عادي
خلال افتتاح فعاليات «قمة المرأة والسلام والأمن» بأبوظبي

الشيخة فاطمة: التآلف القويّ في الإمارات مكّن المرأة

05:18 صباحا
قراءة 11 دقيقة
أبوظبي: رشا جمال

أكدت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أننا نحظى في دولة الإمارات، بحمد الله، بتآلف قويّ، وتلاحم كبير بين القيادة والشعب، حول قيم تمكين المرأة ومبادئها، وتحقيق مشاركتها الحقيقية، في كل مناحي الحياة؛ فالقيادة والشعب في الإمارات، حريصان كل الحرص، على تأكيد مكانة المرأة، بوصفها وسيلة التنمية الناجحة في كل ربوع الوطن، وبفضل ما يتسم به قادة الإمارات من حكمة وبعد نظر، وحرص أكيد، على تنمية المجتمع والإنسان، أصبح لدينا، بحمد الله، إسهام كامل وفاعل للمرأة على كل الصّعد.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموّها، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، خلال افتتاح فعاليات قمة المرأة والسلام والأمن - التوازن بين الجنسين، في مجال الأمن والسلم مفاتيح السلام والازدهار، التي تستضيف أعمالها أبوظبي، تحت رعاية سموّها، على مدار يومين، بتنظيم من مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، بالتعاون مع منظمة المرأة في الأمن الدولي، وهيئة الأمم المتحدة.

وفي ما يلي نص كلمة سموّ الشيخة فاطمة:

«يسعدني أن أحييكم وأن أرحب بكم في هذه القمة العالمية المهمة عن المرأة والسلام والأمن العالمي، وأعبر لكم عن سروري بصفة خاصة لرعايتي لها؛ لأنها أولاً: لقاء عالمي يوفر قنوات فعالة للحوار وتبادل الآراء والخبرات؛ لأن ذلك أصبح الآن أمراً ضرورياً لتحقيق السلام والأمن في العالم؛ ولأنها ثانياً قمة فكرية تركز الاهتمام على قضايا مهمة لها تأثير واضح في مسيرة المجتمعات البشرية، وتمس جوانب الحياة في العالم كله، يسرني وجود نخبة طيبة من المشاركين والمتحدثين في هذه القمة، وبينهم قيادات نسائية عالمية مرموقة يؤكدون بالقول والعمل الأدوار القيادية المهمة للمرأة في كل قطاعات الحياة، ومختلف بقاع العالم. إن ما تسعون إليه، أيها الإخوة والأخوات، في مناقشاتكم ومداولاتكم لتحقيق التوازن بين الجنسين في مجال الأمن والسلام في العالم، أمر قريب للغاية إلى فكري ووجداني، ويعد تجسيداً جيداً لقناعتي الكاملة بحقيقة واضحة، آمل بأن نتفق عليها جميعاً، وهي أن الرجال والنساء على السواء لهم أدوار مهمة في كل مجالات النشاط الإنساني.
إن موضوع هذه القمة يتعلق بهدف إنساني نبيل، هو تعظيم الاهتمام العالمي بكرامة المرأة؛ انطلاقاً مما نشهده في العالم، من معاناة النساء في مناطق الحروب والأزمات؛ بل ومن إدراك متنام بأن للمرأة دوراً محورياً في منع الصراعات، وتحقيق النجاح لجهود تسوية النزاعات، بما يعود على البلدان المختلفة والعالم كله بالسلام والأمن.
إننا في دولة الإمارات نحظى، بحمد الله، بتآلف قوي، وتلاحم كبير بين القيادة والشعب حول قيم ومبادئ تمكين المرأة، وتحقيق مشاركتها الحقيقية في كل مناحي الحياة؛ القيادة والشعب في الإمارات حريصان كل الحرص على تأكيد مكانة المرأة؛ كونها وسيلة التنمية الناجحة في ربوع الوطن. إن قادة الإمارات، ممثّلين بصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيهما صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أقول: بفضل ما يتسم به قادتنا الكرام والأوفياء من حكمة وبعد نظر، وحرص أكيد على تنمية المجتمع والإنسان، أصبح لدينا بحمد الله إسهام كامل وفاعل للمرأة على كل الصعد؛ إسهام يؤدي إلى تحقيق الرخاء والنماء والاستقرار، ويؤكد في الوقت نفسه التزام الإمارات بالانفتاح على العالم، وتعميق التعاون والعمل المشترك مع كل الأمم والشعوب.
أيها الحفل الكريم.
أود أن أنتهز مناسبة هذه القمة العالمية، كي أشير لكم وباختصار شديد إلى بعض الأفكار والملاحظات، التي تدور في ذهني عن دور المرأة في تحقيق السلام والأمن في العالم:

