عادي

مرحلة البناء الشامخة ملحمة قادها زايد بحكمة ويكملها خليفة

05:27 صباحا
قراءة 12 دقيقة

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2012 باليوم الوطني ال ،41 وقد ارتقت إلى مصاف الدول العصرية المتقدمة في العالم بعد أربعة عقود حافلة بالعمل الدؤوب والإنجازات التنموية غير المسبوقة بقياس الزمن بكل المعاييرالدولية .

وبدأت مرحلة البناء الشامخة بملحمة أشبه بالمعجزة قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء في العطاء وتفان وإخلاص في العمل مؤسس الدولة وباني نهضتها وعزتها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة لمواطنيها .

وانطلقت تلك المرحلة من الصفر تقريباً، وشملت تنفيذ خطط عاجلة وبرامج تنموية طموحة طالت كل مناحي الحياة ومجالاتها، وتمثلت في عشرات المئات من مشاريع البنية التحية والخدمات الأساسية والكهرباء والمياه والطرق والمستشفيات والمدارس والمطارات والموانئ والمواصلات والمشاريع العمرانية والإسكانية وغيرها من المشاريع التي وضعت لبنات قوية في مسيرة التقدم والازدهار التي عمت أرجاء الوطن كافة .

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمته في الذكرى الأربعين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة . . على ما وصلت إليه الدولة من مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، وقال سموه: لقد تحقق لنا من الإنجازات ما ارتقى بمكانة دولتنا إلى مصاف الدول المتقدمة وذلك بجهود مخلصة قادها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه الآباء المؤسسون رحمهم الله، الذين عملوا بصمت مؤسسين لمسيرة تتوافق في أهدافها مع قيمنا الوطنية وثوابتنا الأصلية وعلى نهجهم سنواصل المسيرة تحملاً للمسؤولية وعملاً جاداً وصولاً بالوطن والمواطن إلى التقدم والازدهار .

وقال سموه: إن هذا الاتحاد الذي نعيشه اليوم إنجاز سياسي وواقع اجتماعي واقتصادي لم يكن هبة أو منحة كما لم يكن مناله سهلاً يسيراً، لقد جاء ثمرة غرس طيب لآباء حملوا الفكرة أملاً وتولوها رعاية متفانين في إعلاء راية الاتحاد وتقويته، إنهم روح الاتحاد ومن سيرتهم تستخلص الأجيال العبر وتواصل تحمل المسؤولية في وطن زاه بماضيه ويفخر بحاضره المعطاء وغده الواعد، مؤكداً سموه: لقد صار لدولتكم مكانة مرموقة في المجتمع الدولي بفضل ما تحقق خلال أربعة عقود من إنجازات عمت الميادين كافة . وتواصلت المسيرة الاتحادية الشامخة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أطلق برؤيته الثاقبة وخبرته القيادية الفذة مرحلة التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي للدولة لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات التي تحققت وتطوير آليات الأداء المؤسسي والعمل المنهجي وفق أسس علمية واستراتيجيات محددة، وصولاً إلى التميز والريادة والإبداع في تحقيق مزيد من الإنجازات النوعية في شتى المجالات وإعلاء رايات الوطن وشأن المواطن،مؤكداً سموه في هذا الصدد أن آمالنا لدولتنا لا سقف لها وطموحاتنا لمواطنينا لا تحدها حدود .

وشدد صاحب السمو رئيس الدولة على الالتزام بالدستور وصون الحقوق والحريات، وقال: لقد حرص دستور دولة الإمارات على صون جميع الحقوق والحريات على أرض الدولة، وقد عملت السلطات في الدولة على احترام هذه الحقوق والحريات، ما جعل دولة الإمارات جنة للمواطن والوافد على حد سواء، حيث تمتع الجميع فيها بأرقى مستويات العيش والأمن والأمان في مجتمع خال من التفرقة والإجحاف، مؤكداً سموه إننا ملتزمون بأن نمضي قدما بما رسمه واضعو الدستور ليظل صون الحقوق والحريات أهم ركائز عمل السلطة السياسية بجميع مؤسساتها، وهذا كله في إطار احترام عقيدتنا الإسلامية وأعرافنا وعاداتنا في مجتمع الإمارات العربية المتحدة .

