عادي

سعد البازعي: الشعر الخليجي مكون أساسي في “ديوان العرب”

03:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي - عثمان حسن:
استضافت ندوة الثقافة والعلوم مساء أمس الأول في دبي الناقد السعودي الدكتور سعد البازعي في أمسية ثقافية حاضر فيها حول "الأدب الخليجي: المفهوم والسمات"، قدمت الأمسية الشاعرة شيخة المطيري التي عرفت بالسيرة الأدبية للمحاضر وأثنت على دوره الثقافي والنقدي على صعيد الأبحاث والنشاطات والمشاركات العربية والدولية .
حضر الأمسية عبدالغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وبلال البدور نائب رئيس مجلس الإدارة، ود . عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، ود . حصة لوتاه أستاذ مساعد قسم الاتصال الجماهيري - جامعة الإمارات، ود . محمد المسعودي مدير الشؤون الثقافية في الملحقية السعودية في دبي وعدد من أعضاء الندوة وجمهور من المثقفين .
بداية عرف د . البازعي مفهوم الأدب الخليجي، مقارباً إياه بالمصطلح الذي ننسب بمقتضاه الأدب إلى الخليج، وتساءل عن دقة هذا المصطلح معتقداً أنه ليس دقيقاً ولا شاملاً وهو يفسر جزءاً من ظاهرة الأدب المنتج في منطقة الخليج .
وأكد د . البازعي أن الأدب الخليجي في الاستعمال الدارج يشير إلى الأدب المنتج في دول مجلس التعاون الخليجي الست، كما أن الوعي بإشكالية المصطلح مهم ومفيد لكي لا يطغى المصطلح على واقع الثقافة والأدب فيصبح دالاً على الواقع باتساعه، والواقع ليس جغرافياً فحسب، وإنما هو إنساني ورحب رحابة التطلعات والمعاناة، رحابة الإبداع، ومتنوع تنوع الأفراد وقدراتهم على اجتراح الجماليات ومعالجة اللغة برؤى متفردة .
هذا المصطلح، بحسب د . البازعي لا يخلو على قصوره من فائدة وهي أنه يساعدنا على رؤية هوية تتنامى في منطقة مهمة وكبيرة .
وتحدث د . البازعي عن أسباب وجود المصطلح، وأبرزها الحاجة البحثية والمعرفية، والحاجة إلى ضبط الظواهر التي تنزع للتفلت من عقال اللغة الوصفية، وحيث كان المطلوب البحث عن مصطلح أقدر على تحقيق الهدف، ويتضمن ملامح أو سمات واضحة، وتتبع محاولات البحث عن مصطلحات أخرى، مروراً بما اقترحه في بداية اشتغاله بدراسة أدب المنطقة قبل حوالي خمسة وعشرين عاماً، حين قال ب"ثقافة الصحراء" الذي رأى فيه بعض القيمة كونه يشير إلى الحنين الذي ربط كثيراً من الإبداع الخليجي بالثقافة قبل المدنية، وهو الحنين إلى ثقافة البدوي، ثقافة البر والرمال والأهازيج، وأهم من ذلك إلى أنفة البدوي ونقاء الصحراء، وهي صورة رومانسية بالطبع، وبعيدة عن أي جوانب سلبية وواقعية لحياة الصحراء وما فيها من قسوة .
وتحدث د . البازعي عن نماذج أدبية خليجية كالسعودي محمد الثبيتي الذي نعت نفسه بالبدوي وهو أبعد ما يكون عن البداوة في أسلوب حياته وثقافته، والشاعرة الكويتية سعدية مفرح التي كتبت عن الصحراء والخيام ونقاء البداوة، والعماني سيف الرحبي والإماراتي الراحل أحمد راشد ثاني والبحريني علي الشرقاوي وغيرهم، فالهاجس الذي ينبغي أن نلمسه عندهم هو هاجس الهوية والانتماء، وليس الصدور الفعلي عن المكان، ذلك الهاجس ترك أثره ليس فقط على الجانب الموضوعي أو الثيمي في الأدب وإنما أيضاً على جماليات اللغة والصورة والإيقاع .
وأكد د . البازعي على مركزية الشعر في منطقة الخليج الذي صار مكوناً أساسياً من مكونات الشعر العربي المعاصر، كما تتبع ما يقال عن السرد القصصي والروائي الذي يشهد اليوم حضوراً لافتاً وقوياً في المشهد السردي الخليجي المعاصر، مستشهداً بفوز عدد من الروائيين الخليجيين بالجوائز العربية ووصول عدد من الروايات للقوائم النهائية في عدد من الجوائز، لاسيما جائزة البوكر العربية .
وطرح د . البازعي سؤال السمات التي يتميز بها الأدب الخليجي الذي يعيد مرة أخرى إلى سؤال الهوية وإلى المصطلح، ويتلخص حول الإضافة الإبداعية التي مثلها أدب هذه المنطقة من حيث ملامحه التاريخية والجغرافية والثقافية الاجتماعية؟، وكيف انعكس ذلك جمالياً أو أدبياً على النصوص بحيث يمكن لأحد أن يقول هذا أدب من تلك المنطقة وليس من غيرها؟ وأجاب بقوله "ليس بمقدور هذه الملاحظات تقديم إجابة وافية على السؤال لكنها ستقدم بعض ما قد يؤدي إليه، لكن السؤال نفسه قد يكون محل تحفظ لدى البعض من منطلق أنه يقيد الإبداع ضمن بيئة معينة، ومع ذلك سأذكّر بالمقولة الشائعة بأن العالمي ينطلق من المحلي، أهم ما أنتجته البشرية من أعمال جاءت منغرسة في بيئتها، منطلقة من اختلافها وتفاصيلها .
من جهة أخرى، توقف د . البازعي عند "سمات" الأدب الخليجي، معتبراً أن أهمها قضية المرور عبر برزخ الحداثة من مجتمعات بدوية أو زراعية أو بحرية بسيطة إلى مجتمعات تعيش إشكاليات التحديث في القرن العشرين ثم الواحد والعشرين، وهذه قضية كبرى ليس في أدب المنطقة فحسب وإنما أيضاً في مناطق كثيرة من الوطن العربي .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"