أول مسح أثري لمصر.. وديكارت بـ 200 ألف جنيه إسترليني

قطع آلاف الأميال من أجل المشاركة في العُرس الثقافي العالمي معرض الشارقة الدولي للكتاب، روفائيل ريسون الشاب البريطاني المسؤول عن جناح أهم وأضخم شركة عالمية تعمل في مجال المقتنيات التاريخية والنادرة من قديم الزمان ومن مختلف أنحاء العالم.
عالم قديم يحيط بك ليلاحقك ما أن تخطو أولى خطواتك في ذلك الجناح الذي تنبعث منه رائحة التاريخ في إكسبو الشارقة، لا تملك سوى أن تقف وتتأمل وتستسلم لتلك الحالة التي تعيدك إلى الوراء أزماناً وقروناً.
وحده صوت روفائيل واصفاً وشارحاً ذلك العالم الذي يحيط بك كفيل بأن يجعلك تفيق لتجد نفسك واقفاً في جناح المخطوطات القديمة والكتب النادرة الذي يتوسط المعرض.
كنوز نادرة، مخطوطات ووثائق وكتب وخرائط محفوظة في خزائن زجاجية مغلقة، مضاءة بأنوار خافتة، تشعر معها بالفخر لأنك من جنس بني العرب الذين تميزوا بالريادة في كافة المجالات منذ القدم.
اصطحبنا روفائيل في جولة عبر الزمن واختار أن يبدأ من عند الركن الخاص بمقتنيات تخص وتروي منطقة شبه الجزيرة العربية، لنطل على النسخة الأولى من كتاب لورانس العرب، ومجموعة من الصور القديمة التي تسرد بدايات دخول الطائرات.
ومن الجزيرة العربية إلى مصر يوثق المعرض عبر مجموعة من المجلدات النادرة تاريخ مصر والنوبة من خرائط ومخطوطات وصور، مثل أول مسح أثري لمصر في القرن ال 18، وأول كتاب طبي في عالم التشريح يعود تاريخه إلى 1524، وتلك الخرائط من أغلى الكتب سعراً حيث تصل الخريطة الواحدة إلى 750 ألف جنيه استرليني.
ويفاجئنا المعرض بكتاب نادر لشكسبير يضم أعماله الكاملة من تراجيديات ومسرحيات عام 1632، ومن العبقري شكسبير ينتقل بنا روفائيل إلى الطبعة الأولى في «المنهج والبحث عن الحقيقة في العلوم» لديكارت ويبلغ ثمنها 200 ألف استرليني، والأرشيف المسرحي والروائي لأجاثا كريستي، وأول إصدار لكتاب رأس المال، وعليه إهداء من ماركس إلى سيزار دي بايب زعيم رابطة العمال في بلجيكا، والطبعة الأولى لكتاب فرويد تفسير الأحلام ويصل ثمنه إلى ألف استرليني، هذا إلى جانب أطلس تاريخي نادر، والطبعة الأولى من أوائل الكتب التكنولوجية في العصر الحديث.
وعن حركة البيع في معرض الشارقة الدولي للكتاب يختم روفائيل حديثه بالقول: سوق الإمارات من الأسواق المميزة في عالم الكتب النادرة والمخطوطات القديمة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، والحقيقة أن هذه المرة الأولى التي نشارك فيها في هذا الكرنفال الثقافي العالمي، الذي نعتبره إضافة حقيقية لتواجدنا في العالم العربي، لذا فإنني أرى أنها فرصة ذهبية تتيح لنا التعامل مع جمهور عريض من كافة الجنسيات.