أولاً: نجاحكم في هذه القمة سيتحقق حين تنجحون في توضيح الأهمية القصوى لتحقيق المساواة الكاملة والمشاركة الفعالة في كل المجالات أمام المرأة، كي يستفيد المجتمع من كل ما وهبه الله لها من طاقات وإمكانات، وحتى تكون وبالفعل أداة للتغيير الإيجابي في المجتمع والعالم. عنوان هذه القمة الذي يربط بين المرأة والسلام والأمن يشير إلى منظومة مهمة في النشاط الإنساني، يتعين علينا جميعاً أن نتفهم أبعادها وآثارها المهمة. إنني أتطلع إلى توصياتكم في سبل تمكين المرأة بشكل حقيقي؛ لتؤدي دورها المأمول في نشر السلام والأمن والأمان في العالم كله.

ثانياً: لا بد في هذا المسعى أن نلتفت إلى حقيقة صادمة، وهي أن المرأة تعاني بشكل كبير لا سيما في مناطق الصراع، العنف والمعاملة السيئة. وتواجه في كثير من الأحيان تحديات غير إنسانية، وتعاني ضعف فرص التعليم، وانخفاض مستويات الرعاية الصحية، كما أن أمورها لا تحظى في كثير من الأحوال بالاهتمام المطلوب في مرحلة ما بعد تصفية النزاعات. إن اضطهاد المرأة، وللأسف الشديد، أصبح ظاهرة عالمية سيئة.

ثالثاً: عليكم التأكيد أن المجتمع الناجح في هذا العصر هو الذي يحقق الإفادة الكاملة من المرأة، يوفر أمامها فرص الاشتراك في اتخاذ القرار المجتمعي، وعلى كل المستويات. المجتمع الناجح في هذا العصر، هو الذي يوفر فرص التعليم والرعاية الصحية والمكانة الاجتماعية والمشاركة الاقتصادية للمرأة..

رابعاً: لتحقيق كل ذلك فإنني أدعوكم اليوم لبحث السبل الكفيلة بتوافر عدد من العوامل المهمة؛ وذلك في كل دولة من دول العالم:

- الأول، توافر المعلومات الدقيقة عن أحوال المرأة، لا سيما في مناطق الصراع، واتخاذ ذلك أساساً لخطط عمل سريعة وفعالة؛ لمواجهة كل الحالات والتصرفات غير الإنسانية.

- الثاني، تحديد الأطر المؤسسية سواء الوطنية أو العالمية، وما يرتبط بها أو ينشأ عنها من مستويات ومعايير عن دور المرأة في تحقيق السلام والأمن، والعمل على تحقيق هذه المستويات والمعايير على أرض الواقع. اشتراك المرأة في منع النزاعات وفي فرق المفاوضات وإدارة الأوطان والاستماع إلى وجهات نظرها في كل هذه الأمور، مثل الرجل تماماً قد أصبح الآن أمراً مهماً وأساسياً وإلى أبعد غاية.

- الثالث، أهمية التعاون الوثيق والعمل المشترك مع جمعيات المرأة ومنظماتها في الوطن والعالم، وتأكيد دور مؤسسات المجتمع المدني في تمكين المرأة وحمايتها، وزيادة إسهاماتها في مناطق الصراع.

- الرابع، لابد أن نؤكد باستمرار الالتزام المجتمعي والعالمي بتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. إن هذه القمة العالمية دون شك، مثال على التزامنا جميعاً بدور أكبر للمرأة وتوفير الفرصة أمامها؛ للعمل من أجل السلام والأمن دون تفرقة أو تهديد.

