عادي
تشتهر بثرواتها الطبيعية وهدوئها الساحر

«الخزنة».. طبيعة خلابة تتوسط قلب أبوظبي والعين

05:57 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي: أحمد أبو شهاب

على بعد 100 كم من أبوظبي، وفي قلب الطريق بين العاصمة ومدينة العين، تقف أمام منطقة الخزنة التي يلقبها أهلها بالجنة الخضراء، وتشتهر بثرواتها الطبيعية، وهدوئها الساحر، ومزارعها الجذابة والفريدة، وترتسم في ملامح أهلها من شماليها إلى جنوبيها ومن شرقيها إلى غربيها، حكاية العطاء والحب للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتحكي قصصاً عن زياراته المتكررة إليها، وإلى قصر «الخزنة» الموجود عند مدخلها، وكم كان أهلها يفرحون بقدومه رحمه الله ورؤيته بينهم، وجلوسه معهم للاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم.
الخزنة تشتهر بأجوائها الرائعة وأشجارها ونخيلها المتوج، وبلحها الجميل الذي أثمر في أهلها عادات وثقافات وعشقاً للتراث، مترجمة في ذلك جيلاً محباً للوطن متمسكاً بعاداته وتقاليده وتراثه، وهي منطقة متوسطة السكان بالنسبة للمناطق المجاورة، إذ يصل عددهم إلى 6 آلاف نسمه تقريباً، وتسكنها قبائل عدة، من بينها الخييلي والمنصوري والرميثي، وتشتهر بمزارعها التي تنتشر في مختلف أرجائها.

مزارع

«الخليج» جالت في الخزنة، ورصدت أهم الخدمات الموجودة فيها، وقابلت عدداً من أهلها، جنوباً تسمى بالخزنة القديمة، وشمالاً الخزنة الجديدة، وفيها المنطقة الدائرية، حيث تنتشر المزارع.
قال محمد مبارك الخييلي، مشرف خدمة العملاء بالإنابة، في مركز خدمة المتعاملين: في كل عام يعقد اجتماع موسع مع المسؤولين في البلدية وسكان منطقة الخزنة للاستماع إلى متطلباتهم والخطط التي تحددها البلدية لتطوير مستوى الخدمات فيها، وفي الوقت ذاته يطرح الأهالي بعض الاقتراحات، للعمل على تنفيذ بعض المشاريع، ومن تلك الطلبات، إنشاء جمعية تعاونية، لعدم توافر أي محل تجاري كبير، ما سيسهم في توفير الوقت وعبء الانتقال إلى أبوظبي أو العين.
وأكد أن حكومة أبوظبي، ومنذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولت المنطقة اهتماماً كبيراً، فأنشأت بنية تحتية متكاملة ووزعت المزارع على المواطنين ووفرت احتياجاتهم من المياه، فزرعت مختلف أنواع النخيل والأشجار المثمرة، كما وفرت جميع متطلبات المزارعين واحتياجاتهم، وتواصل الاهتمام بالمنطقة، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واليوم جميع الخدمات متوافرة في الخزنة، من خدمات ومرافق متنوعة توفر خدمات بلدية وصحية وتعليمية، ومكاتب وأفرع للجنسية والإقامة ومراكز الشرطة ودائرة التنمية الاقتصادية ومركزاً لخدمة عملاء البلدية وأجهزة صراف آلي. كما يوجد فيها مدرستان حديثتان:«المبادئ الجديدة» للبنات و«الصالح» للشباب، وملاعب كرة قدم، وحديقة لألعاب الأطفال الترفيهية.

الاهتمام بالتراث

وعن طبيعة أهلها وسماتهم، أشار الخييلي، إلى أنهم يتسمون بصفات زرعها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان الأب المؤسس، حين يزور أي منطقة يحولها من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء، لاهتمامه بالزراعة وحبه للتطور والتنمية، وغرس في أجدادنا وآبائنا حب العمل، والخزنة واحدة من المناطق التي حظيت باهتمامه رحمه الله، ما انعكس بريقاً على المنطقة كلها، وانتشرت فيها الزراعة وطالتها يد التطوير والرعاية، مع مراعاة التمسك بالتراث.

قسم للطوارئ

وأشار أحمد المنصوري، إلى أن الخزنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام القديمة، والجديدة، والدائرية، حيث تشتهر فيها المزارع الكبيرة وقصر الخزنة، أحد المعالم الكبرى في المنطقة، وجوها الرائع الخالي من الرطوبة.
وبشأن احتياجات الأهالي، قال المنصوري: الخدمات في الخزنة ممتازة مقارنة بالمناطق المجاورة، ولكن هناك احتياجات نراها، هي عدم وجود مركز خاص للطوارئ، لأن المركز الصحي الموجود في الخزنة، يغلق في التاسعة مساء، ما يضطرنا في بعض الأحيان إلى الذهاب إلى إحدى المستشفيات القريبة.
وأضاف خلال الأعوام الماضية، أضيفت خدمات ومشاريع جديدة، من أهمها: بناء مدرسة البنات الجديدة «المبادئ»، وملعب رياضي وسط الخزنة للشباب ومنتزه للأطفال.

