عادي
افتتح منتدى الإعلام العربي وحاور المشاركين

محمد بن راشد يؤكد سلامة اقتصاد الإمارات ودول الخليج

04:48 صباحا
قراءة 31 دقيقة
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن اقتصاد الإمارات ودول الخليج بخير، وهو في طور النهوض من جديد، ونفض غبار الأزمة المالية العالمية .

وشدد سموه خلال جلسة حوارية عقدها مع نخبة من الكتّاب والإعلاميين العرب المشاركين في منتدى الإعلام العربي، على أن الأزمات تخلق الإبداع عند الشباب وأفراد المجتمع، وأكد ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد حتى يتسنى للمواطن العربي المحافظة على هويته الوطنية والقومية، معتبراً سموه أن اللغة العربية هي رمز الانتماء للعروبة والوطن العربي الكبير .

وافتتح سموه فعاليات المنتدى بعد الجلسة الحوارية، وتابع كلمة العالم العربي د . فاروق الباز في الجلسة الأولى للمنتدى، وأكد أهمية التعليم في الوطن العربي، والتركيز على الشباب المبدع لإحداث التغيير المنشود .

المنتدى الذي يعقد تحت عنوان الإعلام العربي الانكشاف والتحول . وورش عمله، ناقشت في يومها الأول العديد من القضايا وتطلعات الجمهور، وواقع الثقة بين الجمهور والإعلام، والتوسع في استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي، والإعلام الجديد في ظل الحراك الشعبي العربي .

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وعلى صفحتي سموع في فيس بوك وتويتر أكد بعد أن أشار إلى تواجد عنصر الشباب في المنتدى، أن من سينجح في قيادة التغيير في قطاع الإعلام سيحجز له مكاناً مهماً في المستقبل، وأن ما ينفع المجتمع فكرياً وثقافياً وتنموياً سيبقى، والباقي ستطاله رياح التغيير .

الجلسة الافتتاحية / أوصى الإعلاميين بالولاء للمهنة قبل أي شيء

فاروق الباز: النموذج القيادي المتميز يتجسد في شخصية محمد بن راشد

تغطية - سائد أبو مازن:

أكد الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء في وكالة ناسا، في كلمة الافتتاح لمنتدى الإعلام العربي ال ،11 أن 120 مليون عربي، أي ما نسبته 36% من العرب لا يعرفون القراءة والكتابة، لذلك لا بد من أن يأخذ التعليم حيزاً أكبر لدى وسائل الإعلام العربية، التي أفردت الصفحات والساعات الطويلة، لامتداح الحكام وتجاهل الطبقة الفقيرة المطحونة وتدني مستوى التعليم في المنطقة، كما تجاهل الإعلام العربي مشكلات البحث العلمي . وأكد الباز أن نموذج القيادي المتميز يتجسد في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي قاد مسيرة التنمية في بلاده بجدارة عالية ورؤية ثاقبة وإدارة محكمة وإرادة لا تلين .

ولفت إلى أن التعليم في الماضي كان سيئاً للغاية، الأمر الذي يستوجب تغيير ذلك إلى الأفضل في ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث متسارعة، حيث إن للإعلام دوراً بارزاً في رفعة الدولة في المجالات كافة، في حال كان إعلاماً توعوياً بناء، يهدف إلى نشر العلم والمعرفة من خلال ما يقدم .

وأشاد الباز بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية، التي تسهم في رفعة العرب ككل .

وأشار إلى ضعف تغطية الإعلام العربي لما توصل إليه العرب في أبحاثهم، فضلاً عن إنجازاتهم في المجالات كافة، لافتاً إلى أن الإعلام الغربي تحدث وكتب عن مدينة مصدر الإماراتية أكثر من الإعلام العربي الذي كان يجب عليه أن يفتخر بهذا الإنجاز التاريخي .

وقال الباز: لقد سئمنا من تركيز وسائل الإعلام العربية على السياسة الخائبة لبعض الحكومات العربية، ويجب عليهم التركيز على ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن، وأنا أهنئ القائمين على المنتدى لاختيارهم العناوين والموضوعات التي لها دور بارز في التنمية ورفعة الوطن، كما أوصي الإعلاميين بالتحلي بالولاء للمهنة قبل أي شيء .

وفي رده على عدد من المداخلات قال فاروق الباز: الشباب العربي متميز قادر على تغيير الخريطة العربية، كما أن باستطاعته التغلب على المشكلات التي تواجهها المنطقة، على عكس الجيل الذي أنتمي إليه، واسميه الجيل الفاشل، نتيجة فشله في تحقيق تطلعات العرب، وأنا أقول لجيل الشباب نحن أخطأنا في عملنا ونترك العمل لكم في الوقت الحالي، لذلك يجب أن تتحلوا بالعزيمة والصبر لتحقيق ما عجزنا عن تحقيقه نحن .

وأضاف: يجب أن يتحلى الرئيس المصري المقبل بالشجاعة والتحدث معه لمعرفة ماذا يريد، كما أطالبه باستشارة المواطنين حول حاجاتهم ومطالبهم، وعدم الاعتماد على كلام مصطنع يضعه من حوله دون معرفة نبض وحاجة الشارع .

ولفت الباز أثناء رده على مداخلة أحد الحضور إلى أن سبب عدم قدرة الجيل السابق على إحداث أي تغيير اعتماده على المؤسسات وليس الفرد في عملية اتخاذ القرار، الأمر الذي أدى إلى عدم مقدرته على تحقيق ما يسعى إليه، ضارباً مثلاً بالشعب الذي كان ينتظر بفارغ الصبر اجتماع جامعة الدول العربية وبعد انتهاء الاجتماع كان يتمنى لو أنهم لم يجتمعوا، كما أن المؤسسة العسكرية لم تكن تعرف طبيعة عملها وإلى أين ستصل .

وفي مداخلته اقترح ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، أن تشكل لجنة من الإعلاميين تعمل على وضع خطة تنمية عربية واضحة يتم الارتكاز عليها من قبل الدول العربية في مشاريعها التنموية .

وقال فاروق الباز: إن استمرار انعقاد المنتدى دليل على أهمية الإعلام العربي وخاصة في هذا الوقت بالذات، الذي مر به العالم العربي في فترة حرجة، فإما أن يخرج منها قوياً متقدماً، أو تنتهي به منقسماً متشرذماً، لذلك ينبغي عليكم كإعلاميين التأكيد على دوركم المهم في تفعيل التقدم والرقي للمضي قدماً لرفعة بلادنا .

وأضاف: يجب علينا أن نبدأ بتحليل مسار الإعلام العربي في الماضي القريب لكي نحدد المساوئ وان نتعلم من الأخطاء، حيث يتفق الجميع أن الإعلام العربي تمادى خلال نصف القرن الماضي في مديح الحاكم رغم ظلمه وفساده، وتجاهل أوضاع الطبقة المطحونة اجتماعياً من الفقراء وخاصة في البلاد العربية المكتظة بالسكان . وأكد أن دور الإعلام محوري في العمل لرفعة المجتمع العربي، ومنها المجالات اللغوية والثقافية، كذلك السياسة والاقتصاد .

من جهتها أكدت مريم بن فهد المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة وجائزة الصحافة العربية، أن المنطقة العربية شهدت تغيرات جذرية خلال ال 18 شهرا الماضية، الأمر الذي أثر بشكل كبير في الإعلام في المنطقة، كون الإعلام العربي ليسَ مرآةً للواقعِ والأحداث فقط، وإنما هو في قلبِها دائماً وشريكٌ في صُنعِها أحياناً بخاصة في زمنِ تكاثُرِ الفضائياتِ، ومواقعِ الأخبارِ، والشبكاتِ الاجتماعيةِ، وصحافةِ المواطن، لذلكَ لم تكن دورةُ المنتدى لهذا العام لتَخرُجَ عن السياقِ العامِ في العالمِ العربيّ، سياقِ التغيّيرِ والانكِشاف .

