عادي
مستوحى من كتاب حاكم الشارقة عن مقاومة الغزو البرتغالي

«خورفكان 1507» ملحمة تاريخية تروي بطولة أبناء الساحل الإماراتي

04:42 صباحا
قراءة 5 دقائق
في توليفة سينمائيّة مبهرة، وحكاية تسرد تاريخ مقاومة المحتل، يروي فيلم «خورفكان 1507» المستوحى من كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي سبتمبر 1507»، صمود المدينة، وتلاحم أبنائها بعد تعرضها لغزو برتغاليّ خلال القرن السادس عشر الميلادي.
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ونفّذته شركة «جيت جو فيلمز ليميتد»، المتخصصة في الإنتاج السينمائي للأفلام التاريخية، الحملة البرتغالية الثالثة التي شنّها أسطول القائد البحري والسياسي ألفونسو دي ألبوكيرك مستهدفاً بها منطقة الخليج العربي وسواحل الدولة الشرقية من 1504 إلى 1508، وما قابلها من صمود وتحدٍ من أهالي مدينة خورفكان الذين سطّروا ملامح مقاومة بطولية طوال أيام الاجتياح.
وحظي العمل بمتابعة متواصلة من صاحب السمو حاكم الشارقة، إذ شهد سموه تصوير المشاهد الأولى، إلى جانب متابعة سموه وبشكل متواصل لخط سير العمليات الإنتاجية ومواقع التصوير، والأزياء. وراقب سموه عن كثب أداء الشخصيات وانسجامها مع النصّ، ما عكس الحرص الكبير على الخروج بعمل سينمائيّ مبهر يروي جزءاً مهماً من سيرة المنطقة والشارقة.
أحداث عرض الفيلم الذي أنتج بنسختين عربية وإنجليزية لأول مرة أمس الأول في حفل خاص عقب انتهاء بث مراسم افتتاح مشروع طريق خورفكان وعدد من المشاريع الجديدة، التي نُقلت مباشرةً عبر قنوات الهيئة جميعها: تلفزيون الشارقة و«الشرقية من كلباء» و«الوسطى من الذيد» وإذاعة الشارقة.
يصور الفيلم في مقدمته حالة تناغم العيش التي كانت خورفكان تتميز بها حسب ما ورد في مقدمة كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة. وتدور الأحداث حول قصة المدينة الوادعة المسالمة التي يسكنها عدد من القبائل المحلية وبعض من أهالي الدول المجاورة مثل الهند والساحل الفارسي في جو من الوئام والتعايش، وكانت تتبع مملكة هرمز في ذلك الوقت ويدير شؤونها الوالي التابع لها، كباقي المناطق المجاورة.
سرعان ما تغيّرت الأحداث عندما ظهر الأسطول البرتغالي المكون من ست سفن يقودها ألبوكيرك ومجموعة من النبلاء يطاردون قارباً محلياً (سنبوك) يحاول الهرب شمالاً ناحية هرمز، وعندما وصل خورفكان انعطف خلف جزيرة صيرة خورفكان (جزيرة القرش حالياً) ليخبر الأهالي بأن البرتغاليين اقتربوا منها.
يلعب دور البطولة في العمل السينمائي الضخم الفنانان القديران السوري رشيد عسّاف في دور القائد البرتغالي ألفونسو دي البوكيرك، والإماراتي أحمد الجسمي، إلى جانب نخبة من الفنانين العرب والمحليين مثل قيس الشيخ نجيب وقاسم ملحو ومحمد العامري، والراحل حميد سمبيج، ود.حبيب غلوم، ومنصور الفيلي، وعبد الله بن حيدر، وعبد الرحمن الملا، ومحمد جمعة، وأشجان، وبدور، والطفلان عبدالرحمن المرقب في دور «علي» وعبدالله الجرن في دور «عمر». وشارك في تنفيذ الفيلم الذي أسندت مهمة إخراجه للمخرج العالمي الإيرلندي موريس سويني، أحد أبرع المخرجين لمثل هذه النوعية من الأفلام التاريخية، أكثر من ثلاثمئة شخص ما بين طاقم التمثيل وعمليات الإنتاج.
وتمت جميع مراحل التصوير على شواطئ خورفكان وفي مزارعها وجبالها ومدينتها القديمة، وتولاه مدير التصوير العالمي الإيرلندي ريتشارد كيندريك. واختيرت الأماكن بعناية فائقة لما تتميز به من شبه كبير بالمواقع التي حصلت فيها الأحداث الحقيقية.

موريس سويني: ركزت على إظهار اتحاد الأهالي

الأيرلندي موريس سويني، مخرج العمل، يقول: «أردنا من خلال الفيلم أن نُظهر اتحاد أهالي المدينة ومقاومتهم للمحتل، من خلال تفانيهم بالدفاع عن أنفسهم، وبالأخص خلال الغزو الذي تعرضت له آنذاك، وكانت هذه هي أهم الأفكار التي أردت أن أبرزها من خلال العمل، ومما لا شك فيه أن العناصر الرئيسية التي بنيت عليها ملامح الفيلم، هي المدينة ذاتها التي ما زالت ملامحها ماثلة في خورفكان، بالرغم من التطور العمراني الذي نشهده، كما أن الأهالي الذين حضروا العرض يتذكرون تلك الفترة من التاريخ، ولهذا يتخذ العمل صيغته التاريخية والدرامية التي تروي الحبكة بشكل متقن».

