عادي
تفقدت منطقة الحصن ودعت المواطنين والمقيمين إلى زيارتها

الشيخة فاطمة: الارتباط بالماضي وفهم التحولات من ركائز التطور

06:05 صباحا
قراءة 4 دقائق
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن الارتباط بالماضي وتراث الأجداد وفهم التحولات التاريخية يعدان ركيزتين مهمتين لتطور ونمو المجتمعات الحديثة، إذ يتم من خلالهما العمل على بناء الإنسان والرقي بوعيه من أجل تحسين مستوى الحياة بشكل عام.
جاء ذلك خلال زيارة سموها أمس، لمنطقة الحصن التي افتتحها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسمياً مساء أمس الأول بعد إنجاز دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لمشروع الترميم والتجديد للموقع.
وتتألف منطقة الحصن من أربعة مكوّنات مترابطة، هي: قصر الحصن، والمجمع الثقافي، والمجلس الاستشاري الوطني، وبيت الحرفيين. ويُعد الافتتاح الرسمي لهذه الوجهة الثقافية احتفاءً بتاريخ إمارة أبوظبي العريق وثقافتها الغنية.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «من دواعي الفخر والاعتزاز أن نشهد ترميم الصرح التاريخي الأبرز في أبوظبي، والذي شهد التحولات التي عاشها شعب الإمارات، حيث نجد في موقع الحصن ما يذكرنا بتضحيات الأجداد وتاريخهم العريق في صنع المعجزات وتحدي الظروف القاسية من أجل أن ننعم اليوم بحياة عصرية. إن وجود موقع تاريخي وثقافي بحجم قصر الحصن في قلب أبوظبي كفيل بتذكيرنا بجذورنا ونحن نتوجه إلى مستقبل مشرق وإيجابي دون أن ننسى الإرث العريق الذي تركه لنا الأجداد، وبما يحفظ ذاكرتنا وتاريخنا للأجيال القادمة».
وأضافت سموها: «أبارك للجميع افتتاح منطقة الحصن وأدعو المواطنين والمقيمين إلى زيارة معالمها التاريخية والثقافية والتراثية، والتعرف على تفاصيل تاريخنا وتراثنا القديم والمعاصر، فموقع الحصن قلب مفتوح للجميع وفيه ينبض التاريخ وتتجدد فصول من الإنجازات التي عودتنها عليها دولة الإمارات».
وتجولت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في المجلس الاستشاري الوطني، الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بين العامين 1968 و1970، وجرت فيه العديد من النقاشات المتعلقة بإدارة شؤون البلاد، وكان شاهداً على العديد من القرارات المهمة، كما استضاف النقاشات الاتحادية والوطنية حتى أواخر التسعينيات إلى جانب تطوير الأنظمة الحكومية الحديثة والعصرية على المستويين المحلي والوطني، والتي كانت لها أساساتها في المفاهيم التقليدية للمجلس والشورى.
كذلك، تجولت سموها في قصر الحصن التاريخي الذي تحول إلى متحف يسرد المحطات التي مرت بها أبوظبي عبر التاريخ. واطلعت سموها على معرض الحصن الداخلي بغرفه المتعددة والتي تؤرخ فصولاً وأحداثاً تاريخية مهمة من خلال تتبع تفاصيل الحياة اليومية في الحصن، وكيفية تحول الحصن الداخلي الذي بُني حوالي عام 1795 من برج مراقبة وأصبح مقراً للحكم وللعائلة الحاكمة.
ويسرد المعرض طبيعة الحياة التي عاشها الأجداد وقصة انتقال قبيلة بني ياس من منطقة الظفرة إلى ساحل أبوظبي واستقرارهم فيها، كما يتناول تاريخ توحيد القبائل على يد الشيخ زايد الأول الذي كان يستقبل أفراد المجتمع بمجلسه في الحصن، إلى جانب عرض مقتنيات للشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الشخصية، ثم ينتقل المعرض إلى تطور المدينة الحديثة في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث يعرض جواز سفره الأصلي وغيره من الوثائق المهمة.
وانتقلت سموها إلى القصر الخارجي الذي شُيد في أربعينات القرن الماضي على يد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ويضم غرفاً متعددة منها مجلس الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان والذي أعيد تصميمه.
ومن خلال المقتنيات والصور والمواد الفيلمية يتم شرح أساليب العمارة التي كانت متبعة في ذلك الوقت، وإنجازات الشيخ شخبوط وبراعته الدبلوماسية في إدارة شؤون البلاد وتحدي المحن العصيبة، علاوة على عرض مقتنيات أثرية اكتشفها علماء الآثار في موقع الحصن.
واطلعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على الغرف الخاصة بالعائلة الحاكمة والتي تضم قطعاً أثرية تستحضر الفترة التي عاش فيها الشيخ شخبوط في قصر الحصن، بما فيها الغرف الشخصية لكل من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والشيخة سلامة بنت بطي ومجلس النساء. وتروي هذه الغرف سير من سكنوا القصر والعادات والتقاليد التي ميزت ذلك العصر، بما فيها الحياة الاجتماعية والمناسبات المختلفة للاحتفال والموارد الطبيعية والغذائية التي كانت متوفرة عندها.
وانتقلت سموها بعدها إلى «بيت الحرفيين»، الذي يضطلع بدور ريادي في حماية وصون التراث الإماراتي المعنوي العريق، والترويج له.
وتحقيقاً لهذا الهدف، يقدم بيت الحرفيين برنامجاً شاملاً تتخلله مجموعة من المعارض وورش العمل والبرامج التدريبية التي تركز جميعها على الحرف الإماراتية اليدوية مثل السدو «النسيج البدوي» والخوص «تجديل سعف النخل» والتلي «التطريز»، بما يضمن نقل المعارف والمهارات المتعلقة بها للأجيال القادمة.
والتقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بمجموعة من الحرفيات اللاتي يمارسن حرفاً تقليدية مختلفة، ويعملن على نقل المعارف والتقاليد المختلفة المرتبطة بهذه الحرف إلى الأجيال القادمة.
واختتمت سموها جولتها بتفقد المرافق الخارجية حول موقع الحصن، والتي أعيد تصميم مناظرها الخارجية لتوفر مساحة مريحة للاستمتاع بمشاهد المدينة البانورامية والمساحات المزروعة بأشجار النخيل والغاف، إلى جانب القنوات المائية التي تم تصميمها لتحاكي نظام الري بالأفلاج في الواحات.
ورافق سموها في هذه الجولة عدد من الشيخات والوزيرات وقيادات العمل النسائي. وتحتفي الحِرف اليدوية الموجودة في «بيت الحِرفيين» بالعلاقة الإبداعية والفنية التي طورها الأجداد مع الموارد الطبيعية المحيطة، إذ تمكن الحِرفيون من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من البيئة الطبيعية التي تتميز بثرائها وتنوعها؛ حيث توجد فيها ثلاثة أنواع من الأنظمة البيئية هي النظم الصحراوي، والجبلي، والبحري.. وتعكس الحِرف اليدوية بفضل هذه المهارات إحساساً فنياً عالياً. ولا يقتصر دور هذا التراث غير المادي الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد آخر، على الحفاظ على المهارات العملية فقط، بل يسهم أيضاً في تعزيز القيم الاجتماعية المشتركة المرتبطة بالهوية الإماراتية. (وام)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"