عادي

نيروز الطنبولي: الأهل لا يهتمون بتثقيف الطفل

03:17 صباحا
قراءة دقيقتين

أبوظبي: نجاة الفارس

استضافت المنصة الثقافية الإلكترونية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي مساء أمس الأول نيروز الطنبولي في أمسية بعنوان «تحديات أدب الطفل»، وأدارها الكاتب محمد شعيب الحمادي رئيس الهيئة الإدارية للاتحاد في أبوظبي.
وقالت الطنبولي: «يتضمن مصطلح أدب الطفل كل النصوص التي تقدم للطفل أياً كان الإطار الذي صيغت من خلاله، ولذا فنص الأغنية والنشيد والقصة المصورة وفيلم الرسوم المتحركة والمسرحية وحتى فيلم السينما تندرج جميع نصوصها تحت أدب الطفل، ولكي نقدم أدباً يليق بالطفل لابد من مراعاة متطلبات المرحلة العمرية التي نود أن نقدم لها النص، فمرحلة الطفولة مرحلة تتسم بنمو سريع يشمل جميع جوانب شخصية الطفل العقلية والنفسية والانفعالية..إلخ، وفي تلك المرحلة الحساسة تتشكل شخصية الإنسان».
وتابعت: «بالنسبة للتحديات التي يواجهها أدب الطفل في مجتمعنا العربي، ربما تعود إلى أن الاهتمام به يعتبر حديثاً للغاية وتأخر عن باقي المجتمعات الدولية نسبياً، وبالرغم من ذلك فهناك حراك كبير هذه الآونة حوله، كما أن الاهتمام به في تزايد وهذا أمر جيد خاصة أن انعكاسه بدا واضحاً على النتاج الأدبي وجودته، فكتب الأطفال في تزايد مستمر، ولكن حركة النشر ليست بالدرجة المطلوبة لتغطي ما يحتاج إليه الطفل من تنوع وغزارة، وتبقى هناك حلقة مفقودة بين الكاتب والناشر، فالكاتب لديه غزارة في الإنتاج والناشر يستقبل مئات النصوص ولا يمكنه موسمياً إنتاج أكثر من أربع أو خمس قصص، ربما للتكلفة الباهظة التي يتكبدها إنتاج كتب الأطفال ومشاكل تتعلق بالتسويق وهذه من التحديات الكبرى التي يواجهها أدب الطفل، كما أن الرفض المتكرر لنصوص الكتاب يشعرهم بشيء من القهر والإحباط وربما يحيد بهم عن الكتابة للطفل».
وأوضحت أن تحديات الكتابة للطفل لا تتوقف عند حد النشر وصعوبته، بل تتخطاه لما بعد النشر فالمجتمع بوعيه هو الذي يسوق للكتاب أو يحكم عليه بالبقاء على الأرفف، وفي هذه الأيام يلبي الأهل رغبات أطفالهم بعيداً عن الثقافة والقراءة وهذا تحد كبير للمؤلف وللناشر وللمجتمع بأسره.
ولفتت إلى ضرورة الوضوح والمصارحة بين المؤلفين ودور النشر، فسياسات دور النشر واستراتيجياتها لابد أن تكون واضحة حتى يتمكن الكاتب من الوصول للدار المناسبة لنشر توجهاته ونصوصه التي يشعر بأهميتها بما يحقق الوعي العام وتوجهات المجتمع وطموحه لأبنائه ويحقق الرواج للكتاب، كما أن أسباب رفض النصوص يجب ألا تكون غامضة حتى لا يشعر الكاتب بالتعنت من الجهة التي يتقدم لها، بل ويطور من نصه بتراض حتى يحصل على القبول، كما أن تضافر الهمم بين الناشر والكاتب لن يؤتى ثماره إلا إذا قامت المؤسسات الثقافية بالدولة بدعمهم وبالعمل على زيادة الوعي المجتمعي وهذا ما نراه هنا في الإمارات.
وفي إطار إجابتها عن سؤال: «من أين يستلهم كاتب الأطفال أفكاره؟»، قالت: «النص فكرة ترد على ذهن الكاتب ربما تنشأ من خلال ميراثه من الطفولة أو من احتكاكه بعالم الطفل ومشكلاته أو عبر موقف أو مشهد حرك مشاعره وقلمه للكتابة لما تحرك بداخله من الشعور بالمسؤولية تجاه وعي الطفل وتثقيفه، ولكن إذا أردت أن تقدم ككاتب ما هو يجذب الأطفال، عليك أن تعيش في عالمهم».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"