وأشارت إلى أن القائمين على المنتدى قاموا بتوظيفِ أدواتِ التواصلِ الرقمي بشكل مُبتكر، حيث سيتم بث فعاليات المنتدى إلكترونياً، لتمكينِ جمهورِ الشبكاتِ والمواقع الاجتماعية من متابعةِ أعمالِ المنتدى، والتواصلِ مع المتحدِّثين ومديري الجلسات .

ولفتت إلى ضرورة تذكير الإعلام بقضايا التنمية الشاملة في ظل انشغاله بما تمر به المنطقة العربية من أحداث متسارعة، وقالت: لا يسعنا في هذا المقام سوى التذكير بحكمةِ صاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يدعو منذُ عقود إلى التركيز على التنمية، باعتبارها أساس نهوض المجتمعات .

وقال سليمان الجاسم مدير جامعة زايد: انعقاد المؤتمر في دبي، وفي ظل الرعايةِ الكريمةِ لصاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، له دلالة كبيرة، فسموه يؤكد دائماً على بناء مجتمع المعرفة في الوطن العربي بما يتضمنه ذلك من نظم تعليمية فعالة، فضلاً عن تأهيل متميز لكل مواطن، ومشاركة كاملة لهذا المواطن في خدمة مجتمعه وأمته، بل وما يتطلبه ذلك من عمل متناسق لكل مؤسسات المجتمع، في سبيل تحقيق هذا الهدف المنشود .

محمد بن راشد: من ينجح في تغيير الإعلام سيحجز له مكاناً مهماً في المستقبل

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على صفحتي سموه على فيس بوك وتويتر: سعدت اليوم بحضور افتتاح منتدى الإعلام العربي، أول ملاحظة لي كانت التفوق العددي لعنصر الشباب في المؤتمر، عنصر الشباب مؤشر على التجديد .

أضاف: منطقتنا تمر بتحولات عميقة، والإعلام جزء رئيسي من هذه التحولات، ومن سينجح في قيادة التغيير في قطاع الإعلام سيحجز له مكانا مهما في المستقبل .

وذكر: مهما كان حجم التغييرات في الإعلام، ستبقى الحقيقة الثابتة، بأن ما ينفع المجتمع فكرياً وثقافياً وتنموياً سيبقى، والباقي ستطاله رياح التغيير .

التقى نخبة من الكتّاب والإعلاميين العرب

محمد بن راشد: اقتصاد الإمارات ودول الخليج نفض غبار الأزمة العالمية

التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل ظهر أمس، على هامش أعمال منتدى الإعلام العربي المنعقد حالياً في فندق غراند حياة بدبي، نخبة من الكتاب والإعلاميين العرب المشاركين في فعاليات المنتدى .

وقد جرى بين سموه والإعلاميين العرب بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، حوار حول عدد من القضايا العربية الراهنة، وهموم وآمال المواطن العربي، خصوصاً في ظل المتغيرات الآنية التي تشهدها الساحة العربية .

وتركز الحوار في جله حول موضوع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية في الوطن العربي الزاخر بالإمكانات المادية والثروات الطبيعية والعقول البشرية، وينقصه في ذات الوقت الرؤية والإرادة والإدارة لإحداث التغيير في البنى الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية .

واستشهد عدد من المحاورين بمقولات وكلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بشأن التغيير الشامل في العديد من الدول العربية، والتي هي بأمسّ الحاجة لمثل هذا التغيير الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي، نظراً لحاجة الشباب لمثل هذا التغيير الذي يوفر لهم فرصاً أفضل للتعليم والإبداع والعمل والإنتاج وسط عدالة اجتماعية متوازنة .

وجدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القول إن للأزمات محطات تقف عندها، وهي التي تفرز الطاقات الإبداعية وتخلق الإبداع عند الشباب وأفراد المجتمع، وطمأن سموه محاوريه بأن اقتصاد الإمارات ودول الخليج بخير، وهو في طور النهوض من جديد ونفض غبار الأزمة المالية العالمية، منوهاً في هذا السياق بأن اقتصاد آسيا أيضاً يشهد نمواً جيداً، وأوروبا مازالت في حال مخاض اقتصادي .

وأكد سموه خلال الجلسة التي حضرها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومحمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومحمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، والفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، وأحمد عبدالله الشيخ مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة جائزة محمد بن راشد للصحافة العربية، إلى جانب عدد من المسؤولين والقيادات الإعلامية والصحافية في الدولة، ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد واللهجات العربية المحلية حتى يتسنى للمواطن العربي الاحتفاظ والمحافظة على هويته الوطنية والقومية، معتبراً سموه أن اللغة العربية هي رمز الانتماء للعروبة وللوطن العربي الكبير، وهي لغة القرآن الكريم .

وعقب الجلسة الحوارية شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، والحضور الجلسة الافتتاحية الرسمية لأعمال منتدى الإعلام العربي في دورته الحادية عشرة التي ينظمها نادي دبي للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي .

وشاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والحضور فيلماً تسجيلياً عن الدورة السابقة للمنتدى، وما توصل إليه المشاركون من أفكار مشتركة وآراء حول إيجاد الحلول لعدد من القضايا .

ثم استمع سموه لحديث العالم العربي الدكتور فاروق الباز، وقدمه الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد .

اختتمت الجلسة الافتتاحية بتوجيه التحية والشكر إلى راعي المنتدى وراعي جائزة الصحافة العربية، وودع سموه بمثل ما استقبل به من حب وتقدير . (وام)

دراسة أعدتها وحدة أبحاث الرأي العام ونادي دبي للصحافة

استخدام المتحدثين الرسميين الأجانب للغة العربية لا يضيف إلى مصداقيتهم

دبي - الخليج:

يرى قادة الرأي العام العربي أن مستوى مصداقية الناطقين الرسميين باسم الحكومات الأجنبية لا يختلف عنه في وسائل الإعلام العربية، وفقاً لدراسة بحثية مشتركة صدرت عن أبكو انسايت، وحدة أبحاث الرأي العام العالمي التابعة لشركة أبكو العالمية، ونادي دبي للصحافة . وفي ضوء نتائج الإصدار الرابع من تقرير نظرة على الإعلام العربي 2012-2015، قام نادي دبي للصحافة وأبكو العالمية بإجراء مسح لرصد دور وتأثير الناطقين الرسميين باسم الحكومات الأجنبية . وشمل المسح استطلاع آراء نخبة من قادة الرأي في منطقة الشرق الأوسط لقياس أداء الناطقين الرسميين، ومدى تقبل الجمهور لبياناتهم باعتبارها ذات مصداقية وموثوقية .

وقال مأمون صبيح، المدير العام لشركة أبكو العالمية في المنطقة العربية: تظهر الدراسات والاحصاءات أن النسخ العربية من الفضائيات الأجنبية لا تستحوذ على نسب عالية من المشاهدة، مما دفعنا للبحث في كيفية مساهمة المتحدثين باسم الحكومات الأجنبية في هذا الاتجاه . وتشير أبحاثنا إلى أن الناطقين باسم حكومات أجنبية يمثلون جزءاً من المشهد الإعلامي العربي، فهم كثيرا ما يظهرون على وسائل الإعلام العربية، في البرامج الحوارية والقنوات الإخبارية .