وأشاد صاحب السمو رئيس الدولة بقدرات المرأة ومشاركتها الفاعلة في التنمية وقال: لقد حظيت المرأة خلال مسيرتنا بكل مساندة ودعم، وقد أثبتت التجربة أن المرأة الإماراتية قدر المسؤولية في جميع المناصب التي تولتها وإنني أدعو بناتي إلى التحلي بذات الاندفاع والثقة التي رافقت المرأة الإماراتية في ظل ما تحظى به من تشجيع وتأييد من قبل القيادة السياسية، وبما يتلاءم مع متطلبات تفعيل المشاركة والتنمية السياسية في الدولة .

التلاحم الوطني

وإذا كانت الاحتفالات التاريخية الرائعة باليوم الوطني الأربعين في العام الماضي قد جسدت شعار روح الاتحاد ورسخت قيمه المتمثلة في التلاقي الوطني والولاء والوفاء والحب المتبادل بين القيادة الشعب، فإن الذكرى الحادية والأربعين أضافت أبعاداً أعمق وأثبتت أن المسيرة الاتحادية الشامخة لم تعد تجربة رائدة في الوحدة فقط، بل غدت نموذجاً فريداً في التلاحم الوطني والتناغم والتفاعل الإيجابي الخلاق في العلاقة الحميمية المتينة التي تربط بين أولياء الأمر والرعية والتكاتف بينهما من أجل بناء المستقبل المشرق المنشود .

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات في الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للاتحاد يوم في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 2011 على أن الاحتفال باليوم الوطني الأربعين شكل منعطفاً مهماً نحو تعزيز مسيرة الاتحاد وبلوغ تطلعات شعب الإمارات في مزيد من الخير والازدهار وأن الإنجازات التي تحققت خلال الأربعين عاماً الماضية كانت ثمرة للعمل الدؤوب والمخلص الذي قام به كل فرد من أبناء الدولة الغالية، وعبر المجلس عن ثقته في أن عطاء شعب دولة الإمارات سيكون دائماً محل التقدير والاعتزاز في الوصول بالإمارات إلى المكانة التي يتطلع إليها الجميع في موقع متقدم بين دول العالم، ونوه بقرار صاحب السمو رئيس الدولة إنشاء جائزة رئيس الدولة التقديرية، وأكدوا أن هذه المبادرة سيكون لها أطيب الأثر في تكريم كل من يعمل ويسهم في بناء الوطن .

كما نوه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى بدور الآباء المؤسسين في تحمل المسؤوليات التاريخية في بناء الاتحاد وبذل الجهود المخلصة لتعزيز مسيرته، وأكدوا أن دور هؤلاء الرجال يشكل نموذجاً وطنياً للأجيال الحاضرة والقادمة لبذل كل جهد مخلص من أجل استمرار المسيرة التنموية التي تعيشها بلادنا .

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أن دولتنا تصنف اليوم كواحدة من أفضل الدول من حيث كفاءة الخدمات والسياسات العامة ومن حيث مصداقية الحكومة تجاه المجتمع وتحسب ضمن الدول الأكثر أمناً واستقراراً والأكثر استثماراً في الإنسان تعليماً وتأهيلاً، كما نال نظامنا القضائي العدلي الإشادة لما يتصف به من نزاهة وما يتمتع به من ثقة .

تجسيد روح الاتحاد

وتجسيدا ل روح الاتحاد التي سادت الاحتفالات باليوم الوطني الأربعين أصدر صاحب السمو رئيس الدولة في إطار حرص سموه على راحة أبنائه المواطنين وتحقيق آمالهم وطموحاتهم في الاستقرار والحياة الرغدة الكريمة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام ،2011 مجموعة من المراسيم والقرارات في مقدمتها قرار بزيادة رواتب جميع موظفي الحكومة الاتحادية وذلك منذ مطلع العام 2012 .

