صمامات القلب تشكل 60% من جراحات «كليفلاند كلينك»

كشف معهد القلب والأوعية الدموية بمستشفى «كليفلاند كلينك» في أبوظبي أن نحو 60% من عمليات جِراحات القلب التي أجراها الفريق الطبي في المعهد تعود لعمليات جراحية في صمامات القلب.
صرح بذلك ل «الخليج» الدكتور راكيش م. سوري، رئيس الأطباء ورئيس جراحة القلب والأوعية الدموية والصدر في «كليفلاند كلينك» أبوظبي، وأكد أن مرض صمام القلب هو حالة شائعة في العالم وفي دولة الإمارات، ويمكن أن ينجم عن عوامل خلقية (تتطور قبل الولادة) وعوامل مكتسبة كاعتلال في عضلة القلب، أو الإصابة بنوبة قلبية سابقة، أو عن طريق إصابة سابقة بالحمى الروماتيزمية، أو عدوى سابقة مصحوبة بالتهاب شغاف القلب، وقد يتطور مرض صمام القلب مع التقدم في السن بسبب التغيرات التنكسية في الصمامات، وتشكل أمراض القلب التنكسية حالة مزمنة يبدأ فيها أحد صمامات القلب بالتسريب تدريجياً مع تقدم الشخص في السن.
ولفت إلى أهمية الكشف المبكر للمرض، لتجنب أي تلف في القلب، لذلك في حال تم رصد مشكلة في القلب لدى المريض فلا بد له من إجراء تخطيط للقلب في مركز امتياز لعلاج صمامات القلب كالمركز المتوافر لدى «كليفلاند كلينك» أبوظبي، مشيراً إلى أهمية إجراء العمليات الجراحية بأسرع وقت ممكن ما إن يتم رصد المرض في القلب، لإيقاف أو ترميم الضرر في عضلة القلب من أجل تحسين نوعية حياة المريض.
ونوه إلى أن بعض أمراض صمامات القلب لا تتطلب أي علاج، ولكن في معظم الحالات، يتوجب على المريض أخذ أدوية أو إجراء عملية جراحية لتجنب الأعراض الناجمة عن تلف الصمامات، وقد تشمل تلك الأعراض تورم الكاحل والساق والإرهاق وضيق النفس، وصولاً في بعض الحالات الخطرة إلى قصور في القلب على المدى الطويل، ومن المهم جداً بدء العلاج الدوائي أو الجراحي قبل الشعور بالأعراض، لأن ظهور الأعراض يعني أن المرض قد تفاقم، وفي هذا السياق، لا بد من إجراء مخطط صدى القلب لرصد المرض وتحديد مدى تطوره في حالة وجوده.
وأوضح أن الصمامات هي عبارة عن شرفات أو وريقات من النسيج تفتح وتغلق مع كل نبضة قلب، مما يسمح بسريان الدم في الاتجاه الصحيح عبر حجرات القلب، ويُصاب القلب بمرض في الصمامات عندما يصاب صمام واحد أو أكثر بالتلف ويتوقف عن الفتح أو الإغلاق بالشكل الصحيح.
ولفت إلى أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من أمراض صمامات القلب تشمل: الارتجاع الذي يحدث عندما لا تغلق شرفات الصمامات بالكامل وبإحكام، ما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الخلف عبر الصمام. ويفرض ذلك ضغطاً إضافياً على القلب ليضخ بشكل أكبر من أجل تيسير كمية الدم نفسها، وارتخاء الصمام المترالي الذي يحدث عندما تضعف شرفات الصمام التاجي، وتتمدد عند كل نبضة دون أن تغلق بالشكل الصحيح، ما قد يؤدي إلى ارتجاع الدم، وهو من أكثر أمراض صمامات القلب شيوعاً، أو قد يؤدي إلى تضيق أو تيبّس أو التصاق أو تصلّب شرفات الصمامات الذي يحد من تدفق الدم في الاتجاه الصحيح. ويفرض ذلك ضغطاً إضافياً على القلب، ليضخ بشكل أكبر من أجل الدفع بالدم للخروج من الصمام.
وأشار إلى أن العمليات الجراحية التي تُجرى لصمامات القلب تهدف إلى ترميم أو استبدال صمامات القلب التي لا تؤدي وظائفها بالشكل الصحيح، وإن الجراحين في «كليفلاند كلينك» أبوظبي هم خبراء عالميون في ترميم صمامات القلب، ويُعد الصمام الأبهري والصمام الميترالي أكثر الصمامات التي يتم استبدالها بالجراحة، لافتاً إلى أن الفريق الطبي يضم خمسة من جراحي القلب والأوعية الدموية، ويُجرون جميعاً عمليات جراحية لمعالجة صمامات القلب، ويتبعون أحدث العمليات التي تتم بأقل قدر ممكن من التدخل الجراحي يكون الشق في جسم المريض أصغر بكثير، وينخفض خطر إصابته بالعدوى والنزيف، وتخف نسبة الألم لديه، وتُختصر مدة إقامته في المستشفى مقارنة مع جراحة القلب المفتوح التقليدية.