عادي
تبنى جائزة الطيب صالح للرواية العربية

“مركز عبد الكريم ميرغني” يفعل الثقافة السودانية

01:54 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة - محمد أبو عرب:
لا تقف الجهود الرسمية والعمل المؤسسي عائقاً أمام مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أم درمان، فهو يستند على جهود عشرات المتطوعين المثقفين الذين يديرون العمل فيه، ويحركون الفعل الثقافي في المجتمع السوداني، حتى بات اليوم واحداً من المراكز الثقافية المعروفة عربياً التي ترتبط بعلاقات تبادل ثقافي مع العديد من الجامعات والمعاهد العالمية .
ليس ذلك وحده ما يجعل للمركز ذلك الحضور في المشهد الثقافي العربي بل، تعود أهمية المركز كذلك إلى الجائزة التي تصدر عنه تحت عنوان "جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي" وتعد اليوم واحدة من الجوائز التي يسعى الروائيون في الوطن العربي للحصول عليها، وكذلك إلى كم الإصدارات والوثائق التي خرجت منه إلى النور .
حول دور المركز وفكرة تأسيسه وتبنيه لجائزة الطيب صالح، يقول مدير دائرة النشر في المركز عبد الكريم عبد الفتاح: "فكرة تأسيس المركز جاءت من عائلة عبد الكريم ميرغني، إذ رغبت العائلة وأصدقاؤه بتكريس ومواصلة الدور الوطني للراحل ميرغني الذي عمله طوال مسيرة حياته الحافلة بالإنجازات الممتدة من 1923 وحتى ،1995 وإسهاماته الكبيرة، إدارياً ومعلماً ودبلوماسياً واقتصادياً وسياسياً ورجل ثقافة وأدب، وانطلاقاً من ذلك تأسس المركز في أم درمان في 15 مايو 1998 كمؤسسة ثقافية وطنية أهلية، غير هادفة للربح" . ويضيف: "منذ ذلك الحين والمركز يعمل على تطوير آلياته وتوسيع علاقاته مع المؤسسات الثقافية والعلمية في العالم، حيث بات اليوم على علاقة مع الكثير من الجامعات والمعاهد ومراكز البحث الأجنبية، ويقدم فعاليات ثقافية أسبوعية، كالندوات واللقاءات التثقيفية والأمسيات، وعمل المركز على إنشاء مكتبة ضخمة تبرع بكتبها المثقفون والكثير من الأهالي والمؤسسات .
ويؤكد عبد الفتاح أن المركز يتحرك وينمو بجهود المتطوعين، حيث لا يوجد في المركز سوى أربعة موظفين رسميين يتقاضون أجراً لقاء عملهم، والباقي متطوعون، فمنهم من يدير شؤون المكتبة، وآخرون لنشاطات الأسرة والطفل، والنشر والعلاقات الثقافية وغيرها من دوائر المركز، مشيراً إلى أن أروقة المركز باتت بذلك مكاناً لخدمة الطلبة والباحثين الذين يستفيدون من خدمات المركز كالمكتبة وغرف الحاسب الآلي وغيرها .
وأوضح أن أروقة المركز تنقسم إلى وحدات عدة الأولى "دار الحكمة" وتحتوي على مجموعة منتقاة من الكتب والوثائق السودانية والدوريات في العديد من مجلات المعارف الإنسانية، ويسعى المركز إلى إنشاء مكتبة إلكترونية، والثانية وحدة "نفاج ثقافة الطفل" وتتبنى كل ما من شأنه تطوير ثقافة الطفل، والثالثة وحدة الحاسب الآلي وتتيح الفرص للتأهيل والتدريب لقطاعات واسعة من المواطنين في نظم الحاسب الآلي، إضافة لبعض الوحدات الإدارية التي تهتم بتنظيم النشاطات والنشر الإعلامي والتوثيق .
وحول جائزة الطيب صالح للرواية قال عبدالفتاح: فكرة الجائزة جاءت من الطيب صالح نفسه، حيث كان عدد من أصدقائه في السودان ومصر شكلوا لجنة ضمت الدكتور حسن أبشر الطيب، والدكتور بشري البكري، والمصري محمود سالم، ومحمود صالح عثمان صالح، وعثمان صالح، وقاموا بجمع مبلغ من المال لبناء بيت له ليعود ويستقر في بلده، لكنه رفض العودة، وطلب أن يخصص المبلغ لتأسيس جائزة للرواية باسمه، وكان ذلك عام ،2002 وكان أصدقاؤه قد جمعوا عشرين ألف دولار لرعاية الجائزة التي تقدم في أكتوبر/تشرين الأول من كل عام وهو ذكرى "ثورة أكتوبر" في السودان .
أصدر المركز حتى اليوم أكثر من 200 عنوان منها "الوثائق البريطانية عن السودان" التي صدرت في اثني عشر جزءاً، تروي تاريخ السودان خلال فترة الاستعمار البريطاني، إضافة لبعض الإصدارات التي تتعلق بالفكر والأدب السوداني، منها: "تجليات الشعر الإنجليزي والأمريكي في الشعر العربي الرومانسي"، و"السودان والقانون"، و"الأعمال الكاملة للطيب صالح"، و"تاريخ السودان الحديث" .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"