- الخامس، لابد لنا كذلك أن نحتفي بإنجازات المرأة في السلام والأمن، وبما يترتب على ذلك من آثار إيجابية واضحة وملموسة. علينا أن نوفر الشروط اللازمة؛ للاحتفاء بإنجازات القيادات النسائية الناجحة في العالم، وكي تكون هذه القيادات نماذج رائدة نعتز بها وتحذو حذوها النساء جميعاً في كل الدول والأقطار.

أيها الحفل الكريم

في ختام كلمتي، أؤكد لكم من جديد، أهمية المبدأ العالمي النبيل، الذي يتمثل في تحقيق السلام والأمن للجميع؛ للرجل والمرأة، للطفل والمسنّ. أوكد لكم أن تحقيق هذا المبدأ النبيل يتطلب مشاركة الجميع. أؤكد كذلك أهمية إزالة كل مظاهر الاضطهاد أو التحرش أو العنف أو التعذيب لجميع فئات السكان، وتركيزنا اليوم على المرأة. أؤكد لكم أيضاً إيماني القوي بالمرأة وبقدراتها على الإسهام في تقدم المجتمع، وتحقيق السلام والأمن في ربوع العالم.
أشكركم مرة أخرى، وأقدر لكم جهودكم في دراسة هذه القضايا المهمة لخدمة جميع بني البشر في كل مكان.

الحضور

حضر الجلسة الافتتاحية، الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والدكتورة ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وميثاء الشامسي، وزيرة دولة، والشيخة لبنى القاسمي، ومنى المري، العضو المنتدب، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، ونورة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام، ولانا نسيبة، الممثلة الدائمة لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة، والدكتور علي راشد النعيمي، رئيس دائرة التعليم والمعرفة، وأحمد ثاني الهاملي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، رئيس مركز «تريندز»، وعدد من المسؤولين.

جهود ومبادرات

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته «شرّفني عظيم الشّرف، أن أنقل إليكم تحيّات راعية هذه القمّة العالميّة عن المرأة والسّلام والأمن العالمي الوالدة الفاضلة «أم الإمارات» سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، ويأتي ذلك امتداداً طبيعيّاً لما تقوم به سموّها دائماً من أعمال وجهود ومبادرات، باعتبارها نموذجاً وقدوة للقيادات النسائية في تعزيز مكانة المرأة ودورها في السلام والأمن، في العالم كله».
وأضاف: كانت سموّ «أم الإمارات»، هذا العام، على رأس الفائزات من القيادات النسائية المرموقة في العالم، بجائزة «رائدة التّغيير الإيجابي»، التي تقدمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ إننا في الإمارات، نعتز غاية الاعتزاز، بما ورد في براءة تقديم تلك الجائزة إلى سموّها، التي أشارت إلى دورها العظيم في تمكين المرأة في الإمارات والمنطقة والعالم كلّه.
وقال: «إننا نفتخر ونعتز، بدور سموّها الكبير، في تحفيز الأجيال الجديدة وإلهامها، وبحرصها القوي على تحقيق التنمية البشرية الناجحة في كل مجال، وهنا يشرفني أن أشير كذلك، إلى أن المنظمة العالمية للأسرة، قدمت هذا الأسبوع، لسموّها لقب «نصيرة الأسرة»، كما صاحب ذلك إطلاق «جائزة سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك العالمية للأسرة»، لتنضم إلى الجوائز الأخرى المرموقة، التي تدعمها «أم الإمارات»؛ من أجل رعاية الأسرة والاهتمام بشؤون المرأة، وتحقيق التنمية الحقة للأطفال في جميع أنحاء العالم.

