عادي
«الحمَدين» والملالي في تركيا.. «المصائب يجمعن المصابينا»

غزل بين رئيس الشورى الإيراني والقطري

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
صدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال في قصيدته «أندلسية» التي يقول مطلعها «يا نائح الطلح أشباه عوادينا.. نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟»، إلى أن يأتي لقوله: «إن المصائب يجمعن المصابينا»، فهذا البيت يشرح ويفسر سر العلاقة المتنامية بين «نظام الحمَدين» الإرهابي الحاكم في قطر، ونظام الملالي الحاكم في إيران، فكلا النظامين يعاني أزمات يأخذ بعضها برقاب بعض، وكلا النظامين منبوذ بين شعبه، ومحيطه الجغرافي، وعالمياً.
ففي لقائهما الذي جرى، أول أمس الثلاثاء، في تركيا، على هامش الاجتماع الثالث لرؤساء البرلمانات الأورآسيوية، تبادل رئيسا مجلسي الشورى القطري والإيراني عبارات الغزل والمديح، في بادرة تبين عمق العلاقات بين البلدين في مرحلة يمران بها بأزمة مع محيطهما الإقليمي بسبب «دعمهما للإرهاب»، وتدخلهما في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
ووفقاً لوكالة البرلمان الإيراني «خانه ملت»، خاطب رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله آل محمود، نظيره الإيراني علي لاريجاني قائلاً: «أنت رجل حكيم، وتعرف المنطقة جيداً، ولدينا الكثير من الاحترام لك، ولإيران».
ورد لاريجاني مديح آل محمود، واصفاً الدور القطري ب«الإيجابي في المنطقة».
وفي إشارة إلى قيام دول محور مكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها مع قطر، قال لاريجاني لآل محمود: «قاموا بخطوات ضدكم ولكن لم يكن لها تأثير، لأنكم تعاملتم مع الأمر بحكمة». وأضاف: «شعوب العالم واعية، تريد العيش بشكل مستقل، ولن تتسامح مع أي هيمنة في العالم».
وفي يونيو/حزيران 2017، قامت 12 دولة، وعلى رأسها، الإمارات، السعودية، البحرين ومصر، بقطع كل علاقاتها مع قطر، وإغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية معها. وعزت هذه الدول سبب إجراءاتها إلى «الدعم القطري للإرهاب، وتدخلها في شؤونها الداخلية».
وحسب التقارير، أدت الأزمة إلى خسائر كبيرة تحملها الاقتصاد القطري في قطاعاته المختلفة.
وأول أمس الثلاثاء، اعتبر لاريجاني العلاقات الإيرانية القطرية «تتطور يوماً بعد يوم»، وأشار إلى المباحثات القائمة بين البلدين في المجالات «السياسية والاقتصادية».
وقال آل محمود أيضاً، إن العلاقات القطرية الإيرانية «جيدة وقوية».
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي برر في افتتاح أعمال الدورة ال148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، في 12 سبتمبر/ أيلول 2017 علاقات بلاده بإيران، قائلاً إنها «دولة شريفة».
وفي تقريرها السنوي لمكافحة الإرهاب الذي يراجع التهديدات الإرهابية في العالم، وردود المجتمع الدولي الذي صدر في سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن «إيران لا تزال أكبر دولة راعية للإرهاب»، وهي تحمل هذا التصنيف منذ سنة 1984»،في عام 2017».
وتشتكي دول المنطقة من التصرفات الإيرانية أيضاً، كتدخلها في شؤون دول الجوار، ودعمها لجماعات إرهابية، منها ميليشيات «حزب الله» في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وبعض المجموعات في دول أخرى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"