وأمر صاحب السمو رئيس الدولة في إطار انشغاله بقضايا وهموم أبنائه المواطنين والمواطنات بإنشاء صندوق برأسمال 10 مليارات درهم يتولى دراسة ومعالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود وإجراء تسويات للقروض الشخصية المستحقة عليهم وذلك بالتنسيق مع المصرف المركزي والمصارف الدائنة في الدولة، كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة بزيادة قدرها 20 في المئة من مخصصات الإعانات الاجتماعية لبعض الحالات التي تحصل على إعانات من وزارة الشؤون الاجتماعية .

كما أصدر سموه أمراً للوزارات والدوائر الحكومية والجهات المختصة ذات الصلة بأن يتم معاملة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب أسوة بالمواطنين، فيما يقضي الأمر بمنح أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب الحق في التقدم للحصول على جنسية الدولة حال بلوغهم سن الثامنة عشرة، وشملت هذه القرارات إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قرارا بتخصيص ألفين و500 قطعة أرض سكنية للمواطنين في إمارة أبوظبي في إطار الأولوية المطلقة التي يوليها سموه لتوفير السكن الملائم للمواطنين وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والمستقبل الآمن لهم ولأسرهم .

وأصدر مرسوماً اتحادياً بإنشاء جائزة سنوية تسمى جائزة رئيس الدولة التقديرية، وتكون في صورة وسام ومكافأة مالية وتهدف الجائزة إلى دعم روح الاتحاد وقيم العطاء والتلاحم الوطني والمجتمعي في الدولة بإعلاء شأن المخلصين من ذوي العطاء المتميز والمبدعين ممن كانت لهم إسهامات من شأنها تعزيز مكانة الدولة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية أو من الذين قدموا لها خدمات جليلة .

وكرست هذه القرارات المواطنة وعمقت الانتماء والولاء ورسخت خصوصية العلاقة بين القيادة المخلصة والشعب الوفي .

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في هذا الخصوص في اجتماع مجلس الوزراء في 4 ديسمبر/كانون الأول ،2011 أن قرارات صاحب السمو رئيس الدولة بمناسبة اليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات هي محل كل الإشادة والتقدير من مجلس الوزراء ومن شعب الإمارات الكريم وهي ليست غريبة على صاحب السمو رئيس الدولة الذي يمثل قيادة تاريخية تميزت بالبذل والعطاء على مدى أربعة عقود من العمل الوطني، حيث يمثل رئيس الدولة روح الخير التي تسري في هذا الاتحاد، وجاءت مكرمات سموه لتؤكد أن إنسان هذا الوطن هو غاية التنمية وأن توفير العيش الكريم لأبناء الوطن هو غاية قيادتها .

وتوجه مجلس الوزراء لشعب الإمارات بكل التقدير والعرفان على التفاعل غير المسبوق مع اليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن تفاعل شعب الإمارات مع اليوم الوطني الأربعين يذكرنا بنفس الروح التي سرت فينا مع الأيام الأولى للاتحاد، مؤكداً سموه أن التفاف شعب الإمارات حول قيادته بهذه الروح يبشرنا بنقلات نوعية خلال العشرية الخامسة من عمر الاتحاد وأن على العالم أن ينتظر من دولة الإمارات الكثير من المفاجآت خلال العشر سنوات المقبلة .

وفي إطار متصل باهتمام القيادة السياسية بقضايا الوطن والمواطنين التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأخيه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 4 سبتمبر/أيلول 2012 في جزيرة السعديات في أبوظبي .

وتم خلال اللقاء استعراض جهود الدولة وحرص قيادتها الحكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على توفير مقومات العيش الكريم وتحقيق الأفضل للوطن والمواطن إيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية تسخير الموارد كافة لخدمة إنسان الإمارات على كل المستويات .

استراتيجيات العمل التنفيذي

واعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار حرصها على مواكبة تحديات ومتطلبات الألفية الجديدة نهجاً جديداً في الأداء التنفيذي يرتكز على استراتيجيات عمل محددة وواضحة الأهداف والمقاصد .

