تحت رعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتزامناً مع اليوم العالمي للشباب الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوماً دولياً منذ عام 1999، افتتح الدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، أمس، الملتقى الأول للشباب في إمارة أبوظبي، الذي تنظمه مؤسسة التنمية الأسرية، تحت شعار «مساحات آمنة، وشباب متمكن، وتنمية مستدامة»، بحضور مريم الرميثي، المديرة العامة للمؤسسة، وبمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تُعنى بالشباب، وعدد كبير من الشباب الذين يمثلون مجلس الإمارات للشباب.
يد واحدة نحو الخير
وأعلن الخييلي في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح، عن تأسيس «مجلس الشباب الاجتماعي في أبوظبي» الذي سينضم إلى مجلس الإمارات للشباب، مهنئاً المؤسسة بإطلاقها المجلس، لينقل تطلعات الشباب العاملين في القطاع الاجتماعي، ويتبنى قضاياهم، ويحتفي بإبداعاتهم، ليكونوا يداً واحدة تمضي نحو الخير، والعلم، والمعرفة. كما سيسهم في تحقيق تطلعات الشباب، وتطوير ذواتهم، وبرامج مؤسساتهم، وسيعزز إسهامهم الفاعل في التنمية بكل جوانبها، ويرسخ قيم المواطنة الصالحة، والولاء والانتماء.
وقال إن الدعم الكبير الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة، للشباب يدل على إيمانها بأنهم مستقبل هذا الوطن، وتقوم عليهم نهضته واستدامة مكوناته وممكناته البشرية، والاقتصادية، والاجتماعية. وقد تُرجمت تلك التوجهات بتأسيس مجلس الإمارات للشباب الذي يضم نخبة من أبناء الوطن الذين يلتقون ليصنعوا مستقبلهم، ويكونوا شركاء في استدامة صرح الاتحاد العظيم، وإنشاء وزارة للشباب، مظلة لتلك الجهود.
مستقبل عنوانه السلام
وفي كلمتها التي وجهتها إلى الشباب، وألقاها بالنيابة عنها، عبدالرحمن الرميثي، عضو مجلس أبوظبي للشباب، قالت شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب: أتشرف بأن ألتقي كوكبة من شباب الوطن الغالي، وأن أفتتح الكلمة بمقولة والدي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «الدولة بلا أبنائها ورجالها في المجالات كافة لا يمكن أن تصل إلى ما هي عليه، فالرجال هم الكنز الحقيقي».
وأضافت: في هذا اليوم، نحتفي بكم، فأنتم أملنا، وبكم نهضة الدولة واستدامة مسيرة العطاء التي بدأها الوالد زايد، وبطاقاتكم، وشغفكم، ومواهبكم، سنمضي معاً نحو مستقبل مشرق عنوانه السلام؛ وسنبقى، بإذن الله، كالجسد الواحد نعيش سوياً بروح الاتحاد، في ظل قيادة حكامنا الغالين، حفظهم الله، وسدد خطاهم.
وأكدت المزروعي، أن حكومتنا تسعى لتوفير كل احتياجات المجتمع الصحية، والتعليمية، والمهنية، في سبيل رفاهيتهم وخلق كفاءات وطنية تنافسية لمزاولة مسيرة القيادة والعطاء من فئة «الشباب». فالحكومة تؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في شبابها، لا في السيطرة على الموارد الطبيعية من نفط، وغاز، ومعادن، فقط.
وأضافت: «علينا أن نسعى لتأمين الحياة للأجيال القادمة بأن نوصلهم لبر أمانٍ نعدهم فيه لاستكمال مسيرة العطاء. ومهمتكم اليوم نقل أفضل صورة عن شباب الإمارات، وكفاءاتهم، وقدراتهم».
وتجول الدكتور الخييلي، ترافقه مريم الرميثي، وضيوف الملتقى، في أركان الملتقى والعروض والأنشطة الشبابية المتنوعة التي يحتفي بها، حيث تعرفوا إلى عدد من الطلاب والطالبات الذين يتقنون الصينية، والكورية بطلاقة، للحديث عن مسيرتهم التعليمية في إمارة أبوظبي باللغة ذاتها. وشهد العرض الموسيقي والفنون التشكيلية والرسم بأنواعه في ركن الفنون المتنوعة، حيث تضمن الركن فن الرسم والتصوير، والتصميم الجرافيكي، والرسم بقطع الموزايك، والرسم بالمسامير، والعزف على الجيتار.