مركز رياضي

ويرى مبارك سعيد الخييلي، أن المنطقة تفتقر إلى بعض الخدمات، وخصوصاً الخدمات الرياضية للشباب، لتساعدهم في تفريغ طاقاتهم والاستفادة منها، مشيراً إلى أن من تلك المتطلبات إنشاء ناد رياضي أو مركز للسباحة أو ناد للياقة البدنية.
وأضاف أن الخزنة تحتاج كذلك إلى مستشفى صغير، للعمل على مدار الساعة، لأن المركز الصحي، وهو الوحيد، يفتح أبوابه في ال 9 صباحاً، ويغلق في ال9 مساء. ونطالب بقسم طوارئ.
وأوضح أن معظم المحال التجارية العشوائية في المنطقة، لا تتوافر فيها جميع متطلبات المنزل، ووجود جمعيات تعاونية سيوفر على أهلها ومقيميها المسافات الطويلة التي يقطعونها لجلب احتياجاتهم من مدينة العين التي تبعد 70 كيلومتراً.

الطرق الداخلية

من جهة أخرى، قال الحاج سعيد مبارك الخييلي: أهم احتياجات أهالي المنطقة تتبلور في تطوير شبكة الطرق والإنارة، فهي تحتاج في بعض المناطق إلى تعديل مداخل طرق الخزنة الشمالية، وتوسعة الطريق وإنارته وعمل حواجز على جانبيه وعلامات إرشادية لحماية شبابنا من وقوع أي حوادث، وردم بعض الطرق الواصلة إلى مدرسة البنات، مناشداً الجهات المختصة بإعادة تخطيط المناطق الداخلية واستغلالها، لإضافة مساحات جديدة لعمل مشاريع، مثل: مستشفى وجمعية تعاونية وصيدليات خاصة وطرق للمشاة.
ويروي الحاج الخييلي، الزيارات المتكررة للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكيف كان يأتي لتفقد أهلها، ويلتقي جميع أفراد الأسر، بمن فيهم الأطفال ويلبي متطلباتهم، وكانت زيارته ترسم على وجوه أهاليها الفرحة والسرور، وتدخل في قلوبهم السعادة، ومن كان في ضيق أو لديه مشكلة، كان يحرص على الاستماع له، وتلبية احتياجاته في ساعتها.

مراكز للطلبة

وأكد خليل الرميثي، أن القيادة الرشيدة دائماً تحرص على إسعاد المواطن أينما كان، وهذا ما تعلمناه على يد الوالد المؤسس، الشيخ زايد، فإن المنطقة كانت ترتسم بالسعادة بحضور المغفور له الشيخ زايد، وما كان يراه في التنمية الزراعية نحصده اليوم، فالمنطقة تحولت من صحراء إلى جنة خضراء، تثمر فيها أشجار ونخيل، مشيراً إلى أن ما تفتقر إليه المنطقة هو: مراكز تحفيظ القرآن ومراكز للطلبة من أجل التعليم والتثقيف وناد للشباب، ومركز تجاري كبير كجمعية تعاونية أو مركز تجاري وإنارة بعض الطرقات.

استثمار

وأشار علي البلوشي، إلى أن جمال الطبيعة في الخزنة يحتاج إلى استثمار، فالمنطقة بموقعها وأجوائها الجميلة الممزوجة بروعة اخضرار أشجارها ورمالها المحيطة بها، تمنح الزائر الراحة النفسية والهدوء، فالاستثمار في صحرائها بالجولات «السفاري» والتخييم وركوب الخيل والإبل، سينعشها اقتصادياً، وفي الوقت ذاته، سيعكس حضارة أهلها ورقي سكانها وكرمهم.
وأضاف الخزنة منطقة معروفة قديماً بجمال طبيعتها، وأجوائها الليلية الخلابة وكثرة المزارع الموجودة فيها ونخيلها، وعشق أجدادها للتراث الإماراتي الأصيل وعاداتهم وتماسكهم الأسري.
وفيما يخص العمران والمساكن في المنطقة قال إن المنطقة تتميز بمساكنها الجميلة ذات الطابق الواحد والواسعة والمنظمة بشكل جميل، فالتخطيط العمراني فيها من أجمل التخطيطات على مستوى المناطق المجاورة.

مركز رياضي

وأكد الشاب سلطان الخييلي، أن ما نحتاج إليه، نحن الشباب، هو مركز نمارس فيه الرياضات ونفرغ فيه طاقتنا ويستوعب كل الأعمار، إذ تفتقر المنطقة إلى مراكز رياضية واجتماعية.
وأشار إلى أهمية إنشاء مركز تجاري كبير يضم المحال التجارية العشوائية في المنطقة، من بقالات أو مكاتب طباعة ومستلزمات مدرسية ومطاعم. مطالباً بتوفير صالة كبيرة للأفراح. منوهاً بازدهار المنطقة المستمر وأن القيادة الرشيدة لا تبخل على مواطنيها بأي شيء.
وقال فضيلة الشيخ محمد عبد الرحيم، إمام مسجد الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في الخزنة، إن المنطقة تضم 5 مساجد 3 مساجد منها تقام فيها صلاة الجمعة، وبحكم وقوعها على جانب الطريق الرئيسي بين أبوظبي والعين، فالكثير من مستخدمي الطريق يزورن الخزنة لبعض الوقت وأداء الصلاة.
وتوجه أهالي الخزنة بالشكر والعرفان إلى القيادة الرشيدة، لحرصها على إسعادهم وتوفيرها كل الخدمات، وتحقيق السعادة المستدامة للمواطنين من أهمها توفير المدارس والمساجد والخدمات الأساسية، والمباني الحكومية والمرافق الخدمية والملعب الرياضي والحديقة الأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"