نبذ التطرف

وأكدت ريم الهاشمي، في كلمتها، «أن تمكين المرأة يعزز ثقافة السلام ونبذ التطرف والعنف والتمييز»؛ لأن عقد القمة في أبوظبي، يؤكد التزام الدولة بقرارات مجلس الأمن في هذا المجال.
وقالت: «إن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في مجال دعم المرأة، وإتاحة الفرص أمامها؛ للوصول إلى أعلى المناصب القيادية، ورفع نسب مشاركتها في جميع المجالات، عبر بناء قدرات الشابات، وتمكينهن للحصول على تعليم مهني متخصص يدعم التنمية الاقتصادية داخل الدولة».
وأضافت: «إن تعزيز دور المرأة في المجتمعات وإتاحة الفرصة لتمكينها في كل القطاعات يسهم في نبذ العنف والتطرف، وتعزيز السلم والاستقرار في المجتمعات، ورغم القفزات العالية، التي حققناها في دعم المرأة، وتعزيز مكانتها في العالم، فإننا مازلنا نواجه عدداً من التحديات التي تشكل فجوة كبيرة بين ما نسمعه من شعارات عن المرأة ودورها، وما ينفذ على الواقع؛ فتمكين المرأة يجب أن يكون استباقياً وليس مجرد ردة فعل لأي ظروف».

وقالت: إن المرأة والطفل في مناطق الصراعات هما المتضرر الأول، ويدفعان ثمن العنف.
وأوضحت أن الإحصاءات تفيد بوصول عدد المهجّرات في العالم إلى 120 مليوناً، و10 ملايين لاجئة، والفقر ليس السبب الوحيد فيما تعانيه المرأة، ولكن تراخي المجتمع الدولي أحياناً وصنّاع القرار عن مراجعة القوانين وفهم الحقيقية قد يكون سبباً قوياً في عدم تحقيق التوازن بين الجنسين في مختلف المجالات.

تمكين المرأة

وتناولت الجلسة الأولى، قضية تمكين المرأة لتعزيز السلام والأمن في المجتمع، قالت خلالها منى المري: «إن تاريخ دولة الإمارات منذ التأسيس قام على إرساء قواعد التوازن بين الجنسين، ما أسهم في تحقيق السلام والاستقرار داخل الدولة، كما أن ثقافة التوازن بين الجنسين جزء أصيل في ثقافة الدولة، سارت بالتوازي مع رحلة نموها، وكان للقيادة الرشيدة رؤية ثاقبة وحكيمة في هذه القضية؛ إذ يقر دستور الدولة، بالتساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات في المجالات كافة».
وأضافت: «يعد التطور الهائل الذي حدث في مستوى التعليم ومشاركة المرأة في كل القطاعات، خير دليل على إيمان الدولة وقيادتها بأهمية تمكين المرأة، فعند قيام الاتحاد عام 1971 كان عدد خريجات الجامعات 45 امرأة فقط، في حين نرى نسبة خريجات الجامعات تبلغ 75% في كل المجالات، و60% منهن مختصات بالعلوم والفيزياء، كما تمثل المرأة نسبة 46% من سوق العمل في القطاع الخاص، و66% في الجهات الحكومية».
وقالت: «إن دولة الإمارات وضعت نموذجاً للأمن والسلام والرفاهية، وأنشأت مجلساً للتوازن بين الجنسين، وأطلقت عدداً من المبادرات للتشارك في المعلومات وقصة نجاح الدولة، وهي الآن بصدد إصدار دليل يقدم معايير أساسية في القطاع العام والخاص؛ لتوفير بيئة متميزة للمرأة ومشاركتها في القطاعات كافة».

مستقبل المرأة

وأعربت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدولة، عن شكرها لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، على رعايتها لهذا المؤتمر المهم.
وقالت: «إن التعاون الوثيق القائم بين الاتحاد النسائي العام في دولة الإمارات ومؤسسة المرأة في الأمن الدولي، ومؤسسة «ترندس» للبحوث والاستشارات، له أهمية في إثراء مناقشاتنا في المواضيع التي يبحثها هذا المؤتمر».

«داعش»... والمرأة

قال ما يكل براون، أستاذ الشؤون الدولية والعلوم السياسية في كلية أليوت للشؤون الدولية، بجامعة جورج واشنطن، إن مسألة التوازن بين الجنسين لها آثار وانعكاسات مهمة على سياسات الأمن الوطني في مختلف الدول، لأن تنظيم «داعش» الإرهابي كان لديه منهجية واضحة في مسألة التوازن بين الجنسين.

