عادي
«الوزاري العربي» يدين «إسرائيل».. والأمم المتحدة تحذر من تدمير السلام

نتنياهو يتوعد بتهويد غور الأردن وشمال البحر الميت

04:31 صباحا
قراءة 3 دقائق

تعهد رئيس الحكومة «الإسرائيلية»، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الثلاثاء، بإعلان ما تُسمى السيادة «الإسرائيلية» على منطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت، إذا ما تم انتخابه وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، مشدداً على أن ذلك سيتم بتنسيق كامل مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وأضاف نتنياهو: إن ذلك يتطلب تكليفي بمهمة تشكيل الحكومة، والتوصل لائتلاف حكومي يلتزم بهذه المبادئ (ضم الضفة)، إضافة إلى استعدادات عسكرية وأمنية، مؤكداً أن «السيادة» على هذه المناطق ستكون إلى الأبد، في حين نددت السلطة الفلسطينية وأكدت أن خطط نتنياهو تحطم كل فرص السلام، كما دان الأردن ضم المستوطنات وفرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت.

وقال رئيس المجلس الاستيطاني في غور الأردن: إن نتنياهو على وشك إعلان السيادة «الإسرائيلية» على منطقة الأغوار، التابعة للضفة الغربية المحتلة. وجاءت تصريحات رئيس المجلس الاستيطاني في الأغوار، قبيل المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو، حول ضم مناطق في الضفة المحتلة و«صفقة القرن» الأمريكية. وقال إن «كل المؤشرات تدل على أن نتنياهو يستعد لإعلان السيادة «الإسرائيلية» على الأغوار». وأضاف أنه سيصدر إعلان أمريكي في هذا الخصوص، في إشارة إلى إمكانية اعتراف الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، بالسيادة «الإسرائيلية» على الأغوار، على غرار ما فعلته بالقدس والجولان.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي جاء في إطار انتخابي دعائي، إن «التقديرات تؤكد أن إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام سيتم بعيد الانتخابات مباشرة»، مضيفًا: «ربما أيام معدودة بعد الانتخابات المقبلة». واعتبر نتنياهو أن ذلك يشكل تحدياً تاريخياً وفرصة تاريخية كذلك ل«إسرائيل».

وأضاف نتنياهو أنه كان ينوي إعلان السيادة «الإسرائيلية» على كافة الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، انطلاقاً من المناطق التي تشكل أهمية استراتيجية وأمنية ل «إسرائيل»، مثل منطقة الأغوار التابعة للضفة الغربية المحتلة. وتابع أنه ينوي إعطاء فرصة للإدارة الأمريكية بطرح «صفقتها»، ومن ثم يبدأ بإعلان السيادة «الإسرائيلية» على مناطق قال إنها تشكل أهمية «أمنية وتاريخية» بالضفة المحتلة، كما تعهد بضم الأغوار بعد الانتخابات «الإسرائيلية» المقررة في 17 أيلول/‏ سبتمبر الجاري.

وأضاف أن باستطاعته استخلاص اعتراف أمريكي بالسيادة «الإسرائيلية» على الأغوار، كما فعل فيما يتعلق بالجولان السوري المحتل. وشدد نتنياهو على أنه ينوي تقديم خطة شاملة لتعزيز الاستيطان اليهودي في منطقة الأغوار، وعلى سائر مساحة الضفة الغربية المحتلة. وعرض خريطة لمنطقة الأغوار بعد «الضم»، زاعماً أن الخريطة تضيف عمقا استراتيجيا ل «إسرائيل» في الأراضي المحتلة وتشمل جميع المواقع «الإسرائيلية».

وشدد على أنه لن يتم ضم البلدات والقرى الفلسطينية في المنطقة، وإنما سيتم السماح للفلسطينيين باستخدام الطرق «الإسرائيلية» التي قد تتيح لهم التوجه شرقا أو غربا.

وقال نتنياهو «يجب علينا أن نصل إلى حدود ثابتة لدولة «إسرائيل»، لضمان عدم تحول الضفة الغربية إلى منطقة مثل قطاع غزة». وأضاف: «هذه فرصة ثمينة لنا، ولأول مرة تأتي، ولن تكون لنا حتى 50 سنة مقبلة، أعطوني القوة لأعزز «إسرائيل» وأمنها. أعطوني القوة من أجل تحديد إسرائيل».

وبعد إعلانه التهويدي بلحظات، لاذ نتنياهو بالفرار، بعدما أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ على مستوطنات غلاف قطاع غزة، حيث كان يشارك في حفل لحزب «الليكود». وقال موقع «إسرائيلي» إن المقاومة أطلقت 5 صواريخ على أسدود، وعسقلان، ومستوطنات «غلاف غزة»، فيما تمكنت منظومة «القبة الحديدية» من اعتراض صاروخين. ونقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن صفارات الإنذار أطلقت في أسدود، حيث كان نتنياهو يحتفل.

وفي هذا السياق، حذّر رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، من إمكانية إعلان «إسرائيل» ضم مناطق من الضفة الغربية. واعتبر أن ذلك يأتي ضمن محاولات نتنياهو لكسب المزيد من الأصوات قبيل موعد الانتخابات المقبلة المقررة يوم الثلاثاء المقبل. وقال اشتية إن «أرض فلسطين ليست جزءاً من الحملة الانتخابية لنتنياهو، وإذا كان يعتقد أنه بضم الكتل الاستيطانية سيربح الأصوات الانتخابية على المدى القريب، فهو و«إسرائيل» الخاسران على المدى البعيد». وتابع رئيس الوزراء: «نتنياهو هو المدمر الرئيسي لعملية السلام، وأي حماقة يرتكبها سوف تعكس نفسها سلباً عليه محلياً ودولياً». ودعا اشتية، دول الاتحاد الأوروبي للمسارعة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لما في ذلك من دعم لحل الدولتين، في ظل المخاطر التي تواجه إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ووصفت المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي تعهد نتنياهو ضم غور الأردن في حال إعادة انتخابه بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي» و«سرقة للأراضي وتطهير عرقي ومدمر لكل فرص السلام». وقالت «هذا تغيير شامل للعبة، جميع الاتفاقيات معطلة. في كل انتخابات ندفع الثمن من حقوقنا وأراضينا. إنه أسوأ من الفصل العنصري. إنه يشرد شعباً كاملاً بتاريخ وثقافة وهوية».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"