عادي
خلال ندوة جائزة الشيخ زايد للكتاب

قيم حكيم العرب حوّلت الإمارات إلى أرض للتسامح

02:34 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: نجاة الفارس

تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب، يوم أمس، ندوة فكرية حول «التسامح في الثقافة والآداب والتاريخ»، وذلك في فندق سانت ريجيس السعديات في أبوظبي بحضور محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.

بدأت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة، وعضو اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح، قال فيها «يسعدني أن أرحب بكم في هذه الندوة، يحكى أن الماجدي بن ظاهر، اعتاد أن يظهر في الحكايات التي تروى عنه، فيستقبل الضيوف، لكننا نجهل أسماءهم، فلا تذكر الحكايات إلا أسماء الأشياء والأشجار، أما الشخصيات، فتنسى، وكأن رمزية الحكايات تقول: إن ذاكرة المكان أبقى، والغافة في حكايات المايدي عادة ما تذكر بالاسم، حيث ظلت الشجرة التي تتخذها الإمارات رمزاً للتسامح حاضرة».

وتابع: «إن التسامح قيمة رفيعة ومهمة في الإبداع، وهي ضرب من الأخلاقيات النبيلة التي يقوم عليها الشعر بشقيه العربي والنبطي، وإن شهدنا دراسات ولقاءات حول التسامح في الدين، إلا أننا لم نطلع حتى الآن على أبحاث معمقة تتناول التسامح في الشعر والسرد والإبداع». وأضاف: لا نزال بحاجة ماسة إلى سد تلك الفجوة وتشجيع هذه الأبحاث.

واشتملت الندوة على ثلاث جلسات حملت الجلسة الأولى عنوان «التسامح.. المصطلح والمفهوم والتطور»، وتحدث فيها كل من الدكتورة ضياء الكعبي أستاذ السرديات والنقد الحديث المساعد بجامعة البحرين، والدكتور رضوان السيد كاتب ومفكر لبناني، والدكتور عبد الله الغذامي أكاديمي وناقد أدبي سعودي، وأدار الجلسة الدكتور خليل الشيخ عضو الهيئة العلمية في الجائزة.

وقالت الدكتورة ضياء الكعبي: «إن مفهوم التسامح مر بتحولات ثقافية كبيرة جداً»، موضحة أن هذا المفهوم غاب عن الفلسفة اليونانية، حيث حضرت قيمة العدل، وتتبعت تطور مفهوم التسامح عبر حقب زمنية، مبينة ما حدث في أوروبا من حروب دينية بين الكاثوليك والبروستانت، وأن التسامح الديني بدأ مع جون لوك الذي دعا إلى الفصل التام بين الدولة والكنيسة، وأن رسالة فولتير في التسامح تعتبر من أهم النصوص التي كتبت في ذلك الوقت.

وأضافت: إن مفهوم التسامح مر بعدة مراحل كثيرة جداً وصولاً للمرحلة التي نعيشها، وهو مفهوم متغير، ويخضع لمراجعة نقدية في الثقافة الغربية، ودخلت فيه أمور كثيرة جداً فلم يعد حكراً على الفلسفة الأخلاقية.

وقال الدكتور الغذامي: «هناك فجوة كبيرة بين ما نقوله عن أنفسنا وما نعامل به غيرنا، وهناك حيل يمارسها الإنسان ضد التسامح»، موضحاً أن النظرية التي تطرح الآن هي التفاوضية الثقافية، وهي تقوم على أربعة أركان هي العدالة والمساواة، والحرية والتعددية الثقافية، وهي تحتاج إلى جهاد عظيم مع الذات أولاً، فنحن أمام حرب مستمرة أمام التسامح، ويجب أن نحفز الذات لنتسامح مع الذات.

من جهته تطرق الدكتور رضوان السيد إلى علاقة التسامح بالعدالة الاجتماعية.

مواقف مشرفة

أما الجلسة الثانية، فحملت عنوان «التسامح في فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفكر غاندي»، تحدث فيها تركي الدخيل سفير السعودية في الإمارات، والدكتور ذكر الرحمن رئيس المركز الثقافي العربي الهندي ومركز دراسات غرب آسيا في الجامعة الإسلامية بالهند، والروائي والكاتب الفرنسي جيلبيرت سينيويه، وأدار الجلسة عبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.

وقال عبد الله ماجد آل علي: إن غاندي أنصف مسلمي بلاده، ومواقفه مشرفة في التسامح، وكذلك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استقبل الهندوس وغيرهم، فاتحاً لهم أبواب العمل، وأتاح لهم أداء شعائرهم، ونحن بصدد الحديث عن زعيمين زايد وغاندي استعملا سلطتهما في نشر التسامح.

وأوضح تركي الدخيل أن أثر فكر الشيخ زايد في التسامح والأسس التي وضعها في هذا المجال يلمسهما أي زائر للإمارات، حيث يجد ما يزيد على 200 جنسية تعيش في جو من الإخاء، وتمارس طقوسها الدينية، وهذا امتداد للجذور التي غرسها الشيخ زايد.

وأضاف أن التسامح يقوم على أسس رئيسية، أهمها العدل والمساواة، وهذا ما كان واضحاً منذ البداية لدى الشيخ زايد، حيث سعى لإشراك المرأة، حيث تم فتح المدارس للنساء في فترة المساء، وتكريم المتميزات في التعليم، وأصبحت المرأة مصدراً للفخر، وحرصت الدولة من خلال سياسة واضحة على أن تهيئ الوظائف للخريجات، وصارت المرأة في الإمارات تحصل على راتب مساوٍ لراتب الرجل، وهذا لا يتسنى في بعض الدول المتقدمة.

وقال الدكتور سينيويه: إن التسامح واللاعنف ملمح واضح يشترك بين الشيخ زايد وغاندي، وهما شخصيتان متميزتان بالحس الإنساني العميق، فالشيخ زايد عمل دائماً بمحبة، وبنى دولة في الصحراء، وغاندي لطالما قال: إن مبدأ العين بالعين يجعل العالم أعمى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"