وأظهرت الدراسة أن 47% من عينة قادة الرأي العام العربي يفضلون أن يتقن المتحدث الرسمي غير العربي اللغة العربية، في حين أن 44% يفضلون أن يستخدم المتحدثون الرسميون لغتهم الأصلية مع ترجمة باللغة العربية . وقال 9% فقط ألا فرق لديهم . ويوضح صبيح في هذا الإطار: تشير هذه النتائج إلى أن الناطقين الرسميين ينبغي أن تكون لديهم القدرة على تقديم المعلومة باللغتين . وبينما نهتم بمعرفة تفضيلات اللغة في إيصال المعلومة، فمن الأهم أن نفهم كيف يقيم قادة الرأي العام العربي مصداقية المعلومة التي يتم تقديمها .

كما بحثت الدراسة في مصداقية وسائل الإعلام والمتحدثين الرسميين من غير العرب لتجد أن هناك اختلافاً بسيطاً جداً في النظرة إلى موثوقية المعلومات . وطُلب من قادة الرأي تقييم مصداقية وسائل الإعلام على مقياس من 0 10 حيث كان المعدل 9 .،5 أي أعلى بقليل من المتوسط، مما يشير إلى أن ثمة مجال لتعزيز المصداقية . وعلى أساس الدول، جاءت النتائج عالية بشكل ملحوظ في مصر (معدل 2 .7) والسعودية (معدل 6 .6) . والأهم من ذلك، أن مستوى مصداقية الناطقين الرسميين غير العرب (معدل 5 .5) لا يختلف كثيراً عن مصادقية وسائل الاعلام بشكل عام . ويقول صبيح: يشير ذلك إلى أن قادة الرأي العام العربي لايميزون بين التقارير الصادرة عن متحدثين رسميين باللغة العربية أو الأجنبية .

وتطرقت الدراسة إلى العلاقة بين عدد المرات التي يُذكر فيها بلد ما في وسائل الإعلام العربية ومصداقية تلك المعلومات . وأظهرت النتائج أن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام العربية . وبالنسبة لمعظم البلدان، فإن هناك علاقة خطية بين عدد المرات التي تُذكر فيها البلدان ومستوى انتشارها بين الجمهور . وعلى الرغم من الظهور المتكرر للولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وسائل الإعلام العربية، فإن المعلومات بشأنها أقل مصداقية من تركيا وفرنسا . ويوضح صبيح بالقول: إن هيمنة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لا يمكن إنكارها، ومع ذلك، فإن العرب لا يولون نفس القدر من الاهتمام، وبالتالي فإن هذه الدول تواجه خطر أن تصبح مصادر غير موثوقة للمعلومات . من ناحية أخرى، تتمتع تركيا وفرنسا بوضع جيد يؤهلها للاستفادة من مصداقيتها .

نبذة عن الدراسة

تستند الدراسة إلى عينة عشوائية من 235 من قادة الرأي في 4 دول في منطقة الشرق الأوسط (تونس ومصر والإمارات والسعودية) . ويعد قادة الرأي أفراد من الجمهور يعتبرون على نطاق واسع من الشخصيات ذات التأثير والتي تمثل ال 20 في المئة الأعلى من السكان، والتي تولي اهتماماً للأحداث الراهنة والقضايا السياسية، وتنخرط في شؤون المجتمع . واعتمد الاستطلاع على المقابلات الشخصية، وذلك باستخدام أسلوب العينة العشوائية في المراكز الحضرية الكبرى في كل بلد .

وشملت العينة 235 شخصاً مع هامش خطأ بلغ +4 .6 في المئة وفاصل ثقة عند 95 في المئة . حجم العينة وهامش الخطأ في كل بلد: مصر: 53 (+ 6 .13 في المئة)، تونس: 53 (+ 6 .3 في المئة)، الإمارات العربية المتحدة: 70 (8 .11 في المئة)، المملكة العربية السعودية: 59 (+ 9 .12 في المئة) في فاصل الثقة نفسه . وقد تم إجراء الدراسة في الفترة من 23 ابريل - 2 مايو 2012 .

الورشة الأولى/ نجوم تويتر وصدى التغريدات

"تويتر" سبق العالم العربي بالحوار وليس معياراً للتأثير

تغطية - يمامة بدوان:

اتفق المتحدثون في ورشة عمل نجوم تويتر وصدى التغريدات!! أنه لا يمكن اعتبار تويتر معياراً للتأثير، كما أن تويتر قد يكون سبق العالم العربي في الحوار، مؤكدين في الوقت ذاته أن المستقبل لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن جذب مستخدمين إلى تويتر لتتبع ما يتم كتابته، يتوقف على تقديم ما هو مفيد، خاصة في ظل التضليل الإعلامي، الذي تعرض له جمهور بعض البلدان العربية، إلا أن تأثيره في الوطن العربي يبقى محصوراً على مستخدمي شبكة الإنترنت، كما يتوجب على المستخدمين النشطين الكتابة حسب لغة واهتمامات المتابعين لهم .

جاء ذلك في ورشة العمل التي أدارها ناصر الصرامي، المدير الإعلامي، قناة العربية، الذي قال: يتفاعل رواد هذه المنصة في بعض الأحيان، أكثر من تفاعلهم في عالمهم الواقعي، مكونين صداقات إلكترونية وعلاقات جديدة، ووفقاً للإحصاءات، فإن صانعي المحتوى على تويتر هم أقلية، وتقوم الأغلبية فيما بعد بإعادة استهلاكه ومتابعته ونشره، مما يشكل متنفساً للتعبير عن أمزجة رواده، بشكل قابل للقياس والتحليل اليومي، وقد باتت وسائل الإعلام تتعامل مع تويتر كمصدر تتحسس من خلاله توجه الرأي العام وتتعرف إلى أمزجة الجمهور، كما تنقل عنه تصريحات ومواقف بعض المسؤولين عندما يطلقون تغريداتهم الإلكترونية للتعبير عن مواقفهم .

شارك في المناقشات ديمة الخطيب، مديرة مكتب أمريكا اللاتينية، قناة الجزيرة، وعبدالعزيز الشعلان، خبير في أدوات التواصل الاجتماعي، السعودية، وعمار محمد، مدوّن، وعمرو سلامة، مخرج كاتب ومدوّن، مصر، عبدالله الكعبي، مخرج من الإمارات .

وقالت ديمة الخطيب، مديرة مكتب أمريكا اللاتينية، قناة الجزيرة، إنها بدأت تجربتها مع تويتر عام 2010 عندما انضم الرئيس الفنزويلي شافيز إلى تويتر، تبعه رؤساء أمريكا اللاتينية، الأمر الذي دعاني إلى متابعة ما يكتبه السياسيون عبر صفحاتهم .

وأضافت أن بدايتها في كتابة التغريدات على تويتر كانت تجري بأربع لغات، كونها تتقن 8 لغات، حيث كانت تجد أن القارىء العربي يشعر بالانزعاج، لدى قراءته لتغريدة ليست باللغة العربية، كذلك هو حال القارئ غير العربي، وقالت: أحاول وضع نفسي أمام القارئ لمعرفة ما الذي سيهتم لقراءته وتتبعه، مشيرة إلى أن الكتابة بلغة واحدة يكون لها أثر إيجابي في عدد المتابعين، لأن الكتابة بلغات عدة، يعمل على تشتيتهم، إلا أن عدد متابعيها بلغ نحو 100 ألف شخص، حيث إنها كتبت حتى الآن أكثر من 65 ألف تغريدة .

وتطرق عمرو سلامة، كاتب ومدوّن، ويتابعه نحو 150 ألف شخص على تويتر، مؤكداً اعتماد الجمهور المصري وقت الثورة الأخبار والمعلومات من تويتر، نتيجة تضليل الإعلام المصري لما كان يحدث على أرض الواقع، حيث كان الناس يأخذون المعلومات بثقة من مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر .

أما عمار محمد، مدوّن قطري، صاحب مبادرة سفراء التغريدات العرب، فتحدث عن ضرورة وجود محتوى لآلية تواصل مع النشطاء على النت، من خلال الأفراد وليس الحكومات، كذلك كيفية تركيزه على ثورة النفس والمقصود بها ثورة الوعي والفكر، وتبادله الأخبار مع أصدقائه .

بينما قال عبدالعزيز الشعلان من السعودية، إن هاجسه منذ الصغر الاجابة عن سؤال ماذا سيكون في المستقبل، معتبراً أن المجتمع يضع الشخص في قالب من الضياع، وتحدث حول هدفه من استخدام تويتر في تقديم معلومات مفيدة للناس من دون الاهتمام بالشهرة، في حين 70% من مستخدمي تويتر من الصامتين، يتابعون ما يكتبه الآخرون .

وأضاف أنه يحدث في تويتر نوع من التجارة، حيث قام أحد النشطاء ببيع 3 آلاف صندوق مانجا خلال أسبوع، لعدد من المستخدمين والمتابعين لهم .

أما عبدالله الكعبي، مخرج من الإمارات، فتحدث عن تجربته في تويتر وكيف فتح حساباً دون متابعته لفترة بل إنه لم يعرف كيفية إلغائه، إلى أن أخبره صديقه بأن ثمة متابعين له فدخل مرة أخرى لحسابه وعمل على تفعيله .

الورشة الثانية/ "الشباب العربي .. آن الأوان"

دعوة مفتوحة لإطلاق ربيع الإعلام العربي

تغطية - محمد ديبة:

تحولت ورشة العمل الثانية التي حملت عنوان الشباب العربي . .أما آن أوان ربيعهم الإعلامي؟ إلى جلسة مقارنة بين الإعلام التقليدي والحديث، ومدى ملاءمة كل منهما لمواكبة التغييرات النفسية التي طرأت على المواطن العربي في ظل التطور التكنولوجي لأساليب الإعلام وأدواته، وضرورة الاستفادة من الشكلين من أجل الحصول على صيغة إعلامية تحافظ على الرزانة والدقة الموجودة في الإعلام التقليدي من جهة، وتستفيد من تطور التكنولوجيا واعتماد الشباب على الإنترنت في استقاء المعلومات من جهة أخرى .

وطرحت الورشة عدداً من الأسئلة حول وجهة نظر الشباب في كفاءة وسائل الإعلام في التواصل معهم، بالإضافة إلى رأي الشباب العربي في طرق تضييق الفجوة مع وسائل الاعلام التقليدية، وأثارت تساؤلات حول رؤية الشباب لأداء وسائل الإعلام، ونقلت للحضور اقتراحاتهم وأفكارهم حول العديد من القضايا التي ترتبط بهم، وكيف للإعلام وأدواته أن يسهم في بناء مجتمعاتهم، وفرص تقليص الفجوة بين وسائل الإعلام التقليدية والشباب، وواقع التعليم الجامعي وقدرته على تأهيل جيل قادر على حمل الرسالة السامية للإعلام .

وقالت فرح آل إبراهيم وهي طالبة في الجامعة الأمريكية في الشارقة خلال الجلسة التي أدارها إبراهيم أستادي، مقدم برامج في إذاعة دبي إف إم، مؤسسة دبي للإعلام، : إن الإعلام الجديد يتميز بحرية الاستخدام والمشاركة غير المحدودة، وكلنا ضد تقييم العقول، ولكن هذه الحرية يجب أن تترافق بوعي ومسؤولية لعدم استخدامها بشكل خاطئ أو كيدي يسيء للآخرين .

وقالت مهرة الجنيبي، طالبة في جامعة الإمارات العربية المتحدة: يبقى الإعلام التقليدي أكثر تأثيراً وأهمية وانتشاراً، ويبقى تواصل الجمهور مع الفضائيات والصحف أكبر، مما يعطيه الدور الأكثر تأثيراً في تفعيل دور الشباب كونه يملك الصورة والصوت .

واعتبرت حصة الشويهي، طالبة في كليات التقنية العليا - كلية دبي للطالبات أن الصعوبة تكمن في التحري عن مصداقية الأخبار في الإعلام الجديد، ولكن الشاب العربي أصبح واعياً ليتمكن من تمييز الخبر الصحيح، وإذ لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي موجودة فسيجد الشباب العربي طرقاً أخرى للتعبير عن آرائهم .

وأطلعت المشاركين على دراسة أعدتها كلية دبي للإدارة الحكومية تشير إلى أن نحو 28 مليون عربي استخدموا الفيسبوك العام الماضي، وأن أكثر من مليون عربي كانوا مستخدمين نشطين لتويتر في العام ذاته، حيث أرسلوا نحو 23 مليون تغريدة .

وقال عبيدة تكريتي، طالب في كلية محمد بن راشد للإعلام - الجامعة الأمريكية في دبي: لقد تغيرت العلاقة مع الإعلام التقليدي بعد الربيع العربي، ما أدى إلى اتجاه الجمهور إلى الإعلام الجديد، خاصةً أن الربيع العربي قدم للشباب دافعاً لطرح وإيصال آرائهم .

واعتبرت دانا أبو لبن طالبة في كلية محمد بن راشد للإعلام -أمريكية دبي: أن المنافسة بين الأسلوبين الإعلاميين لن تنتهي، وهي مؤشر إلى حالة صحية لا سلبية، فالتقليدي سيبقى يسعى للحفاظ على عرش بذل الكثير من الجهد والصدق للوصول إليه، فيما سيواصل الحديث البحث عن موطئ قدم وشرعية واعتراف به .

الورشة الثالثة / جيل الإعلام الإلكتروني . . صحافيون بالفطرة

الإعلام التقليدي لم يعد المصدر الوحيد للمعلومات

تغطية - طارق زياد:

أكد الإعلاميون والكتاب المشاركون في ورشة العمل الثالثة بعنوان جيل الإعلام الإلكتروني: صحافيون بالفطرة، أهمية احتواء الإعلام الإلكتروني على مضامين ومعلومات صحيحة ودقيقة مراعية للمبادئ والقيم، مشددين على أهمية اتخاذ الإعلام التقليدي خطوات تواكب التغيرات في العالم العربي .

وقال الصادق الحمامي أستاذ بكلية الاتصال في جامعة الشارقة، إن هناك ظاهرة واضحة في الإعلام الجديد تتمثل في تحويل الأفراد إلى منتجين للمضامين المنشورة، مشيراً إلى أن هناك 3 أشكال من صحافة المواطن، تتمثل في مشاركتهم عبر المواقع التي يشكلونها، أو كتاباتهم على مواقع تحتضنها وسائل إعلام، أو عن طريق نشر مواد عبر الشبكات الاجتماعية .

وأكد الحمامي أنه ليس ضد الإعلام الإلكتروني لكنه يتحفظ على ما يقدم في شبكات التواصل لأن كاتب المادة ليس لديه الخبرة، والمعايير التي تتيح له أن يكون متخصصاً، مشيراً إلى أن معظم المضامين على الفيس بوك في تونس هي شائعات، وغير موثوق بها .

وقال: هناك مفارقة في أن الإعلام الجديد حيث حول الشباب من كائنات سلبية إلى نشطة سياسياً، وفكرة النمط الواحد في الإعلام التقليدي إلى المشاركة الجماعية، لكن في الوقت ذاته الاعلام الجديد يفسد الفضاء المتاح له لأن النقاش قد لا يقوم على أخلاقيات، ففي تونس أصبح هناك مليشيات فيسبوكية، تهاجم الناس .

وأكد د . علي الخشيبان الكاتب والباحث في علم الاجتماع، ضرورة أن يتغير الإعلام التقليدي مع المفاهيم والقيم الجديدة حتى يستطيع العيش، لأنه لم يعد المصدر الوحيد للمعلومة، حيث إن الصورة السائدة حالياً تتمثل في أنه إعلام سلطة عكس الاعلام الجديد .