رشيد عسّاف: رسالة لكل عربي عن قيمة الأوطان

الفنان السوري رشيد عسّاف يجسّد في الفيلم دور القائد البرتغالي ألبوكيرك، يقول: العمل هو إعادة تأريخ للمنطقة والطرح الذي تطرق له يتحدث عن واقع موازٍ سواء على صعيد المشهدية السينمائية التي رأيناها أو الواقع الذي يعيشه الوطن العربي، إلى جانب المعادلة الدرامية والإنسانية البسيطة التي حققها وتتجلى في نقل واقع عاشه أولئك الناس ولا نعرفه فنتذكره الآن ، فالفيلم عنوان بسيط ورسالة لكل عربي بأن هذه هي أوطاننا وبدمائنا نحميها، كما أنه تلخيص لمعنى التضحية والإيمان بأن الأوطان تحررها سواعد أبنائها ».
وتابع: عندما قرأت النص واطلعت على السيناريو لمست الرعب الذي يكتنف شخصية القائد البرتغالي ، عدت إلى كتب التاريخ لأتعرف عن كثب على هذه الشخصية لأدعّم دوري في العمل .

محمد خلف: العمل يخاطب الوعي الجمعي لأبناء المنطقة

قال محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، المنتج المنفذ للفيلم: «إن اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتاريخ المنطقة يشكل إضافة إلى خزانة المعرفة العربية ويفتح مع كل جهد يبذله سموه باباً جديداً على تاريخ وحقائق لم تسرد في كتاب ولم تصل للقارئ الخليجي والعربي والعالمي. والعمل على إنتاج فيلم حول واحدة من المراحل التاريخية المفصلية في المنطقة يكشف توجه صاحب السمو حاكم الشارقة في مخاطبة الوعي الجمعي لأبناء المنطقة نظراً لقدرة الفيلم على تجسيد الواقع ونقله بصورة حية تشكل إضافة إلى المادة التاريخية البحثية وتستلهم من عمقها وحقائقها».
ويتابع: «في 2015 وتحديداً في يناير/‏‏كانون الثاني، بدأ صاحب السمو حاكم الشارقة بالتفكير في فيلم يتحدث عن هذه القصة، ليحقق جملة من الأهداف تكون رسالة للمشاهدين على اختلاف تواجدهم، تشرح لهم تاريخ المنطقة».
ويوضح خلف أن جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في الاهتمام بخورفكان بدأت مبكراً في روايته الشهيرة «الحقد الدفين»، التي صوّرت واحداً من أكثر ملامح التضحية والفداء والبطولة.
ويشير إلى أن العمل يروي الكثير من القصص والبطولات التي حدثت في تلك الفترة خلال اليومين اللذين مكث فيهما ألبوكيرك مع أسطوله.

أحمد الجسمي: «الحاج سليمان» نموذج للإماراتي

قال الفنان أحمد الجسمي، أحد أبطال العمل: الفيلم يروي تاريخ مدينة خورفكان، ويتحدث عن ملمح بطولي سطّره أبناؤها الذين عاصروا ذلك الوقت، ونحن اليوم نفتخر بهذه البطولات التي ترجمت مستقبلاً مشرقاً للأجيال، ولا شكّ في أن نص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلّد تلك الوقائع بنظرة المؤرخ الواثق، لتكون شاهدة للأجيال القادمة على صمود مدينة وتضحيات أبنائها، وما أراده العمل هو نقل الواقع كما كان، وتمرير رسالة تؤكد انتصار الحق في النهاية».
وتابع الجسمي:«شخصية الحاج سليمان التي أؤديها هي نموذج للرجل الإماراتي الذي يضحي بكل شيء من أجل بلاده».

قيس الشيخ: عمل استثنائي يسرد التضحيات

الممثل السوري قيس الشيخ نجيب، الذي يؤدي دور «القائد دو كامبو»، أحد قادة الأسطول الحربي، يوضح أن الشخصية تمتلك فلسفة خاصة ولديها شيء مختلف عن قائد الحملة ألبوكيرك، فكامبو يدعو إلى تحويل اتجاه الأسطول وعدم غزو المدينة، ولا يرى ضرورة لهذا الأمر، بل يعتبره مجرد رغبة في قتل الناس وسفك دمائهم من دون أن يكترث لشيء، وهو ما يجعله شخصية مغايرة ترى ما لا يراه ألبوكيرك، ولا يرى قتل الناس إلا إرهاباً وتنكيلاً من دون جدوى.
وقال: «العمل استثنائي، ينقل للأجيال الجديدة ملمحاً تاريخياً غاية في الأهمية عن المنطقة، ويسرد بعين الشاهد تضحيات أبنائها التي ترسخت في ذاكرة الأجيال، وبلا شك هذا الفيلم واحد من الإنتاجات الضخمة التي نعتز بها على صعيد السينما العربية، ونتطلع لأن يتوالى هذا الحراك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"