عادي
رواية "حب في الزحام" للكاتبة الإماراتية تهاني الهاشمي

واقعية اجتماعية في البعد العاطفي بين الرجل والمرأة

03:16 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحفل الساحة الثقافية الإماراتية بتجارب نسائية رائدة في الشعر والقصة والرواية والتشكيل، وهي تجارب أسهمت إسهاماً واضحاً في تنشيط الحراك الثقافي المحلي ورفد الساحة بنماذج ثقافية متميزة .

تهاني الهاشمي تعد واحدة من بين تلك التجارب الإبداعية المهمة التي حفرت عميقاً في الساحة الثقافية المحلية، وكان لها حضورها الفاعل وتميّزها اللاّفت .

ولجت تهاني الهاشمي الساحة الثقافية الإماراتية من خلال باكورة أعمالها الروائية حب في الزحام، التي تعتبر رواية ذات ميزة خاصة، طرقت ما يمكن أن نسميه المحذور والمسكوت عنه في المجتمع الإماراتي المحافظ، ونسجت خيوطها من واقع المجتمع، وغاصت في أعماقه، وسبحت في مداه، واستحضرت أكثر القضايا إشكالاً في الحياة العاطفية والاجتماعية من خلال تحليل عميق لمفهوم الحب، وتصحيح معناه، وذلك بلغة جميلة وأسلوب آسر .

الهاشمي رغم حداثة تجربتها الإبداعية وبُعْدِ مجالها التخصصي عن الأدب والثقافة وكل ما يتصل بهما، فإن من يقرأ نتاجها يشعر وكأنه أمام قامة فارعة، ذات دربة ومراس طويل في هذا المجال، حيث تتحدث حديث من خَبَر الشيء وأدرك كنهه وأحاط بفنياته وضوابطه بطلاقة ووضوح .

تعيد الهاشمي بداياتها الأولى إلى مرحلة الدراسة، حيث كانت شغوفة بالكتابة والتعبير، وقد أثمرت تلك المرحلة من تجربة الكاتبة مجموعة قصصية استلهمت مواضيعها من الواقع الذي كانت تعيش فيه آنئذ، فجاءت مضامينها متناسقة مع حياة الناس، ولامست خلجات نفوسهم .

وعن مدى تأثرها بمجال تخصصها قالت الهاشمي إن الإبداع لا يرتبط بتخصص ولا يتعلق بشخص، بقدر ما هو توجه وهواية تولد مع الإنسان .

وبخصوص روايتها حب في الزحام ومدى انسجامها مع واقع مجتمع محافظ كالمجتمع الإماراتي قالت الهاشمي إن الغرض من هذه الرواية ليس طرق المحذور ولا تجاوز العرف بقدر ما هو رغبة جامحة في تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الحب وتدقيقها، لذلك اخترت العنوان بعناية حتى يتم إيصال الفكرة التي أردت التعبير عنها، ومن خلالها مخاطبة ليس الشباب فقط، وإنما كافة أفراد المجتمع وفئاته، لذلك مزجت لغتها العربية الفصيحة باللهجة العامية الإماراتية التي تصف جغرافية المكان، وتحمل هوية الفكرة، وتعكس قيمتها، فهي إذاً، رواية إماراتية خليجية تلامس واقعاً اجتماعياً كثيراً ما نتغاضى عن الحديث عنه، ونعرض عن مناقشته نظراً لحساسيته .

وقالت الهاشمي إن الرواية تعد رواية واقعية، وشخوصها مستلهمون من الواقع لا الخيال، وهي لا تحصر الحب في بعده العاطفي بين الرجل والمرأة، بل تتناوله من زاوية أكثر شمولية .

وفي ما يتعلق بالصعوبات التي واجهتها أكدت الهاشمي أنه لم تواجهها صعوبات على مستوى الكتابة والتنسيق لأعمالها، بقدر ما إن الأمر يعود في الأساس إلى دور النشر ومستوى استعدادها للتعامل مع الكتاب، وبخاصة إذا كان الكاتب اسماً جديداً يطرق الساحة الثقافية للمرة الأولى، لذلك عانيت كثيرا من هذا الموضوع، ولكن إصراري ورغبتي في مواصلة المسار جعلني أتجاوز كل تلك العوائق والصعاب التي اعترضتني .

وعن رؤيتها في كتابة الرواية رأت أنه ليس من الضروري أن يبدأ الكاتب بكتابة القصة أولا ومن ثم يشرع، بعد تمرسه واشتداد عوده، في كتابة الرواية التي تعتبر أكبر نفَسَاً من القصة، وأصعب في الحبكة، بل لا يوجد معيار دقيق يحدد هذه القضية، ولكل كاتب أسلوبه ونظرته ورؤيته وتصوره الذي يحفزه على كتابة الرواية أولا أو القصة حسب إمكاناته المعرفية واللغوية واستعداداته النفسية كذلك .

وبخصوص أسلوبها في الكتابة السردية قالت الهاشمي إنها تميل إلى الواقعية وعدم الإغراق في الخيال والغموض والإبهام، لأن الغرض من الكتابة في الأساس، هو إفهام القارئ وايصال فكرة واضحة يستفيد منها في حياته، وتضيف له شيئاً على مستوى تجربته الحياتية . أما الغموض فيجعله ينفر من قراءة الرواية أصلاً، وإن أقدم على قراءتها يملّ من البداية قبل أن يدخل في تفاصيل الفكرة والشخصيات، وبذا لا يعرف المقصود من العمل ولا ما يهدف إليه، وتضيع عليه متعة القراءة والاستفادة معا .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"