عادي
قصيدة «تناغم» تؤكد عمق الروابط بين المملكة والإمارات

نائب رئيس الدولة: للملك سلمان منزلة رفيعة في قلوب الإماراتيين

05:16 صباحا
قراءة 10 دقائق
دبي: «الخليج»

هو الشعر سيد الكلمة، الناطق باسم الحكمة، المعبر عن المشاعر الصادقة، وهو الميدان الذي يبرع فيه فارس الكلام والفعل، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فها هو يبدع قصيدة جديدة بعنوان «تناغم»، يبث من خلالها مشاعر المحبة والأخوة والتلاحم التي يكنها سموه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في إشارة صادقة وأكيدة على العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين السعودية والإمارات، وتعكس بالضرورة متانة ما يربط بين شعوب الخليج من تلاحم وإصرار على تحدي الصعاب وتحقيق الازدهار والتنمية لشعوب المنطقة.
ما قيل سابقاً، إنما يعبر عن حالة صافية من «التناغم» ارتأى سموه أن يعنون قصيدته بهذه الكلمة، حيث التناغم في إحدى صوره، إنما هو صنو التآلف والتجانس والاتساق، وهو الذي ترجم، وما يزال يترجم أساس العلاقات والأفكار والأحلام التي أثمرت نتائج إيجابية لمصلحة السعودية والإمارات.
في القصيدة استذكار للخيل، وفروسية الخيل، هذا الميدان الذي يبرع فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفيها استحضار لمناسبة فوز فرسان الإمارات بالبطولة الدولية للقدرة التي أقيمت في محافظة العلا، ويبدأ سموه القصيدة التي تتألف من اثنين وعشرين بيتاً بقوله:

طابتْ لأغاني وإبتدىَ عزفْ الألحانْ
                          وتبسِّمَتْ حلوَهْ سحرني هدَبهاَ
إنْ صاغوْا الفضَّهْ هَلْ الشِّعْرْ بأوزانْ
                          فانا أصوغْ منْ المعاني ذَهَبْها
وآزيِّنْ المعنىَ ولا أبنيهْ بنيانْ
                          وآبلِّغ الغايِهْ لعالي سِحِبْها

في الأبيات السابقة ثمة تعابير شعرية ساحرة، تتلاقى فيها حلاوة الكلام، مع دفء المشاعر، في صورة باذخة مركبة من الألحان والموسيقى، التي تصوغ الكلمات قلائد متلألئة من الشعر الموزون الذي يلمع كالذهب.
وسموه في كل ما يكتب من شعر، إنما يدرك أبعاد الكلام، فهو لا يقوله جزافاً، بل هو واضح في ما يقوله لا يترك فسحة لألغاز الكلام وتشظي العبارات، إنما يصوغ قصائده عن وعي وجدارة وحكمة وصور بليغة ومجازات مبتكرة، ولا أبلغ من قوله في هذا الإطار:

وإنْ كانْ قالوا الشِّعرْ منْ نَفثْ شيطانْ
                          فأنا شياطينْ القصيدْ آغَلِبها
حاشا وكلاَّ مالها عندي آذانْ
                          وتقرانيْ أهلْ الكِتْبْ ما أقرا كِتِبْها

وسموه بما أوتي من خبرة في قول الشعر، وسداد الرأي، وبما أوتي من رؤية صائبة أصبح عارفاً بتصاريف البشر وأحوالهم، وهي بمثابة فروسية مضافة إلى فروسيته في مضامير السباق، وفي ما يصدر عنه من أقوال ورؤى، وها هو الشعر كحالة استثنائية عند سموه، يحضر في مناسبة الخيل، كما الشوق، وكما الدم في الشرايين، فالخيل تلهمه بالكثير من المشاعر والأحاسيس، تكمن في دقات وخفقان القلب، فما أجملها من حالة، وما أبرعها من لحظة عامرة بالدهشة والتوصيف.
في الأبيات اللاحقة، يتحدث سموه عن خادم الحرمين الشريفين، بعواطف جياشة، ويشكر الدعوة الكريمة التي وجهها له الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور المسابقة الدولية للقدرة، وهي الدعوة التي استقبلها بحفاوة قلبية غامرة، حيث وصفه ب «شيخ الشيوخ» الذي لا تقف في طريقه أية صعاب إذا رام بلوغ أية غاية أو هدف، وهو الذي يتنزل منزلة رفيعة في قلوب الإماراتيين، وفي قلب سموه بوجه خاص، حيث يقول:

وساعَةْ دعانا حاكمْ الوَقتْ سلمانْ
                          ودايمْ ترانا دعْوتِهْ نرتقِبْها
دعوَةْ ملِكْ لهْ في سما العزْ سلطانْ
                          قلوبنا بغالي ودادِهْ نَهَبْها
شيخْ الشيوخْ اللِّي شبيهِهْ فما كانْ
                          ماتغلِبِهْ حاجِهْ إذا هوُ رَغَبْها
لهْ عندنا مقدارْ عالي وله شان
                          وجينا نلبي دعوته وإنحسبها

كان السباق، كما يصفه سموه مناسبة جمعت أفضل المتبارين، وأفضل الخيل، وانتهى كما توقع سموه بتشريف الإمارات بالفوز، وحصول فرسانها على المراكز الثلاثة الأولى فيه، فيقول:

نلنا الشرف وآقدر بكل عرفان
                          أخويه محمد وناس ندبها

في الأبيات اللاحقة، تركز القصيدة على حسن الاستضافة والإدارة التي بذلتها السعودية في هذه المسابقة الدولية.
ويتابع سموه بذكره لمدائن صالح المنطقة الأثرية في العلا، التي عرفت قديما باسم «الحجر» وتضم موقعاً أثرياً خلاباً في شبه الجزيرة العربية، ثم يختتم قصيدته بتوجيه تحية كبيرة نابعة من القلب إلى السعودية وشعبها، وما تمثله من مكانة عربية وإسلامية ودولية، فيقول:

وزرنا مداين صالح اللي بقرآن
                          الله ذكر سبحانه أنه عطبها
تاريخ حافل ما بحاجة لبرهان
                          من الليالي عبرت عن عجبها
الله يديم الود ويديم الإحسان
                          وتحيا السعودية ويحيا شعبها

نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على صفحة سموه في «انستجرام» قصيدة بعنوان تناغم، جاء فيها:

طابتْ لأغاني وإبتدىَ عزفْ الألحانْ           وتبسِّمَتْ حلوَهْ سحرني هدَبهاَ
إنْ صاغوْا الفضَّهْ هَلْ الشِّعْرْ بأوزانْ           فانا أصوغْ منْ المعاني ذَهَبْها
وآزيِّنْ المعنىَ ولا أبنيهْ بنيانْ                    وآبلِّغ الغايِهْ لعالي سِحِبْها
وإنْ كانْ قالوا الشِّعرْ منْ نَفثْ شيطانْ          فأنا شياطينْ القصيدْ آغَلِبها
حاشا وكلاَّ مالها عندي آذانْ                     وتقرانيْ أهلْ الكِتْبْ ما أقرا كِتِبْها
رزتْ الزِّمَنْ وأدري تصاريفْ الأزمانْ       وآعرفْ دقَّاتْ القلوبْ وعِجَبْها
وللخيلْ عندي شوقْ يجري بشريانْ           اللّهْ غلاها في ضميري وهَبْها
وساعَةْ دعانا حاكمْ الوَقتْ سلمانْ              ودايمْ ترانا دعْوتِهْ نرتقِبْها
دعوَةْ ملِكْ لهْ في سما العزْ سلطانْ            قلوبنا بغالي ودادِهْ نَهَبْها
شيخْ الشيوخْ اللِّي شبيهِهْ فما كانْ              ماتغلِبِهْ حاجِهْ إذا هوُ رَغَبْها
لهْ عندنا مقدارْ عالي وله شان                وجينا نلبي دعوته وإنحسبها
سباق للقدره لخيل وفرسان                    وريس العلا فرصه لمن هو لعبها
وتجمعت لخيار من ذات لعنان               تجري بناموس ولا حد ضربها
سباق قدره له لهايب ودخان                  في نفوس من ساس الخيول وركبها
ولنا تبدى الفوز ظاهر بعنوان               وماكل من راد المعالي كسبها
إلا بصبر وعزم وإصرار وإيمان           ونفوس تتحدى صعايب صعبها
نلنا الشرف وآقدر بكل عرفان              أخويه محمد وناس ندبها
به السعودية لها زاد حسبان                 وفوق الصداره تقدمت في رتبها
ماقصروا في شي ربع وإخوان            وديرة هل العوجا أهلنا عربها
وزرنا مداين صالح اللي بقرآن            الله ذكر سبحانه أنه عطبها
تاريخ حافل ما بحاجة لبرهان             من الليالي عبرت عن عجبها
الله يديم الود ويديم الإحسان               وتحيا السعودية ويحيا شعبها