وأطلق صاحب السمو رئيس الدولة استراتيجيات جديدة لتعزيز برامج وخطط التمكين السياسي، وفي مقدمتها استراتيجية المستقبل الذي حدد سموه أهدافها في حشد الموارد والطاقات، وغايتها الإنسان ونهجها التعاون والتنسيق بين كل ما هو اتحادي ومحلي، إضافة إلى تحديث آليات صنع القرار ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية وفاعليتها وقدرتها وتقوية أطرها التشريعية والقانونية والتنظيمية وتنمية القدرات البشرية .

وأولت الحكومة في نهجها وأدائها التنفيذي أولوية مطلقة للارتقاء بخدمات التعليم والصحة والإسكان وتنمية الموارد البشرية وتطوير المناطق النائية في أرجاء البلاد كافة، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء في 11 سبتمبر/أيلول ،2011 أن التعليم والتوطين يمثلان أولويات رئيسة في عمل الحكومة ومسؤولية وطنية للجميع تحتاج إلى تضافر وتكامل المبادرات الوطنية بهذا الخصوص لتحقيق تطلعات شعب الإمارات وتوفير الرفاهية والعيش الكريم لأبناء المجتمع كافة، واعتمد المجلس في هذا الاجتماع أجندة التربية والتعليم حتى العام 2020 واستراتيجية هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية 2011-2013 . وتضمنت أجندة التربية والتعليم خمسة محاور رئيسة ركزت على تطوير التحصيل العلمي للطلاب وتطوير البيئة المدرسية والعمل على تكافؤ الفرص التعليمية بين جميع الطلبة، إضافة إلى تعزيز الحس الوطني لدى الطلاب وزيادة الكفاءة والفعالية الإدارية لوزارة التربية والتعليم، واعتمدت الخطة الاستراتيجية الجديدة لهيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية للأعوام 2011-،2013 وتحدد دور الهيئة في التعامل مع قضايا التوطين وتمكين الموارد البشرية المواطنة وإشراكها الفعلي في سوق العمل، كما اعتمد مجلس الوزراء في 27 فبراير/شباط ،2012 خطة الحكومة الإلكترونية الاتحادية حتى عام 2014 التي تهدف إلى رفع مستوى التحول الإلكتروني في الخدمات الحكومية وإقامة بنية تحتية إلكترونية متقدمة وتوفير بنية تشريعية وقانونية وتنظيمية مناسبة لتقديم خدمات إلكترونية متقدمة .

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال استعراضه خطة الحكومة الإلكترونية أن الهدف خلال الفترة المقبلة يتركز على استكمال تحويل جميع الخدمات الحكومية لخدمات إلكترونية خلال عامين، وتميز الأداء التنفيذي بنهج متفرد بدأه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعقد اجتماعات دورية بين مجلس الوزراء ورؤساء الدوائر والمؤسسات الحكومية في كل إمارات الدولة، بحضور حاكم الإمارة بهدف تفعيل التعاون والتنسيق بين الجهات الاتحادية في الدولة ونظيراتها المحلية في الإمارات، لما فيه خدمة الأهداف الوطنية العليا للوطن والمواطنين، كما تميز بالمتابعة الميدانية لسير العمل في مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والمرافق العامة خاصة الخدمية .

مؤشر السعادة والرضا

تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً والمرتبة ال17 على مستوى شعوب العالم لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب في المسح الأول الذي أجرته الأمم المتحدة وأعلنت نتائجه خلال شهر إبريل/نيسان من عام ،2012 وتوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالتهنئة إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بنتائج هذا المسح العالمي . وأكد سموه أن تحقيق سعادة المواطنين كان نهج الآباء المؤسسين لهذه الدولة، وهو رؤية الحكومة بجميع قطاعاتها ومؤسساتها ومستوياتها ونهج عمل يحكم سياساتنا وقراراتنا، وقال: إن جميع الخطط التنموية التي اعتمدناها، والمبادرات التي أطلقناها، وجميع السياسات والقوانين الحكومية تشترك في غاية واحدة نسعى لها، وهي تحقيق السعادة لمواطنينا ولأسرهم وأبنائهم، وما تحقق خلال الفترة السابقة ما هي إلا مرحلة أولى سيتبعها المزيد من العمل والإنجاز وصولاً لأن نكون من أفضل دول العالم إن شاء الله .