وبيّن أن المخيف في الإعلام الجديد يتمثل في أنه قد يجعل الشباب يعيشون في عالم الهوم لس أي المشردين الذين ليس لديهم قيم ومبادئ، فلا يبنون المعرفة والتعليم التي تؤثر في نقل الأشياء والمعلومات مراعين بذلك الأخلاق .

وأكدت لهيب بني صخر ناشطة سياسية واجتماعية، أن الإشكالية التي تواجه الصحافة التقليدية تتمثل في عدم مقدرتها على الهرب من الهرمية في آلية العمل، عكس الإعلام الجديد القائم على نشر المادة من الجميع إلى الجميع، مبينة أنه بإمكان الإعلام التقليدي الاستفادة من التطورات التكنولوجية إذا استخدمها بالشكل المفيد .

وقالت: يغلب على الصحافة الإلكترونية حرصها على السبق الصحفي، بخلاف الحال عليه بالنسبة للمدونين . إلا أن الإعلام الإلكتروني ينقسم إلى نوعين، الأول هو الإعلام المؤسساتي على شبكة الإنترنت الذي يحرص على السبق الصحفي، أما النوع الثاني فهو شبكات التواصل الاجتماعي التي يغلب عليها إفراز مساحات لإبداء الآراء . ولعل الانطلاقة التي حققتها الصحافة الإلكترونية اليوم ترجع إلى الكم الهائل من الأخبار التي قد تعجز الصحافة التقليدية عن مواكبتها، الأمر الذي أنتج ظاهرة الجماعية في إنتاج الأخبار والتخلص من الهرمية .

بدورها، أكدت غادة عبدالمنعم، مفكرة وكاتبة، ضرورة أن تتطور الصحافة لمواكبة التغيير وإلا ستندثر لأن الكتابة عبر شبكات التواصل استطاعت أن تؤثر في مسألة الخبر، مبينة أن الأخبار مستقبلاً ستُأخذ من المواقع، ودور الصحافة سيتمثل في تقديم مواد أكثر تعقيداً كالتحليل الإخباري .

وأشارت عبدالمنعم إلى أن معظم الممارسين في العمل الاعلامي في العالم العربي ليسوا أقوياء، مبينة أنه على الإعلام الجماهيري أن يتخلص من 80% من العاملين فيه، لأنه ليس لديهم المعلومات والتقنيات الكاملة .

وقدمت ماجدة أبو فاضل عرضاً تقديمياً خلال الورشة وجهته لجيل الشباب، ولخصت فيه الوسائل والمعايير المطلوبة لاستخدام الإعلام الإلكتروني بالشكل الأمثل، كما رأت أبو فاضل أن دور الإعلام التقليدي تراجع بالفعل، وعلقت: يجب أن يحدث توازن بين الإعلامين الحديث والتقليدي، فالإعلام التقليدي يجب أن يواكب العصر ويصبح أكثر تفاعلية . ونحن في عصر تعدد الوسائط ويجب التدريب على الوسائل الجديد لمختلف مفاصل القطاع الصحفي من قمة الهرم وحتى أدناه . كما تبرز أيضاً أهمية نشر الوعي الإعلامي الإلكتروني في الكتابة والتصوير بدءاً من المدارس .

بعضها فقد مصداقيته خلال تغطية الثورات

الفضائيات العربية بين المهنية والتبعية السياسية

تحقيق - سائد أبو مازن:

اختلف الإعلاميون المشاركون في الدورة ال 11 لمنتدى الإعلام العربي، حول موضوعية التغطية الإعلامية للفضائيات العربية أثناء الثورات العربية (الربيع العربي)، فمنهم من رأى أنه لا يوجد ما يسمى الموضوعية والحياد الكاملين في تغطية إعلامية لأي من الأحداث، حيث يغلف التغطيات نوع من التبعية السياسية والفكرية في بعض الأوقات، لصالح فئة على حساب أخرى، وآخرون يرون أن الفضائيات ووسائل الإعلام العربية حاولت جاهدة أن تتمتع بنوع من الموضوعية خلال عملها ونجحت نوعا ما في ذلك .

كما أن بعضهم لفت إلى أنهم تأثروا كثيراً بالأحداث التي تجري، وأصبح همهم المساهمة في اسقاط الأنظمة التي بدأت تبطش بالشباب منذ الأيام الاولى للثورات العربية، كما ترحم البعض على مهنية الفضائيات العربية التي كانت تتمتع بها خلال ال 10 سنوات الماضية .

أكدت روان الضامن منتج أول ومخرج في قناة الجزيرة الاخبارية، ان الفضائيات الاخبارية العربية انقسمت في تغطيتها الإعلامية للثورات العربية، نتيجة انقسام المواقف السياسية لكل منها، وكذلك الانقسام السياسي للجمهور المتلقي، لافتة إلى أن الإعلام كذلك مسيس فليس هناك فضائية أو قناة إعلامية تتمتع بالحياد الكامل أثناء تغطيتها للاحداث في المنطقة العربية .

وقالت الضامن في معرض حديثها: عملت 18 يوماً في غرفة أخبار الجزيرة أثناء تغطية الأحداث المصرية، ومع تنامي العنف الذي كنا نشاهده بالميدان، أصبح لدينا شعور بأن لدينا ثأراً مع نظام الحكم ونسعى إلى اسقاطه، نتيجة العنف المفرط المستخدم من قبله تجاه المتظاهرين .

ولفتت إلى أن الفضائيات العربية اعتمدت على شاهدي العيان خلال تغطيتها للاحداث المتسارعة في المنطقة العربية نتيجة لمنع الإعلاميين من دخول دائرة الاحداث، لافتة إلى أن العمل الإعلامي يعتمد على نقل الواقع وهناك إمكانية في حدوث تزوير من الصحفي والإعلامي كذلك، لكن الواقع فرض على وسائل الإعلام الاعتماد على شاهد العيان .

وقال حسن معوض مقدم برامج في قناة العربية الفضائية: تحاول الفضائيات العربية، أن تكون محايدة في تغطيتها للربيع العربي، لكن هناك ارتباطاً وتأثيراً بين السياسة والإعلام في المنطقة، الأمر الذي يؤثر في طبيعة عملها، فمن الواضح وجود إعلام مرتبط بالأنظمة وآخر يسعى إلى نقل الواقع كما هو، وعلى المشاهد الاختيار بين كل تلك المؤسسات الاخبارية وتفضيل واحدة عن أخرى بناءً على ارتباطه وأفكاره المسبقة .

وأضاف: وظيفة الإعلام ليست صناعة الثورات كما يراها البعض، بل التوعية العامة، وتقديم الحقائق والمعلومات للمتلقي، الذي لديه رأي بالأساس ويسعى إلى تعزيزه، والاستفادة من كم المعلومات المقدم له عن طريق الإعلام، ومن هنا نجد تأثير الإعلام بالثورات العربية، ولا يمكن أن نعتبره أساس الثورات لأننا بذلك نتجاهل وعي المواطن المكبوت في الأصل نتيجة تصرفات بعض الحكومات العربية .

ولفت إلى أن الاعتماد على شاهد العيان كمصدر للمعلومات يحتاج إلى معايير واضحة من قبل وسائل الإعلام، بحيث يجب التأكد من مصداقيته قبل ان يتم محاورته بشكل مباشر .

وأكد عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي أن معظم الفضائيات العربية فقدت مصداقيتها وموضوعيتها خلال تغطيتها للثورات العربية، كما أنها كانت متطرفة لصالح غير المهنية، حيث اعتمد أسلوب التحريض في تغطيتها، في الوقت الذي فيه الشعوب محتقنة وليست بحاجة إلى أي تحريض من قبل وسائل الإعلام المختلفة، لذلك كان ينبغي عليها ان تنقل الحدث كما هو دون التأثير فيه .