معهد السلام يثمّن جهود «أم الإمارات»

قالت الدكتورة كاثلين كوناست، مديرة سياسة واستراتيجيات مقاربة النوع الاجتماعي بالمعهد الأمريكي للسلام، إن المعهد ينظر إلى سموّ الشيخة فاطمة، بوصفها أبرز القيادات النسائية في تمكين المرأة والسلام والأمن، وتقديراً لدورها أنشأنا منحة دراسية باسمها.

مجتمع متسامح

وأكدت لانا نسيبة، أن دولة الإمارات تؤمن أن تمكين المرأة يدفع إلى التنمية، ويسهم في خلق مجتمع متسامح، مشيرة إلى أهمية دور المرأة في أماكن النزاعات والحروب.
وقالت: رغم معاناة المرأة في أماكن النزاع والحروب، فإنها تستبعد في مرحلة الإعمار بعد انتهاء الحروب، رغم الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به.
وأضافت: «بنظرة تاريخية نجد أن مفاوضات فض النزاع التي يجريها الرجال فقط، غالباً ما تفشل بعد مرور خمس سنوات، فيما تستمر المفاوضات التي تشترك فيها المرأة لفترة تقارب 15 عاماً، ما يثبت قدرتها على التفاوض ودفع عملية السلام».
وأشارت إلى أن تدخل المرأة وتمكينها في بعض الدول أسهم في زيادة الدخل القومي في دول شمال إفريقيا بنسبة 12%، ويتوقع أن تزيد تلك النسبة بحلول عام 2025 لتصل إلى 15%.

مفهوم القيادة لدى المرأة

تطرقت الجلسة الرابعة للقمة - التي ترأسها فيصل بن حريز - مقدم برامج في قناة سكاي نيوزعربية - إلى إبراز تجربة دولة الإمارات في تطوير مفهوم القيادة لدى المرأة، حيث ركَّز المتحدثون على تجربة الدولة في تمكين المرأة كوسيلة لتعزيز الرخاء والسلم في المجتمع، كما سلطوا الضوء على نماذج ملموسة من الأدوار القيادية للمرأة واستعرضوا المجالات التي تمكنت فيها من تحقيق إنجازات كبيرة اتسمت بترسيخ الممارسات الجيدة والتدبير الإيجابي. واستعرض المتحدثون كذلك أمثلة حية من داخل دولة الإمارات حول فوائد تمكين المرأة.
وقالت الدكتورة زبيدة جاسم المازمي،أستاذ مساعد بكلية الشرطة بأبوظبي، والعقيد عفراء سعيد الفلاسي، قائد مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، وشيماء عبدالله الحوسني - محلل ضمن وحدة الدراسات بمديرية الشؤون الدولية بوزارة الدفاع بدولة الإمارات، والرائد دانة حميد المرزوقي، مدير إدارة المشاريع والخدمات المشتركة ومدير مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية.

قرقاش: الإمارات منصة رائدة

قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال مشاركته في قمة «أبعاد التوازن بين الجنسين في مجال الأمن والسلم الدوليين» بأبوظبي، إن الإمارات منصة رائدة لمناقشة قضايا المرأة، وسجلها ونجاحها في ملف تمكين المرأة يؤهلها لهذا الدور.
وأضاف على «تويتر» أن: «الإمارات قطعت أشواطاً ناجحة في ملف تمكين المرأة، وهو أحد أهم إنجازات نهضتنا، الإماراتية الْيَوْمَ لا ينقصها النموذج والمثال، من الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدة الملف، إلى كفاءات نفخر بها في كل ميدان».

إنجاز الخطط الوطنية

قالت مارا ماريناكي، المستشارة الرئيسية لشؤون المساواة بين الجنسين، لدى مكتب العمل الخارجي التابع للاتحاد الأوربي، هناك 69 دولة لديها خطة عمل في المساواة بين الجنسين، ونتمنى أن تستكمل باقي الدول المعنية جهودها في إنجاز خططها الوطنية.

الخدمة الطبية في مناطق الصراعات

استعرضت العقيد الركن الطبيبة عائشة الظاهري، تجربتها في تقديم الخدمة الطبية في مناطق الصراع والحروب في أفغانستان وكوسوفو عام 1991، وقالت: لا بد من وجود المرأة المناسبة في الوقت المناسب، ودور النساء كان له آفاق دولية منذ عام 1990.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"