عادي

تغيّر المناخ يهدد بأزمة لاجئين هائلة

04:03 صباحا
قراءة 3 دقائق
تود ميلر *

قبل عام 2005، عندما أعلن عالِم البيئة في أكسفورد، نورمان مايرز، أنه سيكون هنالك 25 مليون مهاجر هارب بسبب المناخ بحلول عام 2012، لم تكن هنالك الأبحاث التي تدعم ذلك. صحيح أنه كان هنالك سيل متزايد من التقارير، ولكن كما قال لي «كاكو وورنر» من جامعة الأمم المتحدة، والكاتب الرائد للعديد من تلك التقارير، لم يكن هنالك «البحث العلمي المنهجي الذي يوجد اليوم».
تؤكد أبحاث اليوم أن الهجرة الهائلة - مقترنة كما هي الحال دائماً، بعدد كبير من الآثار الأخرى- ستكون من العواقب المحتومة للاحترار العالمي. وسوف يؤثر ذوبان الأنهار الجليدية في تدفقات المياه ويؤثر على إنتاج الغذاء والهجرة. كما ستؤثر الحرارة والجفاف أيضاً على إنتاج الغذاء والهجرة. والكوارث البيئية من الدوافع الرئيسية للنزوح والهجرة قصيرة الأمد (مع أن دراسات أخرى وجدت أن التدهور البيئي التدريجي، هو الذي يسبب الانتقال على المدى الطويل). وسوف ترغم تعدّيات المياه المالحة، والمياه الغامرة، وهبوب العواصف، والتآكل الناجم عن ارتفاع مستوى سطح البحر- وكلها مسائل تواجه شماليّ هندوراس- أعداداً متزايدة من الناس على الانتقال. «وهنالك أدلة على أن تأثيرات تغير المناخ، سوف تدمر زراعة الكفاف والزراعة التجارية في العديد من الجزر الصغيرة». ويقول وورنر وآخرون، أن نهر الجانج، وميكونج وغيرهما، من الأماكن التي يمكن أن يؤثر ارتفاع سطح البحر فيها بمقدار متر واحد، على 235 مليون شخص، ويقلل مساحة اليابسة بمقدار 1.5 مليون هكتار. كما سيتأثر 10.8 مليون شخص آخرين بشكل مباشر من ارتفاع سطح البحر بمقدار مترين، وهو ما ينبغي على نماذج المناخ الآن أن تتوقعه، نظراً للتقارير الحديثة عن التفكك المتسارع الذي تشهده الصفائح الجليدية القطبية. ويقولون، إن «ملايين من الناس سيرحلون عن منازلهم» في السنوات المقبلة.
والتأثيرات الخطيرة لتغيّر المناخ، تحدث الآن بالفعل، ويمكن توقعها في المستقبل على وجه اليقين. وهنالك الآن كثير من الأبحاث التجريبية التي تمزج المناخ بالهجرة. في ساتخيرا، المنطقة الساحلية في بنجلاديش، أبلغ 81% من الناس عن مستوىً عالٍ من الملوحة في تربتهم في عام 2012، بالمقارنة مع مجرد 2% قبل عقدين. وقام المزارعون بزراعة مجموعة من الأرز مقاومة للملوحة، عندما هبَّ إعصار «ايلا» في عام 2009.
وفي كينيا، وصل الباحثون بعد فيضانات عام 2011، التي أعقبت نمطاً من زيادة هطول الأمطار على مدى العقود الماضية، فجرفت المحاصيل، وأغرقت الماشية، وألحقت أضراراً جسيمة بالمنازل، وتسببت في انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه. وجاء العون. ولكنه لم يكن كافياً. هاجر 64% من الناس أو نقِلوا إلى مخيمات.
والتقديرات الحالية للاجئي المناخ واسعة النطاق، وتبلغ نحو مليار شخص سوف ينزحون بحلول عام 2050. وبصرف النظر عمّا سيكون عليه الرقم النهائي، يجدر بنا أن نتذكر، أن معظم مَن يقدمون توقعات، يقولون إن الهجرة البشرية في القرن الحادي والعشرين، ستكون «مذهلة». وتُبقي المنظمة العالمية للهجرة تقديراتها عند حوالي 200 مليون.
قال مايكل جيرارد من مركز سابين لقانون تغيّر المناخ في جامعة كولومبيا، لصحفي المناخ إريك هولثاوس: «أعتقد أن على دول العالم البدء في التفكير جدّياً بعدد الناس الذين سوف تسمح لهم بالدخول. فالوضع المروّع الحالي في أوروبا، هو جزء ممّا سيسبّبه تغير المناخ». وقال جيرارد في مقالة رأي في صحيفة واشنطن بوست، إنه ينبغي على الدول أن تأخذ من الناس جزءاً يتناسب مع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تطلقها. وعلى سبيل المثال، منذ ما بين عاميْ 1850 و2011، كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن 27% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والاتحاد الأوروبي 25%، والصين 11%، وروسيا 8%- ولذا ينبغي على كل بلد منها، أن يأخذ نسبة مئوية مساوية من لاجئي المناخ.
ولكن، بدلاً من ذلك، تتميّز هذه الدول بأكبر الميزانيات العسكرية. وهذه هي الدول التي تقوم اليوم بتشييد الجدران الحدودية الشاهقة.

* كتب وأجرى الأبحاث عن قضايا الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، أكثر من 10 سنين. موقع: مجلة «يِسْ».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"