وقال: بعد أن سعدنا لما وصل إليه الإعلام العربي خلال ال 10 سنوات الماضية حيث ظهرت نهضة الإعلام وموضوعيته في التغطية وإبرازه الوجه المعارض، نلاحظ أن الموقف مختلف لدى الإعلام في الوقت الحالي، حيث أصبح الإعلام منحازاً وغير موضوعي في تغطيته لما يجري في المنطقة العربية .

وأكد عبد الباري عطوان، أنه ونتيجة عدم الموضوعية في التغطية الإعلامية للأحداث في المنطقة، واختلافها من حدث لآخر ومن مكان لآخر، ابتعد كثير من المشاهدين عن متابعة بعض القنوات والفضائيات لصالح أخرى .

وأكد أسعد طه مخرج ومنتج افلام وثائقية، أن أداء الفضائيات في معالجة القضايا التي شهدتها المنطقة العربية في الفترة الاخيرة، أثر بشكل كبير على مصداقيتها، سواء كان التأثير إيجابياً أم سلبياً، حيث لا يوجد وسيلة إعلامية لم تتأثر نتيجة طريقة تغطيتها للثورات العربية .

سياحة دبي توفر إقامة شاملة لـ 20 متحدثاً

دبي - الخليج:

وفرت سياحة دبي - الداعم الرئيسي للمنتدى - إقامة شاملة لنحو 20 متحدثاً رئيسياً وشخصيات إعلامية مهمة .

يقول إياد عبدالرحمن المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الإعلامية وتطوير الأعمال في الدائرة، للسنة السابعة على التوالي تشارك الدائرة في هذا الحدث المهم على مستوى العالم العربي، من منطلق حرصها واهتمامها بالتواجد الدائم في الأحداث المهمة التي تقام في دبي ومختلف دول العالم .

وقالت شيخة المطوع مدير إدارة تطوير الأعمال تشارك الدائرة كراع ذهبي في المنتدى من خلال توفير إقامة شاملة لكبار المتحدثين والوفد الإعلامي المشارك في هذا المنتدى، في عدد من الفنادق المختارة وتوفير أقصى درجات الراحة والخدمات المتميزة للوفد .

وأضافت عائشة محمد بن طيب تنفيذي الفعاليات، أن الدائرة حرصت على توفير جناح ضيافة متميز في موقع الحدث يحتفي ويحتضن الإعلاميين المشاركين في المنتدى.

الجلسة الأولى/ الإعلام العربي وصدمة التغيير

النهوض بالإعلام مسؤولية مجتمعية

تغطية: محمد إبراهيم

أكد المشاركون في الجلسة الأولى للمنتدى التي عقدت تحت عنوان الإعلام العربي وصدمة التغيير ضرورة توطين المفاهيم الإعلامية وإيجاد صياغة جديدة تكون مجتمعية إعلامية شاملة، لضبط ايقاع المجتمع العربي، حيث يرون أن مسؤولية النهوض بالإعلام تقع على عاتق عدة أطراف، بدءاً من الإعلاميين المهنيين مروراً بالمجتمع والحكومة وانتهاء بالمؤسسات التعليمية، إلى جانب ضرورة وضع التشريعات المتلائمة مع مرحلة التغيير والنهوض .

وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوفر علي من مؤسسة دبي للإعلام، مهدي مبروك، وزير الثقافة التونسي، وعبد اللطيف المناوي، الرئيس السابق لقطاع الأخبار في التلفزيون المصري، وموسى برهومة، رئيس تحرير صحيفة في المرصاد الإلكترونية، ورندا حبيب، مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة وكالة الصحافة الفرنسية، وسوسن الشاعر، الكاتبة في صحيفة الوطن البحرينية .

وقال مهدي مبروك إن هناك حالة فريدة من نوعها يمارسها الإعلام العمومي في تونس الآن، فقد أصبح الإعلام العمومي مستقلاً تماماً عن الحكومة لدرجة أنه حتى لم يعد ينصفها، مشيراً إلى أن الانتقال الديمقراطي في الدول العربية التي شهدت تحولات سياسية يقتضي مرور الإعلام بمرحلة من التقلبات والصراعات تستغرق عدة سنوات حتى يصل إلى مرحلة الاستقرار .

وأكد مبروك أن مسؤولة النهوض بالإعلام مشتركة بين كافة أطراف المجتمع، حيث ينبغي أن يقوم المهنيون بالدور الأساسي في هذا الشأن، كما أنه يجب على الحكومة أن تتوقف عن استخدام الأساليب القديمة، وينبغي أن تقوم المؤسسات الأكاديمية بدور رئيسي في عملية التعليم والإعداد، كما أن المسؤولية ملقاة كذلك على عاتق المجتمع لكي يساهم في جعل الساحة الإعلامية مستقلة وبعيدة عن الضغوط الرسمية، مؤكداً الحاجة إلى عقد إعلامي جديد تشارك فيه كل الأطراف .

وقال عبداللطيف المناوي إن هناك حاجة لتحديد مفهوم مسؤولية الإعلام وأن يكون للمجتمع وسيلة ما للتداخل مع هذا الإعلام وهو ما يستدعي تفعيل مفهوم ميثاق الشرف الإعلامي والمواثيق الإعلامية في التعامل مع الأخبار، مؤكداً أنه ينبغي أن يشعر الإعلاميون بمسؤولية تجاه المجتمع وهو الأمر الذي يتطلب مستوى مهنياً متقدماً تفتقده الساحة الإعلامية بشكل عام .

موسى برهومة أكد أن ضبط الإيقاع الإعلامي مسؤولية المجتمع بكل قواه الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها، حيث يمر المجتمع الآن بمرحلة المخاض، والوصول إلى مرحلة المفاهيم قد يستغرق بعض الوقت، قائلاً إن المجتمعات العربية تمر الآن بمرحلة إعادة البناء ليس فقط للنظام السياسي ولكن أيضاً للبنية التحتية للمواطن العربي، داعياً إلى منح الإعلام الجديد الوقت الكافي حتى يحقق النمو والنجاح المطلوب .

وتطرقت الجلسة إلى مدى نجاح وسائل الإعلام في مواكبة التغييرات . وتركز النقاش بشكل خاص على مسألة ما إذا كان صوت الإعلام الموجه وإعلام التبجيل والهجاء قد خفت .

وقالت رندا حبيب: هناك كم كبير من المعلومات والوسائل المتعددة، ما يخلق حالة من القلق من تسييس الإعلام، حيث ينبغي أن يكون الإعلام أداة لنقل الخبر وليس صنعه، مشيرة إلى أنه لا يمكن للصحافة والإعلام التناغم مع التشريعات الحالية خاصة أن هناك حالة من الانفتاح جاءت من دون تحضير وفي هذه الأوضاع لا ينبغي أن يعمل الإعلام تحت تأثير ما يطلبه المواطن، فالأوضاع تتطلب الجرأة في طرح الحقيقة والمنطق وليس مجرد ما يتناسب مع أمزجة الجمهور .

أما سوسن الشاعر فقد تحدثت عن أوضاع الإعلام في البحرين خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي أحدثت حسب قولها انقساماً في المجتمع البحريني مع غياب الإعلام الرسمي، داعية إلى ضرورة وجود إعلام حر مستقل يسمح للجميع بإبداء آراءهم بحرية كاملة .