وأكد التقرير أن دولة الإمارات رغم أنها حققت أعلى مستويات لنصيب الفرد من الدخل الوطني على مستوى العالم، إلا أنها حققت إنجازات غير مسبوقة أيضاً في مجال التنمية البشرية وخاصة في قطاعي الصحة والتعليم وذلك بفضل استراتيجيتها ورؤيتها الناجحة في الاستثمار في هذين المجالين، وكانت دولة الإمارات قد تبوأت المرتبة الأولى عربياً والمرتبة ال 32 عالمياً بين 169 دولة في العالم في تقرير التنمية البشرية للعام ،2010 وصنف التقرير الدولة ضمن إحدى دولتين فقط في المنطقة في الفئة الأكثر تقدما، وهي فئة التنمية البشرية المرتفعة جداً .

المشاركة الديمقراطية

وشهد المجلس الوطني الاتحادي الذي يمثل السلطة التشريعية في البلاد تطورات نوعية منذ تأسيسه خلال عام 1972 على صعيد المشاركة السياسية وترسيخ تجربته في الحياة البرلمانية والممارسة الديمقراطية بإجراء الانتخابات الثانية في 24 سبتمبر/أيلول ،2011 وتم فيها انتخاب 20 عضواً يمثلون نصف أعضاء المجلس من بينهم امرأة، وذلك بعد أن توسعت قاعدة الهيئات الانتخابية على مستوى الدولة إلى أكثر من 129 ألفاً و274 عضواً وعضوة، فيما بلغ عدد المترشحين 468 مترشحاً ومترشحة، ما عكس التجاوب الجماهيري الكبير لبرنامج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لتعزيز المشاركة الشعبية وتفعيل دور المجلس الوطني .

وأكد صاحب السمو، رئيس الدولة، في افتتاح الانعقاد الأول للفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 أن انعقاد المجلس اليوم هو تتويج موفق للمرحلة الثانية في مسارنا المتدرج نحو تعميق ثقافة المشاركة وتطوير ممارستها، وهو خيار اتخذناه بكامل الإرادة الوطنية، وسنمضي به إلى منتهاه بكل العزم تلبية لطموحات أبناء شعبنا وبناته في وطن يتشاركون بناءه ويصونون مكتسباته ويفتخرون بالعيش فيه والانتماء له، فالتمكين هو روح الاتحاد ورهانه الكبير .

من جانبه أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في افتتاحه للدورة الجديدة عن تقديره للجهود المخلصة للمجلس وتعاونه مع الحكومة في مسيرتها نحو تحقيق استراتيجيات رؤية الإمارات 2020 .

وشارك المجلس بصورة منتظمة وفاعلة في جميع المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات للاتحادات البرلمانية الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، واستضاف اجتماعات الدورة الرابعة لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2010 في أبوظبي، كما عمل المجلس عبر اعتماده منهجية نشطة للدبلوماسية البرلمانية من خلال مشاركاته البرلمانية إقليمياً ودوليا على القيام بدور فاعل لبناء المزيد من جسور التعاون بين دولة الإمارات ومختلف الدول الشقيقة والصديقة وكسب الدعم والتأييد للمواقف والسياسات الحكيمة للدولة في مختلف الميادين ونصرة القضايا العربية والإسلامية .

السياسة الخارجية

اتسمت السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وضع نهجها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والجنوح إلى حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين، وحققت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم بما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي .

جودة البنية التحتية

تبوأت دولة الإمارات المرتبة الأولى إقليمياً والحادية عشرة عالمياً في مجال جودة البنية التحتية لوسائل النقل وفقاً للتقرير العالمي، لتمكين التجارة للعام 2012 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي في شهر يونيو/حزيران 2012 .

وتفوقت الإمارات بجودة بنيتها التحتية على العديد من دول العالم المتقدمة، حيث حققت المرتبة الرابعة على مستوى العالم في جودة البنية التحتية لقطاع النقل الجوي والمرتبة السادسة في بنية الموانئ البحرية والسابعة في توفير شبكة طرق ذات جودة عالية . (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"