عادي

تعليم اللغة..ثقافة وتربية

02:18 صباحا
قراءة دقيقتين

يبحث الدكتور مجدي حسين في كتابه «في علم اللغة النصي والتطبيقي» في التقابل اللغوي وتحليل الأخطاء وتعليم اللغات وعلم اللغة النفسي، وعلم اللغة الآلي وصناعة المعاجم والترجمة.
يشير المؤلف إلى أن تأليف الكتب اللغوية بدأ لأهداف تعليمية منذ القرن الثاني الهجري؛ حيث ألّف الكسائي (189 هجرية) أقدم رسالة في «لحن العامة» وفيها جمع مجموعة من الأخطاء اللغوية عند العوام في عصره، إضافة إلى كتب التثقيف اللغوي، التي ألّفت في القرن الثالث والقرون التالية ككتاب «إصلاح المنطق» لابن السكيت (244 هجرية)؛ بل إن جل كتب النحو، إن لم يكن كلها، بدءاً من كتاب سيبويه قامت على فكرة تعليم العربية لأبنائها ولغيرهم، فنهجت هذه المؤلفات أصولاً ومبادئ هي من صميم علم اللغة التطبيقي بمفهومه الحديث، ومن أصول التربية والمناهج الحديثة؛ بل ربما تكون جذور هذا العلم قبل ذلك، فإذا كان علم اللغة التطبيقي يهتم في المقام الأول بتعلم اللغة الثانية لغير أبنائها، فقد دعا كثيرون إلى تعلم السريانية كما ورد في الآثار، وفي العصر العباسي أنشأ المأمون «بيت الحكمة» وكان به قسم للترجمة، وترجمت في هذا العصر كتب أرسطو وكتب الطب.
نجد أيضاً أن الجاحظ في «البيان والتبيين» يتحدث عن بعض أمراض الكلام كالعي والحبسة واللثغة واللكنة، فاللثغة مثلاً لها أنواع وتكون في السين والقاف واللام والراء وأقلها قبحاً بالغين، ويذهب مؤلف هذا الكتاب خطوة أبعد من ذلك ليدلل على أن رجلاً مثل أبي العلاء المعري، وهو محسوب على الشعراء والفلاسفة والأدباء، نهج في مؤلفاته هذا المنهج التعليمي، متخذاً من مفاهيم هذا العلم الذي لم يكن معروفاً وقتها، منطلقاً لتوصيل آرائه، يتضح ذلك في رسائله بعامة وفي «رسالة الغفران» بخاصة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"