الجلسة الثانية/ الثورات تعيد رسم خريطة النخب

بفعل الثورات . . لكل زمان دولة ورجال

تغطية: طارق زياد

اختلف المتحدثون في الجلسة الثانية من المنتدى حول حال خريطة النخب بعد الثورات العربية، ففي الوقت الذي رأى فيه البعض ضرورة عدم نسيان النخب التي تعرضت للسجن والتعذيب على يد السلطات قبل الثورات، رأى آخرون أن هناك نخباً ظهرت على الساحة، ويجب العمل بمبدأ لكل زمان دولة ورجال .

وأجمع المتحدثون في الجلسة التي عقدت بعنوان الثورات تعيد رسم خريطة النخب، أدراها جميل عازر، على أهمية دعم الثورات لتحقيق هدفها للحصول على حقوق الإنسان، والمساواة، والعدالة، محذرين من الثورات المضادة .

وبدوره، أكد عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود، أن الثورات في العالم العربي لم تنتم إلى مؤسسات، عكس الثورات السابقة، بل نبعت من إرادة الجماهير التي كان مغفولاً عنها، حيث كان هناك تصور وهمي بأن النخب تقود العالم، لكن مع تطور الوسائل الحديثة، اكتشفت أن هذه النخب معزولة عن الواقع الاجتماعي .

وأشار إلى أن وسائل الإعلام المفتوحة والتحرك الجماهيري، فرضت نفسها على الشارع، فلم يتوقع أحد الثورات في مصر وتونس، مشيراً إلى أن العالم العربي أمام جيل له الحق أن يغضب، وأن يعبر عن غضبه، والبوعزيزي أحرق نفسه لأنه لم يستطع أن يعبر عن غضبه .

وشدد أن مصطلح ثورة تغير في مفهومه عن الثورات الماضية العسكرية، لأن الثورات الحالية قائمة على الجماهيرية والسلمية، وهي كالانتفاضة التي كانت ثورة سلمية وجماهيرية حققت أهدافاً .

وبدوره، أكد الطاهر لبيب أستاذ علم الاجتماع من تونس، أن عدم حضور النخب في الميادين خلال الثورات لا يعني أن ليس لديها تضحيات، مشيراً إلى أن النخب كانت حاضرة فكرياً .

وأشار إلى أن النخب واصلت جلد الذات وهي تقوم بالثورة، مبيناً أن أنظمة السلطة خلقت كفاءات لكنها عطلت فعل النخب الفكرية، ودفعت ثمن ذلك غالياً، وبالتالي نصبت الفخ لنفسها، مشدداً على أنه لا توجد فجوة بين المثقف والجماهير .

وقال: الثورة لحظة تاريخية في المجتمع أجمل ما فيها الحرية وأسوأ ما فيها الثورة المضادة، لكن مع ذلك نجد أن العالم العربي يتجه نحو الوسطية الفكرية، والليبرالية الاقتصادية، محمولاً بأربع عجلات هي السياسية والدين والمال والإعلام .

وحذرت مريم لوتاه أستاذة مساعدة قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات، من فقدان البوصلة بعد الثورات العربية، فيكون الناس قد خرجوا من الاستبداد إلى وهم الحرية، مشيرة إلى أن الجميع يستطيع أن يكون شريكاً في الحراك بشكل إيجابي عبر البحث عن الحقيقة، ومحاولة الانتماء لها، والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه الوطن .

وناشدت لوتاه الإعلاميين أن يكونوا منتمين للحقيقية لما فيها من مصلحة الوطن حتى لا يندموا على ما يحدث مستقبلاً، مشيرة إلى أن العرب منذ التسعينات وقعوا في وهم الحرية، فيما سلمت الدولة للقطاع الخاص حيث باتت بعض وسائل الإعلام تصنع الحدث ضد الإنسان العربي .

وقالت: أعتقد أن الإشكالية التي كانت تواجه النخب السياسية والمثقفة أنهم كانوا يعملون بمنطق غير منطق الواقع، وعندما حدثت الثورات بدوا مفاجئين، وبالتالي نذكر بالمثل القائل لكل زمان دولة ورجال .

وأكد تميم البرغوثي، كاتب وأستاذ علوم سياسية، أن المظاهرات في الدول العربية لم تتم بشكل تنظيمي لكن الناس تصرفوا بتلقائية، ونظموا أنفسهم بهيكليات، وأجسام كأجسام الدولة العادية، حيث شكلوا في ميدان التحرير دولة مدنية فيها مستشفى ولجان أمن وغيرها، من دون الحاجة إلى هيكلية الدولة .

أشار إلى أنه متفائل بنتائج الثورات العربية، واستكمال مسيرتها، وأنه لن تستطيع القوى والمنظمات خلال مساوماتها أن تؤثر فيها .

وبين أن برنامج الناس بات يتمثل في ثلاثة جوانب هي الاستقلال عن الولايات المتحدة، وخصومة إسرائيل، وداخلياً الحرية المطلقة ودرجة من العدالة، منوها في الوقت ذاته أن هناك مشروعاً آخر في العالم العربي يناقض الجوانب الثلاثة تقوده دولة نفطية غنية تتبع الولايات المتحدة فتسير في مشروعها عكس مشروع الثورات العربية .

بدوره، أكد خيري منصور، كاتب، أن النخب ليست متجانسة لتوضع في درج، أو خانة بل تمثل مصالح وفئات تنتمي إليها، مشيراً إلى أن هناك نخباً كانت في السجون لها دور كبير، لكن الناس لا تقرأ لمعرفة دورها .

واعترض خيري على تسمية الربيع العربي، مشيراً إلى أن ما حدث خريف نظم، لأن النظم التي سقطت كانت تعيش شيخوخات متتالية، وبالتالي سقطت بهذه العفوية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحراك الجماهيري لم يكن متجانساً أيام الثورات حيث تدرج من إسقاط النظم إلى الإصلاح إلى تحسين شؤون الرعية .

إلى ذلك، أكد د . غانم النجار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، أن ما حدث في العالم العربي من ثورات سقوط للسياسة، وعلاقات القوة نتيجة حراك شعبي، مشيراً إلى أنه أصبح لدى الناس سيادة للفكر .

وبيّن أن الفكر العام لدى الناس حالياً بعد الثورات يتمثل في حقوق الإنسان والمساواة والعادلة، وهي أفكار يستطيع أي حزب قيادتها، لكن أي حزب سيحاول إعادة هذه المفاهيم إلى الوراء سيواجه مشكلة مع الجماهير .

وشدد أن عجلة التغير في الثورات العربية ركبت على سكة القطار باتجاه المستقبل، وهدفها دولة مدنية يعيش فيها الجميع تحت سيادة القانون، واحترام إدارة الإنسان، محذراً في الوقت ذاته من ثورة مضادة تضرب باتجاه الطائفية والقبيلة .

الجلسة الثالثة/ الناطق الرسمي الأجنبي

توضيح السياسات لا تغيير انطباعات الشعوب

تغطية: محمد ديبة

تناولت الجلسة الثالثة التي عقدت تحت عنوان الناطق الرسمي الأجنبي: دور متزايد . . وتأثير ملتبس العديد من الأسئلة الحيوية عن مدى إسهام تواجد الناطقين الإعلاميين الأجانب في تحسين صورة سياسات دولهم لدى الجمهور، وما يقوله الناطقون الحكوميون عن أدوارهم ومهماتهم، وإسهام إتقان بعض الناطقين للغة العربية في تقريب المسافات ووجهات النظر، وأبرز التغييرات التي طرأت على أدوارهم مع التحولات التي شهدتها المنطقة العربية .

وقالت الإعلامية زينة يازجي من مؤسسة دبي للإعلام التي أدارت الندوة: إن ثمة خيطاً رفيعاً محرماً يفصل بين السياسي والإعلامي، مهما ارتفعت درجة المصلحة المتبادلة بينهما، مما أنتج وجود المتحدث الرسمي الذي يمثل خلطة سحرية نصفها سياسي ونصفها الآخر إعلامي، يوضح أحياناً ويزيد غموضاً في أحيان كثيرة، يحاول أن يجعل من الصحفي أداة إعلانية مجانية، وأحياناً مأجورة لتسويق بياناته وخطه السياسي .

