في الجامعة فقد تخصصتُ في مجال مختلف تماماً، وتوقفتُ عن الكتابة لفترة، لكن ظلت هواية القراءة مستمرة معي، قبل سنوات عدتُ مجدداً إلى الكتابة، وكتبتُ في مجال الرواية، والقصص القصيرة، ومؤخراً اتجهت إلى أدب الطفل، وأنا حالياً متفرغة للكتابة.

* في روايتك مدائن اللهفة كانت إحدى الشخصيات من المصابين بمتلازمة داون، كيف استطعت الولوج إلى أعماق شخصية هذه الفتاة؟ ولماذا هذه الفئة من المرضى اخترت تجسيدها في أعمالك؟
الحقيقة إنها لم تكن شخصية رئيسية في الرواية، لذا لم أتعمق فيها كثيرا، ولكن من جهة أخرى أشعر بأن هذه الفئة قريبة من القلب وملهمة، لذا قد أعيد التجربة في أعمال أخرى، وبعمق أكبر.

* أيضاً في الرواية نفسها جسدت شخصية زوجة الأب الحنونة بصورة جميلة، وغير مألوفة في الإعلام والأدب، حيث زوجة الأب دائماً تجسد بأنها شريرة جداً ، كيف تختارين شخصياتك الروائية؟
أختار دوماً الشخصيات الروائية التي بإمكانها إقناع القارئ بأنها حقيقية مثلنا، وتعيش بيننا، الشخصيات الورقية هي طبعاً من خيالي، إلا أنني أستعير صفاتها الخارجية والداخلية من شخصيات حقيقية قد أكون سمعت، أو قرأت عنها، أو حتى صادفتها.

* ما هي طبيعة قراءاتك؟، ومن هو الكاتب أو الكاتبة المفضل لديك، ولماذا؟
أقرأ في كل المجالات، لكن يبقى للأدب النصيب الأكبر من قراءاتي، لا يوجد لدي كاتب مفضل، نحن نتغير، ننضج، ومعها تختلف ذائقتنا، هذه الفترة أحب أن أقرأ لأمين معلوف مثلاً، ربما لاحقاً أقفز لقراءة كتب مبدع آخر.

* هل لديك طقوس خاصة بك للقراءة والكتابة؟
القراءة مهمة للكاتب بشكل كبير، لا يمكن أن يمر يوم من دون أن أقرأ فيه، ولا توجد طقوس محددة للقراءة، فأنا أقرأ في كل مكان، البيت، السيارة، الطائرة، المقهى، العيادة وغيرها.
أما الكتابة فهي تختلف قليلاً، أحب الكتابة في مكان هادئ لا ضوضاء فيه، وعلى جهاز المحمول الخاص بي، لم أعد أكتب على الورق كما كنتُ أفعل سابقًا، التكنولوجيا تجعلنا كسولين ربما، لكنني أجد أن الكتابة على الشاشة تختصر الكثير من الوقت والجهد.

* كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟
لا شك في أنه مبشر بالخير، أقلامٌ واعدة تشق طريقها، والدولة تدعم الثقافة بشكل غير محدود، وتشجع المواهب والإبداع بكل أشكاله، هنالك أنشطة ومهرجانات ثقافية مختلفة في جميع إمارات الدولة، ومعارض كتب تجتذب أعداداً كبيرة من الناشرين والقراء تنافس أكبر المعارض العالمية.

* ما هي علاقتك بالفنون الأخرى كالرسم، والموسيقى، والمسرح؟
أقدر الفنون بجميع فروعها، أحضر المعارض الفنية وتستهويني عروض الأوبرا، حاولتُ أن أمارس الرسم لفترة قصيرة إلا أنني لم أستمر.

* فزت بجائزة الإمارات للرواية في دورتها الثانية، عن فئة الرواية القصيرة، ما أثر ذلك في نفسك؟
الفوز بأية جائزة هو مناسبة تدخل الفرح والسرور على نفس الكاتب، لكنها تضعه أمام مسؤولية كبيرة، عليه أن يحافظ على مستواه ولا يخذل القراء في المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"