واختتم الملتقى، بالجلسة الحوارية التي ترأسها الشاب خالد بن بشر، الطالب في جامعة زايد كلية للإعلام، بمشاركة الطالبين هادف الحمادي، من شركة الدار العقارية، وعضو مجلس أبوظبي للشباب، وعبدالرحمن الرميثي، من شركة أدنوك وعضو مجلس أبوظبي للشباب، لفتح المجال للحوار والحديث عن كل ما يتعلق بالشباب ومجالات اهتمامهم.
الشباب: نحظى برعاية قيادة آمنت بأهمية دورنا
رحب الشباب المشاركون في الملتقى بتأسيس أول مجلس للشباب في إمارة أبوظبي، وقالوا ل«الخليج»: قُدّر لنا نحن الشباب، أن ننعم برعاية خاصة منذ عهد والدنا المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث نحظى بقيادة آمنت بأهمية دورنا، ومشاركتنا في تحقيق التنمية المستدامة في دولتنا الحبيبة، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لنرسم معاً ولمن سيأتي بعدنا، مهامنا، وطموحاتنا.
استعرض الشباب المشاركون في المعرض الذي أقيم على هامش الملتقى، مشاريعهم وإنجازاتهم التي حظيت بإعجاب الزوار والمسؤولين، حيث استعرضت ثلاث شقيقات هن هند، ريم، وغالية المرموم، ثلاثة من الكتب التي ألفنها، وطبعتها ونشرتها دار الكتاب للنشر، وتضمنت عناوين مختلفة، وقد نشرت بالإنجليزية، وبعضها بالعربية، مشيرات إلى أن الملتقى فرصة لعرض مواهبهن في الكتابة والترويج لكتبهن الثلاثة.
كما استعرضت الشابة وفاء الطياري، رائد خبيرة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، مشروعين بعنوان «نظام البصمة الوراثية الذكي»، و«نظام حماية الطفل من دهس المركبات»، مشيرة إلى أن مشروعيها يخدمان المجتمع، ويقللان الكلفة، ويختصران الوقت، لافتة إلى أنهما مسجلان براءة اختراع في دول الخليج، وقد حصدت عليهما ميداليات ذهبية وبرونزية في المعارض التي شاركت فيها خارج الدولة، معربة عن شكرها للداعمين لها في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ولوزارة الاقتصاد التي كان لها دور بارز في تقديم الدعم.
وأعرب الطلاب خالد الشلوي، وعبدالله الخوري، وسعود الوالي، من مدرسة الخليل بن أحمد بخورفكان، للتعليم الثانوي، عن سعادتهم بالمشاركة، حيث استعرضوا مشروعهم «جهاز البلاستيك الأخضر» الذي حاز المركز الأول لجائزة الشارقة للاستدامة التي نظمتها هيئة بيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة هذا العام، أفضل مشروع ابتكاري مستدام.
كما أعربت الشابة حورية الظاهري، مدربة خبيرة في كرة القدم في الاتحاد الدولي، عن سعادتها بالمشاركة، مشيرة إلى أنها جاءت لتعريف الشباب بإنجازات الفتاة الإماراتية في هذا المجال.
مريم الرميثي: مؤمنون بأهمية شبابنا ومشاركتهم في البناء
قالت مريم الرميثي: إن إطلاق مجلس التنمية الأسرية للشباب، يأتي إيماناً من المؤسسة بأهمية الشباب، ومشاركتهم في بناء وطنهم، حيث سيكون المجلس صوت الشباب فيها، وممثلاً لهم في المجالس المؤسسية، الاجتماعية وتلك التي تنضوي تحت مظلة مجلس الإمارات للشباب، كما أنه سيفعّل دور الشباب، ويبرز مواهبهم، واهتماماتهم وتطلعاتهم، ويعزز روح الانتماء للوطن ولمجال العمل، كما سينمي روح الابتكار، ويشجع على التنافس الخلاّق الذي ينشده المجتمع.
وعن إطلاق «مجلس الشباب الاجتماعي» قالت: إنه يأتي شريكا رئيسياً في مجالس الشباب، ينقل رأي الموظفين ليكونوا شركاء في تطوير خطط التنمية في القطاع الاجتماعي، ما سيحقق الشراكة الحقيقية بين المجتمع وأفراده ومؤسساته الاجتماعية، وسيعمل على رفد هذا القطاع بالأفكار والمقترحات الملهمة التي ستسهم في تطوير العمل.
