عادي
خلال جلسة حوارية في برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة

نورة الكعبي: القيادة حريصة على الارتقاء بواقع اللغة العربية

03:52 صباحا
قراءة 3 دقائق

أبوظبي:«الخليج»

تتواصل فعاليات «برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة» في دورته الثالثة للأسبوع الثاني على التوالي، حيث عقدت، أمس، في أبوظبي جلسة «الهوية الثقافية في الخطاب الإعلامي»، تطرقت خلالها نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى أهمية التمسك بالهوية العربية لنجاح الإعلامي وتميزه، وواقع المحتوى العربي على «الإنترنت».
وأشارت إلى حرص القيادة الرشيدة على الارتقاء بواقع اللغة العربية، وتسريع وتيرة إنتاج محتوى علمي ومعرفي عربي، يعكس الإرث الحضاري والثقافي للمنطقة التي كانت مصدراً للعلوم والمعرفة، وأحدث الابتكارات، حيث تجسد هذا الاهتمام بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإصدار «تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية»، ليكون أساساً ننطلق منه لمعرفة التحديات، والإسهام في وضع الخطط والاستراتيجيات التي تمكننا من تطوير أساليب مبتكرة لنشر العربية على نطاق واسع، في كل القطاعات العملية، والثقافية، والمعرفية.
ويشارك في البرنامج الذي ينظمه مركز الشباب العربي، برعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس المركز، 100 شاب وشابة من عُمان، والمغرب، والعراق، والأردن، والسعودية، وتونس، وسوريا، وجزر القمر، والكويت، والجزائر، والسودان، واليمن، والبحرين، وموريتانيا، ومصر، وفلسطين، ولبنان، والإمارات، وليبيا.
وقالت الكعبي «الهوية العربية ليست مظهراً خارجياً فقط، بل سمات أخلاقية، وصفات إنسانية لطالما تميزت بها منطقتنا التي كانت مهداً للحضارات الإنسانية، والديانات السماوية، ولدينا الكثير من الإنجازات التي تجعلنا قادرين على التواصل مع الثقافات الأخرى لنقل تراثنا الحضاري والإنساني العريق، بمواكبة التطورات الجارية في العالم واعتمادها في كل المجالات. ونعتمد في ذلك كل ما هو إيجابي من ابتكارات وتوجّهات عالمية، ونحرص على توافقها مع بيئتنا العربية والإماراتية، خصوصاً أن الإمارات تشكل ملتقى للتنوع الثقافي، باحتضانها مقيمين من كل العالم، يثرون ثقافتنا، ويستمدّون منا غنى ثقافياً ينشرونه في دولهم».
وتابعت «تراجع اللغة العربية، وعدم قدرتها على مجاراة كمية المحتويات التي تنشر باللغات الأخرى تتطلب منا جميعاً العمل معاً لمعالجتها، وابتكار أساليب سهلة للإلمام بها وتعلّمها، ابتداءً من المدارس، مروراً بالجامعات، وصولاً إلى المؤسسات العلمية، إلى جانب التركيز على أدوات تواكب عصر الانفتاح المعلوماتي ونشر المحتوى بالطرق الحديثة بدل الاعتماد على الوسائل التقليدية».
وقالت للمشاركين «ستحملون على أكتافكم مسؤولية تصحيح المفاهيم الخطأ، وإنارة الرأي العام المحلي والعالمي بقضايانا، فنحن لا نعيش في مكان منعزل، بل دولة لها دورها الكبير والمحوري ثقافياً واقتصادياً وسياسياً، ولذلك لا بدّ لنا من توافر الكوادر القادرة على تمثيل وجهة نظرنا الرسمية والشعبية بطريقة احترافية، وبمنتهى الكفاءة».
وذكرت أن إلمام الإعلامي بهويته الثقافية، يمنحه القدرة على الوثوق بنفسه، لاستناده إلى خلفية ثقافية راسخة تؤهله لمناقشة مختلف القضايا، وطنياً محلياً، أو إنسانياً عالمياً، ولذلك يتعين عليكم بوصفكم قادة وإعلاميين في المستقبل، إدراك حقيقة مهمة، وهي أن حجم تأثيركم الإيجابي مرتبط بمدى عمق ثقافتكم الوطنية، واتساع ثقافتكم العالمية، فكلما كنتم ملمين بمعطيات هويتكم الثقافية المحلية، كنتم الأجدر لتمثيل وطنكم على مختلف المنصات الإعلامية، وأمام الجمهور والمتابعين محلياً، ودولياً.
وخلال جلسة حوارية أخرى بعنوان «دور وسائل الإعلام في مكافحة التطرف»، تناول مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز «هداية»، استراتيجية المركز في مكافحة التطرف وتأكيد مبدأ التعايش، التي تقوم على محاور عدة يعد الإعلام جزءاً لا يتجزأ منها.
وقال: مواقع التواصل هي اليوم ملاذ للكثير من الجماعات المتطرفة التي تسعى عبرها إلى نشر أفكارها المتطرفة، بتوظيف طاقاتها عبر هذه الوسائل لاستمالة الشباب وإيهامهم بالوقوف إلى جانبهم في القضايا التي تشغلهم.
وأضاف «هدفنا في مركز هداية توعية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة، ونعمل في هذا الإطار وفق خطة استراتيجية تقوم على إجراء البحوث، وتبني برامج لبناء القدرات، ومبادرات لتعزيز ثقافة الحوار البناء وإدارة قنوات للاتصال والإعلام، لجعلهم عناصر على درجة عالية من المسؤولية تجاه مجتمعاتهم، بتعزيز انتماءاتهم الوطنية والتوظيف الأمثل لقدراتهم في دفع مسيرة البناء في بلدانهم».
وأوضح: يقوم نموذج عملنا على تنمية المعرفة لكونها ركيزة أساسية في التصدي لخطابات العنف والكراهية، حيث نتبنى في هذا السياق برامج لتطوير مهارات التفكير النقدي، وتنمية القدرات على تحليل الأفكار وتقييمها في مراحل مبكرة، بإشراك الشباب في الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية الهادفة إلى تنمية قدراتهم.
واشتملت أجندة اليوم الثاني من البرنامج في أبوظبي، على ورشتي عمل بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في دبي، تناولت الصحافة المتنقلة، ومهارات التحدث والتواصل، إلى جانب ورشة أخرى، بالتعاون مع شركة «إميجنيشن» في أبوظبي، عن صناعة الأفلام في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"