عادي
خلال أمسية باتحاد الكتاب في أبوظبي التجربة الشعرية في اليمن تنقسم إلى 3 أجيال متميزة

قراءات في أدب اليمن والخليج لسالمين وعمشوش

02:53 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي - منّي بونعامة:

استضافت جماعة الإبداع باتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، بمقره بالمسرح الوطني، الدكتور مبارك سالمين مبارك سالم، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، والدكتور مسعود عمشوش، عضو الأمانة العامة باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في أمسية بعنوان: «قراءات في أدب اليمن والخليج»، قدمها الشاعر والناقد محمد عبد الله نور الدين، بحضور الشاعر سالم بوجمهور رئيس الهيئة الإدارية في فرع اتحاد الكتاب في أبوظبي وعدد من الشعراء والكتاب.
استهل الدكتور مبارك سالمين الحديث عن التجربة الشعرية العربية في اليمن، وقال إن عن الثقافة العربية متداخلة ومتكاملة في الوقت نفسه، ولا توجد خصوصية عالية الظهور في ما يتصل بقطر معين أو إقليم بعينه، وإن كانت ثمة خصوصية تتشكل بين الحين والآخر في ارتباطها بالأحداث، والخوض في أحاديث متصلة بالشعرية ومواقف النص ومكوناته، مشيراً إلى أن مكونات الشعرية كانت متشابهة عند العرب منذ العصور القديمة، وكذلك أغراض الشعر المعروفة حتى الآن.
وأوضح أن البيئة التي تكوّنت فيها القصيدة اليمنية ألقت بظلالها على شكل القصيدة ومعناها ومبناها وعلاقتها بالتراث الشعري والعربي، كما يحدث في أي مكان في العالم، لذلك نجد القصيدة الحديثة في اليمن تراوح بين ماضيها العريق الذي يتشيع له الكثيرون ويعدونه النموذج الذي يقتدى، وبين ما يطرأ على بنية القصيدة من عناصر حداثية جديدة ومؤثرة في شكل النص ومضمونه.
وأشار إلى أن التجربة الشعرية في اليمن يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أجيال متمايزة، يتصدرها جيل إحيائي من بين أبرز شعرائه عبد الله البردوني، ومحمد عبده غانم، وعبد العزيز المقالح، ثم جيل ثانٍ ومن بين شعرائه عبد الرحمن فخري، عبد الودود سيف وغيرهما، أما الجيل الثالث فمن شعرائه شوقي شفيق، عبد الرحمن إبراهيم، وغيرهما، وهو الجيل الذي ينتمي المحاضر إليه تاريخياً وإبداعياً.
وأكد أن أن القصيدة الحديثة في اليمن تأثرت كغيرها في البلاد العربية بعناصر مختلفة، من بينها المكان الذي تدور في فلكه ونظرة الشاعر له وتوصيفه له.
وتحدث الدكتور مسعود عمشوش عن فن كتابة السيرة الذاتية وخصائصها ومضامينها، مستعرضاً نتفاً تاريخيةً عن بواكير ظهور هذا الفن ومسار انتشاره عربياً، وقال: «منذ القرن الثامن عشر غدت السيرة الذاتية جنساً أدبياً واسع الانتشار في كثير من الآداب الغربية. لكن، في الأدب العربي، بسبب ضيق هامش الحرية الإبداعية والفكرية والاجتماعية التي مُنِحت للقلم العربي، ظلت أشكال كتابة الذات، بما فيها السيرة الذاتية محدودة، وتتداخل في كثير من الأحيان مع الكتابة الروائية»، مشيراً إلى أن عدداً من الأدباء العرب فضلوا تناول جوانب من تجاربهم الذاتية في قصصهم ورواياتهم السير ذاتية التي يستطيعون فيها التصدي بحرية لمختلف الموضوعات والتابوهات وفق قراءات بعض النقاد.
وتتبع مسيرة فن السيرة الذاتية منذ بداية ثمانينات القرن العشرين من خلال التوقف عند بعض الإسهامات العربية لعدد من كبار الكتاب، ك(البئر الأولى)، و(شارع الأميرات) لجبرا إبراهيم جبرا، و(أوراق العمر) للويس عوض، و(أوراقي.. حياتي) لنوال السعداوي، و(حملة تفتيش.. أوراق شخصية) للطيفة الزيات، و(رحلة جبلية - رحلة صعبة)، و(الرحلة الأصعب) لفدوى طوقان، و(صور من الماضي) لهشام شرابي، و(مرايا ساحلية: سيرة مبكرة) لأمير تاج السر، و(غربة الراعي) لإحسان عباس، و(مجرد ذكريات) لرفعت السعيد، و(سيرة حياتي - 1) لعبد الرحمن بدوي، و(مسارب - 1) لأمين مازن، و(سيرة الفتى الأحمر) لفواز الطرابلسي، و(ذكريات الأدب والحب) لسهيل إدريس.. وغيرها.
وأكد أن الاهتمام بفن السيرة الذاتية، كتابة ونقداً، لا يزال محدوداً في الجزيرة العربية بشكل عام، والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، مستعرضاً لمحات من قراءته لكتاب «سيرة ذاتية تشبهني، الطريق إلى الحياة»، نبطي للنشر، أبوظبي 2015، الذي يُعد من نصوص السيرة الذاتية النادرة التي ظهرت مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة، حسب تعبيره.
وتوقف في البداية عند مبررات الكتابة لدى الشاعر، ذلك أن السيرة الذاتية تعتبر خلاصة تجربة المبدع، مشيراً إلى أن كريم معتوق تعجل كتابة سيرة حياته وتجربته التي لا تزال اليوم في أوجها، ونزع فيها إلى الانتقائية في السرد.
وأوضح أن من بين المبررات التي دفعت الشاعر إلى الكتابة المبكرة، كما يصرح هو نفسه بذلك، محاولة استعادة توازنه من خلال استعادة الزمن الماضي والابتعاد عن ضجيج الحياة العامة، والهروب إلى السرد؛ ومن المعلوم أن الشاعر كريم سبق أن مارس السرد في نصين روائيين هما: (رحلة إلى إسطنبول) و(ابن الخراز)، كما أنه مارس السرد في بعض قصائده، لاسيما في ديوانه (رحلة الأيام السبعة). وقد قال في إحدى مقابلاته الصحفية: «أزعم أنني ممن ساهموا في تكريس السرد في الشعر العربي وهو اتجاه لا يتقنه الكثير، أو لنقل لا يحبه الكثير، أو لا يكتبه الكثير، أو لا يستطيعه الكثير».
وأكد أن نص كريم معتوق مملوء بالإحالات -التناصية- مع عدد نصوص السيرة الذاتية العربية والأجنبية. فمن الصعب مثلاً عدم تذكر (اعترافات) جان جاك روسو عند قراءة هذه الجملة التي يضمنها كريم (سرد الخاتمة): «في هذا الكتاب أزعم أنه هذا أنا بكل براءتي وخبثي وعنفي وليني، وبكل ما كنت عليها عرضه للقارئ هنا، فهذا أنا». ص187 أما آخر سطر في ما يشبه سيرة كريم معتوق «أنا ها هنا قد جئت أقترف الحياة»، فيحيلنا إلى حكيم معرة النعمان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"