وإذا كان دور المتحدث الرسمي الإعلان، فإن دور الصحفي التأكد والتدقيق والمتابعة، وأي تواطؤ بين هذين الطرفين، يمثل جريمة كبيرة يسقط صاحباها حين يكتشف الجمهور الحقائق .

وقدم براد ستابلز الرئيس العالمي لإبكو العالمية المتخصصة في مجال استشارات الاتصال والعلاقات والسياسات العامة دراسة أجريت بالتعاون مع نادي دبي للصحافة، وشملت 300 شخص من قادة الرأي ممثلي وسائل الإعلام في الوطن العربي، لرصد آرائهم وانطباعاتهم حول أداء الناطقين الإعلاميين باسم الحكومات، حيث بينت الدراسة أن 80% ممن شملتهم يتفهمون ويتقبلون دور الناطقين باسم الحكومات الأجنبية الذين يتوجهون بخطاباتهم ورسائلهم للعالم العربي، وأن 47% يفضلون أن يتحدث الناطقون باسم الحكومات الأجنبية باللغة العربية، مقابل 43% يفضلون أن يتحدث الناطقون بلغاتهم الأجنبية، على أن تتم ترجمة كلامهم إلى العربية . ويعتبر 95% أن وسائل الإعلام الأجنبية تتمتع بالمصداقية، و55% يرون أن متحدثي الحكومات الأجنبية لديهم مصداقية .

كما بينت الدراسة أن المتحدثين الرسميين باسم فرنسا وتركيا الأكثر مصداقية بين من شملتهم الدراسة، الأمر الذي فسره ستابلز بأن فرنسا أكثر خبرة وتجربة في هذا المجال في العالم العربي من سواها من دول الغرب .

من جهته، وافق الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان، على ما تم عرضه تقرير تلفزيوني في الجلسة عن المقارنة بين المتحدثين الرسميين عن الحكومات العربية ونظرائهم في الحكومات الأجنبية .

ورأى أنه من الصعوبة البالغة الاتصال أو التواصل مع المتحدثين باسم الحكومات العربية ممن هواتفهم مغلقة في الغالب، وإن استجابوا للاتصال، فلا شيء لديهم يقدمونه أو يضيفونه، لأن صلتهم أصلاً منقطعة عن رؤسائهم .

فيما يكون الاتصال مهماً للغاية مع المتحدثين باسم الحكومات الأجنبية، لا سيما في أوقات الأزمات في الوطن العربي، حيث يحاول الإعلاميون استقراء سياسات بلدانهم والتغيرات أو التطورات فور حدوثها في هذه السياسات .

واعتبرت جنيفر راساميمانانا المتحدثة الرسمية باللغة العربية، بمكتب التواصل الإعلامي الإقليمي في دبي، بوزارة الخارجية الأمريكية، أنه ليس من مهمة المتحدث الرسمي أن يطلق التوقعات والآراء، بل إعطاء الموقف الرسمي لدولته حول أي موضوع، ومن دور أو حق الإعلامي بعدها أن يستضيف محللين سياسيين لتحليل الموقف وتفسير ما وراءه، وبالتالي يجب أن يكون كلام المتحدث بالنسبة للإعلامي جزءاً من الخبر، وليس الخبر كله .

وأقرت بأن شرائح من المجتمعات العربية لا تولي المتحدثين الرسميين الأجانب ثقة، معتبرة أنها غير قادرة على تغيير انطباعات الناس، وأن هذا ليس من مهمتها أصلاً .

من جهتها قالت روز ميري ديفيس الناطقة العربية الإقليمية باسم الحكومة البريطانية، السفارة البريطانية في دبي، إن واجبها يتمثل بتحسين فهم الشعوب في الشرق الأوسط لسياسات ومواقف حكومتها، إلا أنها لفتت بالمقابل إلى أن لدورها بعداً آخر هو الاستماع إلى الصحافيين لنقل انطباعاتهم ونبض الشارع إلى حكومتها، الأمر الذي يكون له دور في صياغة السياسات لاحقاً . وأشارت إلى أنها كناطقة رسمية، حيث تتحدث، يجب أن تكون خطوط الحديث واضحة جداً لها .

لقطات

#183; تغريدات على تويتر

مريم بن فهد ومنى بوسمرة واصلتا نقل وقائع ما يدور في جلسات المنتدى عبر تغريداتهما في التويتر، ما شهد تفاعلاً كبيراً من قبل مغردين داخل وخارج الدولة .

#183; نجم المنتدى

كان مقدم برنامج n20comedy على موقع اليوتيوب رجائي قواس، أحد نجوم منتدى الإعلام العربي، حيث تفاعل معه الحاضرون من جيل الشباب بشكل كبير .

#183; جميل عازر مرح

قال الدكتور غانم غباش خلال مداخلته في الجلسة الثانية إن جميل عازر مقدم البرامج في قناة الجزيرة إنسان مرح وليس كما يظهر عبر الشاشة كانسان متجهم، حتى في حال قراءته خبراً سعيداً، ما دفع الناس إلى الضحك مطولاً .

#183; 2000 مشارك في المنتدى

شهد المنتدى حضور ما يقارب من 2000 مشارك من إعلاميين وكتاب وأكاديميين، بينهم 400 شخصية من خارج الدولة، بنسبة زيارة 43% مقارنة مع ما كانت عليه العام الماضي .

#183; حضور طلابي

شهد اليوم الأول من المنتدى حضوراً مميزاً من طلبة الجامعات، حيث اكتظت قاعات وممرات المنتدى بالطلبة، الذين كان همهم الوحيد التقاط الصور مع الإعلاميين البارزين .

#183; اكتظاظ الحضور

لم يتمكن عدد كبير من الحضور من متابعة فعاليات جلسات المنتدى نتيجة اكتظاظ القاعات المخصصة بالحضور لصغر مساحتها، الأمر الذي دفع البعض إلى الخروج من الجلسات ساخطين .

#183; جيل فاشل

قال الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء في وكالة ناسا: جيلنا يعتبر جيلاً فاشلاً، مقارنة مع جيل الشباب الحالي، الأمر الذي أثار موجة من الاستهجان من قبل الحضور في القاعة خلال حفل افتتاح فعاليات المنتدى، وفي المقابل صفق له الحضور من فئة الشباب مطولاً .

#183; ديكتاتورية الوقت

قال ناصر الصرامي، المدير الإعلامي، قناة العربية: سأمارس القمع والديكتارتورية مع من لا يلتزم بالوقت المحدد، حيث وجهه إلى المتحدثين في الورشة، الذين بدورهم التزموا بالوقت الممنوح لكل منهم، بل إن بعضهم قال مازحاً: انهيت مداخلتي قبل الوقت المحدد .

#183; الحضور وقوفاً

شهدت ورشة العمل الأولى، حضوراً مميزاً من المهتمين، حيث لجأ نحو 50 شخصاً إلى متابعة الورشة وقوفاً، لعدم كفاية المقاعد المخصصة للجلوس، حيث اعتبر بعضهم أن موضوع الورشة شائق ويستحق الوقوف لمدة ساعة ونصف الساعة من دون الشعور بالتعب .

#183; 30 دقيقة تأخير

اشتكى الحضور من تأخر بدء فعاليات الجلسة الثالثة التي تحمل عنوان الناطق الرسمي الأجنبي . . دور متزايد وتأثير ملتبس لمدة تزيد على 30 دقيقة، نتيجة تواصل أعمال الجلسة التي سبقتها، بسبب عدم الالتزام بالوقت المحدد .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"