روح الأخوة

تعبر قصيدة «تناغم» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن روح الأخوة والروابط القوية بين السعودية والإمارات، ومع أنها اتخذت من البطولة الدولية للقدرة التي نظمت في المملكة مناسبة للقول الشعري، إلا أن معانيها تجاوزت ذلك بكثير لتحلق عالياً في سماء الأخوة بين البلدين الشقيقين، ولتنثر الطيب والمحبة في سماء تلك العلاقة، التي هي رمز لسائر العلاقات بين الدول العربية، لما تمثله كل من السعودية والإمارات من مكانة بارزة في الوطن العربي.
تعطرت القصيدة بشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإبراز مناقبه، حيث يسير بالمملكة في طريق نهضة شاملة في كافة المجالات، بما يؤكد ريادتها في العالمين العربي والإسلامي ومكانتها الرفيعة في المحافل الدولية.
لقد صنع خادم الحرمين الشريفين مجداً جديداً للسعودية، يضاف للأمجاد السابقة التي شيدها الأباء والأجداد، وبرزت المملكة كقوة عظمى بين الدول في جميع المجالات وليس الرياضة وحدها، فقد استطاع أن يخلق نهضة شاملة وإنجازات فريدة على المستويات كافة.
وكدأب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقد صنع من النظم حالة ولوحة متعددة الألوان والمشهديات، في نسيج شعري فريد حافل بالبلاغة، وجزالة اللغة، والمفردات الراقية التي جاءت وكأنها قد انتخبت بعناية لتعبر عن المناسبة العظيمة. ما يلفت القارئ أيضا هو العنوان القوي «تناغم»، فهو يشير إلى تلك الحالة الفريدة بين الإخوة الذين تجمعهم وحدة الفكر والرأي والمستقبل والمصير والدين والهوية، مثلما جمعهم ماضي العرب التليد، وتراث العروبة الغني بكل الفضائل والقيم النبيلة.

للخيل شوق يجري في الشريانْ

«تناغم» هو عنوان أحدث قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ولعل سموه اختار لقصيدته هذا العنوان البديع ليعكس من خلالها بطريقته الذكية وخياله الإبداعي، ذلك التناغم بين عالم الشعر وعالم الخيل والفرسان في مضمار التنافس والقدرة على قهر الصعاب.
ابتدأ سموه ذلك التناغم الفريد الذي يندر أن ينتبه له إلا فحول الشعراء وجهابذتهم، بالعزف على أوتار الكلام والصور الجميلة الدلالة، ممهداً لمكانة شعره وقدرته على سبكه في معان وترانيم قل من يحسنها فقال:

طابتْ لأغاني وإبتدىَ عزفْ الألحانْ
                           وتبسّمَتْ حلوَهْ سحرني هدَبهاَ
إنْ صاغوْا الفضَّهْ هَلْ الشِّعْرْ بأوزانْ
                          فانا أصوغْ منْ المعاني ذَهَبْها

وأكد سموه بعد ذلك منهجه الشعري المتمكن حين لخصه في ثلاثة أبيات، قوية التصوير، ومدهشة في الوصف، حيث دخل في تحد شعري مبدع لينقض المقولة المعروفة التي تقرن الشاعر بشيطانه، فيقال فلان أتاه شيطان الشعر، لكن سموه تسامى فوق ذلك، وأثبت أنه يستطيع التغلب على شياطين القصيد، وأن شعره غير متكلف في المعنى، بل هو سهل مسترسل في عذوبته، فقال سموه معبراً عن ذلك:

وآزيِّنْ المعنىَ ولا أبنيهْ بنيانْ
                          وآبلِّغ الغايِهْ لعالي سِحِبْها

