عادي
التقى عدداً من الناشرين والأدباء المشاركين في معرض فرانكفورت للكتاب

سلطان: الكتابة جزء من الحياة وقطعة من القلب

04:31 صباحا
قراءة 4 دقائق
فرانكفورت: «الخليج»

أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الكتابة بالنسبة للكاتب الحقيقي، جزء من حياته، وقطعة من قلبه وشغفه ومسؤوليته الإنسانية، تجاه ما يقدمه إلى القارئ والأجيال الحاضرة والقادمة. ورأى سموّه، أن الكُتّاب الذين يتعاملون بمسؤولية في نشر الحقائق، ينصفون التاريخ، ويحفظون للمستقبل إرثاً معرفياً لا ينضب.
ولفت سموّه، إلى أن هنالك الكثير من المعارف الملتبسة وغير المدعمة بالحقائق، قدمها كُتاب ومؤلفون ومؤرخون، دون أي أدلة أو مراجع موثقة، وأن الواجب يحتم على الكاتب الحقيقي أن يواجه الزيف بالحقيقة، ويواجه المعلومة الملتبسة بالمعلومة الموثقة، ولا يواجههم بالقرارات أو السلطة.
ذكر سموّه، أن بحثه عن الحقائق التاريخية، دفعه إلى زيارة مراكز ثقافية ومكتبات عالمية، ومطالعة المخطوطات التي وثق فيها المؤرخون مشاهداتهم، ولم يركن للظاهر، لأن الحقائق التي يسهل الحصول عليها، قد تكون هشة ولا تشبع شغف الباحثين عن الحقائق والمؤلفين الملتزمين. ورأى أن لا شيء يضاهي سعادة الكاتب عندما ينتهي من تأليف كتاب، والمؤرخ عندما ينجح في كشف غموض مرحلة تاريخية ما.
جاء ذلك في حديث لسموّه، خلال حفل عشاء نظمته هيئة الشارقة للكتاب في «بيت الأدب» - مكتبة البلدة القديمة - في مدينة فرانكفورت الألمانية، ليلة الثلاثاء، عشية انطلاق فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
ووقع صاحب السموّ، خلال حفل العشاء، أحدث أعماله الأدبية التاريخية، رواية «بيبي فاطمة وأبناء الملك» التي تتحدث عن قصة امرأة طموحة، تتشبّث بحكم ملوك هرمز الزائل، في ظل الاحتلال البرتغالي لمملكتهم. وقدم سموّه، من خلالها، وصفاً تفصيلياً للحياة الاجتماعية في هرمز، مع عدم إغفال الأوضاع العسكرية والسياسية والاقتصادية التي كانت سائدة.
وذكر صاحب السموّ حاكم الشارقة، خلال التوقيع، أنه كتب الرواية في ستة أسابيع فقط، مستندا في استقاء حقائقها إلى ما يزيد على 35 مرجعاً تاريخيًا. وقال سموّه «رغم الجهد الكبير الذي يبذل في كتابة المؤلفات والروايات، فإن الكاتب دائماً يجد سعادة كبيرة عند الانتهاء من كتاب وضع فيه كمًّا من الحقائق والتجارب التي يأمل بأن تساعد في إيصال المعارف وتوثيقها».
وقد اشتملت الرواية على ستة فصول بعد المقدمة، حيث جاء الفصل الأول بعنوان «هرمز»، قدم فيه الكاتب لمحة لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ووصفا دقيقًا لما تميزت به من موارد طبيعية، ومقومات جغرافية، مكّنتها في أن تكون واحدة من أهم المناطق التجارية، وميناء بحرياً هو الأشهر في تلك الحقبة، فضلاً عن كونها سوقًا تجمع منتجات الشرق والغرب.
أما الفصل الثاني، فحمل عنوان «الملك فروغ شاه»، وبدأ الحديث فيه من عام 1588، حيث الوصف الدقيق للحياة الاجتماعية في هرمز، وخاصة حياة القصر والأمراء والوزراء، وما حصل بينهم من زواجات وخلافات، تتبعتها الرواية حتى نهايتها.
أما الفصل الثالث «الأمير فيروز شاه»، فيسرد الكاتب فيه، كيف آل ملك مملكة هرمز إلى هذا الأمير، وما رافقه من خلافات وصراعات، انتهت بتنازل والده عن الملك.
والفصل الرابع تناول «بيبي فاطمة» وهي بطلة هذه الرواية، حيث تبدأ أحداثه من عام 1601، حينما تزوج الملك فيروز شاه بيبي فاطمة عنوة، إلا أن الوفاق لم يحالفهما، إلى أن أعلنت دخولها الدين النصراني.
ويستعرض سموّه، وبطريقة سردية مشوّقة مسيرة «بيبي فاطمة» الحافلة بالأحداث المبنية على علاقتها بالملوك وأبنائهم، في آخر فصلين في الرواية اللذين جاء الأول بعنوان «الأمير توران شاه» والثاني «الأمير محمد شاه».
وتمتاز الرواية بتقديمها لتاريخ جزيرة هرمز، وتلك المرحلة المهمة في حياة المنطقة، بطريقة روائية، سردية مبنية على الربط الدقيق بين الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي والسياسي، وعلى توضيح نتائج تفاعل هذه المكونات على مستقبل الممالك والإمبراطوريات التي شهد التاريخ بزوغ فجر قوتها، مثلما شهد أفولها واختفاءها، مخلفةً وراءها إشارات على الكيفية التي تشكلت عبرها دول المنطقة وثقافة شعوبها.
وتحدث خلال الحفل الكاتب بن جارود، عالم الأحياء الأكاديمي، مناصر قضايا المحافظة على البيئة، وله مؤلفات عدة في سياق التعريف بأهمية الاستدامة والحفاظ على موارد الكوكب، واشترك مؤخراً في تقديم أحد البرامج التلفزيونية المعروف باسم «أتينبرا والديناصور العملاق»، على قناة «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) مع السير ديفيد أتينبرا.
كما تحدث الكاتب إيان هدسون، الباحث والكاتب المتخصص بالحضارات البحرية القديمة، والاستكشاف البحري العالمي، وحمل آخر كتاب له عنوان «من اكتشف أمريكا: التاريخ المُغّيب لاستيطان الأمريكتين»، وسبق له إلقاء عدد من المحاضرات عن هذه الموضوعات في جامعة أكسفورد، وكلية لندن للاقتصاد، وفي الولايات المتحدة والصين. وتسلّم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال الحفل، من الدكتور جورج أولمز، مؤسس «دار أولمز» للنشر، النسخة المذهّبة من كتاب سموّه «أسطورة القرصنة في الخليج» والمترجم حديثاً إلى الألمانية ومن المقرر إطلاقه خلال فعاليات الدورة الحالية من معرض فرانكفورت.
وحضر الحفل إلى جانب سموّه، علي عبدالله الأحمد، سفير دولة الإمارات، لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعبدالعزيز حمد تريم، مستشار الرئيس التنفيذي، المدير العام لاتصالات الإمارات الشمالية، والدكتور ماجد بو شليبي، الأمين العام للمنتدى الإسلامي، ومحمد خلف، المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وراشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتور عمرو عبدالحميد، مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، وميكايل كولمان، رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، والدكتور جورج أولمز، مؤسس دار أولمز للنشر، وعدد من رؤساء تحرير الصحف الإماراتية، وأصحاب دور النشر والمفكرين والأدباء والباحثين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"