وإنْ كانْ قالوا الشِّعرْ منْ نَفثْ شيطانْ
                         فأنا شياطينْ القصيدْ آغَلِبها
حاشا وكلاَّ مالها عندي آذانْ
                         وتقرانيْ أهلْ الكِتْبْ ما أقرا كِتِبْها

يبين سموه لقارئه بعد ذلك في تدفق شعري حكيم مدى ما صنعته تجربته الحياتية من أثر قوي تجلى في شعره، وفي معرفته بأحوال الناس وتصاريف الزمن فقال:

رزتْ الزِّمَنْ وأدري تصاريفْ الأزمانْ
                         وآعرفْ دقَّاتْ القلوبْ وعِجَبْها

بعد تلك الأبيات التي يمكن اعتبارها بداية رائعة للوحة متناغمة تظهر فيها العلاقة بين الشعر ككائن يسكن فضاءات الدهشة ويحلق فيها، والخيل وسباقاتها، يبدأ سموه في استعراض أهمية الخيل عنده، وكيف أنها حازت مكانة وهبها الله لها في ضميره بحيث صار يشتاق لجريانها وسباقاتها ويقصدها حيث كانت فيقول:

وللخيلْ عندي شوقْ يجري بشريانْ
                         اللّهْ غلاها في ضميري وهَبْها

حُب سموه للخيل ولسباقاتها كما يقول في الأبيات اللاحقة تضافر مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لسموه، لحضور السباق الذي أقيم في إطار منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمّل، التي أقيمت في محافظة العلا في السعودية، وشهدت تتويج الفرسان الإماراتيين أبطالا لها، كل ذلك جعل سموه يقول مثنياً على خادم الحرمين الشريفين وعلى خصاله، ومبيناً مكانته في قلبه، ومقداره العالي:

وساعَةْ دعانا حاكمْ الوَقتْ سلمانْ
                         ودايمْ ترانا دعْوتِهْ نرتقِبْها
دعوَةْ ملِكْ لهْ في سما العزْ سلطانْ
                         قلوبنا بغالي ودادِهْ نَهَبْها

ثم استهل سموه الأبيات اللاحقة بالحديث عن سباق القدرة، وكيف أنه جمع النجاب من الخيل والمتميزين من الفرسان فقال:

سباق للقدره لخيل وفرسان
                         وريس العلا فرصه لمن هو لعبها
وتجمعت لخيار من ذات لعنان
                         تجري بناموس ولا حد ضربها

وأثنى سموه على الفرسان الإماراتيين الذين فازوا بالسباق، وعلى صبرهم وعزمهم وإصرارهم، ونفوسهم التي تحدت الصعاب، وأصرت على تحقيق الفوز الذي هو عنوان ملازم للإمارات فقال:

ولنا تبدى الفوز ظاهر بعنوان
                         وما كل من راد المعالي كسبها
إلا بصبر وعزم وإصرار وإيمان
                         ونفوس تتحدى صعايب صعبها

وعرَج سموه فيما يلي من الأبيات على العلاقة المتميزة التي تربطه بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الذي يقود بلاده نحو الصدارة، وقال معبراً عن ذلك:

نلنا الشرف وآقدر بكل عرفان
                         أخويه محمد وناس ندبها
به السعودية لها زاد حسبان
                         وفوق الصداره تقدمت في رتبها

وأردف سموه مثنياً على كرم الضيافة الذي حظي به في السعودية وعند حضوره للسباق، وكيف أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لم يدخرا أي جهد في إكرامه، وبين أنه زار مداين صالح التي ذكرها الله جل جلاله في القرآن الكريم، حين قص علينا قصة قوم صالح ومصيرهم، وأكد أن كل ذلك يؤكد التاريخ الحافل للمملكة ولتراثها الذي يعطي العبرة لمن يعتبر مما جرى في سير الأولين فقال:

ما قصروا في شي ربع وإخوان
                         وديرة هل العوجا أهلنا عربها
وزرنا مداين صالح اللي بقرآن
                         الله ذكر سبحانه أنه عطبها
تاريخ حافل ما بحاجة لبرهان
                         من الليالي عبرت عن عجبها

وختم سموه بالابتهال إلى الله أن يديم المودة والإحسان وأن تحيا السعودية ويحيا شعبها فقال:

الله يديم الود ويديم الإحسان
                         وتحيا السعودية ويحيا شعبها


المحرر الثقافي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"