عادي
الدوحة تخالف الأعراف الدبلوماسية وتقود صفقات شراء الذمم

احتجاجات في فرنسا وإيطاليا على ترشيح قطر لقيادة «اليونيسكو»

04:13 صباحا
قراءة 4 دقائق
لم يكن تصدّر مرشح قطر حمد بن عبد العزيز الكواري، في انتخابات مدير عام «اليونيسكو» خلال الجولتين الأولى والثانية ثم تساويه مع مرشحة فرنسا في الجولة الثالثة وليد اللحظة، بل سبقه مساع عدّة للدوحة لمحاولة شراء ذمم مندوبين وسفراء دول لضمان التصويت لمرشحها، بعدما ضغط المال السياسي على المنظمة خلال تلك الانتخابات، في حين نظّمت الجاليات العربية وعدد من المواطنين الإيطاليين، تظاهرة أمام السفارة القطرية بالعاصمة الإيطالية «روما»، وذلك بسبب الرشى، التي قدّمتها الدوحة لبعض الدول في انتخابات منظمة «اليونيسكو» لدعم مرشحها، إضافة إلى دعمها للإرهاب في مختلف دول العالم، بينما تظاهر ناشطون أمام مقر «اليونيسكو» في العاصمة الفرنسية باريس، للاحتجاج على إدراج مسؤول من قطر التي تدعم المنظمات الإرهابية ضمن المرشحين لرئاسة المنظمة الدولية.
ورغم التاريخ السيئ لمرشح قطر، وللدوحة في الثقافة، وتورطها في عمليات تهريب آثار، إلا أن مرشحها تصدر جولتين خلال الانتخابات، مما أثار علامات استفهام كثيرة، إلا أن حسابات المعارضة القطرية، فضحت الدور القطري في محاولات رشوة مندوبي ومسؤولي دول وعقد صفقات مع مندوبي المنظمة لضمان فوز مرشحها.
حساب «قطريليكس»، أحد الحسابات المحسوبة على المعارضة القطرية، كشف بعض الصفقات التي قامت بها الدوحة قبل الانتخابات، وكيف استخدم المال السياسي، لمحاولة ضمان فوز مرشحها، حيث أكدت أن مندوبين للمنظمة سافروا قبل أسبوعين للدوحة، حيث أكد الفيديو الذي نشره الحساب الرسمي أن قطر تنشر فسادها في أروقة منظمة «اليونيسكو».
وأضاف الفيديو، أن 10 مندوبين زاروا الدوحة قبل أسبوعين من انتخابات «اليونيسكو»، مؤكداً أن الدوحة صرفت هدايا سخية ومكافآت مالية من أجل دعم مرشح الدوحة، كما كشف عن اجتماع سري لشراء مندوبي دول عربية وغربية في أحد المطاعم في باريس، وتعهدات بعمل منتدى ثقافي دولي سنوي في باريس على نفقة قطر. وكشف الفيديو، تقدّم قطر للتمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة، ومساعدة «اليونيسكو» في سداد ديون المنظمة التي بلغت 329 مليون يورو.
من جانبه، علّق الناشط السعودي، منذر الشيخ مبارك، على الجولة الثالثة من انتخابات «اليونيسكو» قائلاً عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «خسر مرشح الإرهاب أصواتاً كثيرة في الجولة الثالثة.. كثير من الذين رشّحوا الكواري تراجعوا حرصاً على سمعتهم كي لا يلحقهم عار كعار بلاتر» رئيس الفيفا السابق.
وقال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، إن الدوحة دخلت انتخابات «اليونيسكو» لتحقيق هدف من اثنين، الأول: قدرة النظام القطري على الحصول على منصب مدير عام منظمة «اليونيسكو» لكسر الجمود والعزلة الدولية التي تعانيها الدوحة نتيجة مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب لها، والهدف الثاني: هو محاولة إقصاء المرشحة المصرية في الانتخابات.
وأكد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، في تصريحات ل«اليوم السابع»، أن هناك ضرورة لكشف وفضح الدور القطري في استخدام المال والرشى من أجل دعم مرشحه في انتخابات «اليونيسكو»، موضحاً أن هناك محاولات لعمل تنسيق قطري فرنسي لإقصاء المرشح المصري، ولا بد من فضح أساليب قطر غير الشرعية التي استخدمتها في تلك الانتخابات.
من جانبها، قالت النائبة غادة عجمي، وكيلة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، على أي أساس يتم ترشيح مرشح قطر حمد عبد العزيز الكواري، رغم أن قطر دولة داعمة للإرهاب، وبأي صفة تتم تلك اللقاءات بين مرشح قطر وسفراء إفريقيا. وأضافت عجمي، أن قطر هي أكبر دولة داعمة للإرهاب بشهادة المجتمع الدولي كله، فبأي صفة يتم استضافتها وترشيح مسؤول تابع لها لمثل هذا المنصب الرفيع ثم حصوله على تلك الأصوات.
وأكدت الوزيرة المفوضة في جامعة الدول العربية، والمستشارة في منظمة «اليونيسكو»، الدكتورة عبلة إبراهيم، أن مرشح قطر لرئاسة «اليونيسكو» وعد «إسرائيل» بحذف المسجد الأقصى من قائمة التراث الإسلامية بعد قرار «اليونيسكو» اعتبار المسجد الأقصى بأنه تراث إسلامي.
في سابقة هي الأولى، ووصفت بالمخالِفة للأعراف الدبلوماسية، أظهر فيديو قام بتصويره أحد أعضاء الوفد القطري الرسمي المشارك في انتخابات المرشحين لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وهو يتهم وزيرَ خارجية مصر ومندوبَ السعودية بالضغط على بعض الدول المشاركة في التصويت.
ونظّمت الجاليات العربية وعدد من الإيطاليين، تظاهرة أمام السفارة القطرية بالعاصمة الإيطالية «روما» وذلك بسبب الرشاى، التي قدّمتها الدوحة لبعض الدول في انتخابات منظمة «اليونيسكو» لدعم مرشحها، بالإضافة إلى دعمها للإرهاب في مختلف دول العالم.
وشارك في التظاهرة بعض أعضاء البرلمان الإيطالي، منهم نائبة رئيس الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق برلسكوني، ووزير الشؤون البرلمانية جان فولوني وبعض الجاليات العربية، معلنين رفضهم التام للدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة ودفعها رشى في معركة انتخابات «اليونيسكو».
وتظاهر ناشطون أمام مقر «اليونيسكو» وفي العاصمة الفرنسية باريس، للاحتجاج على إدراج مسؤول من قطر التي تدعم المنظمات الإرهابية ضمن المرشحين لرئاسة المنظمة الدولية. وطالب المحتجون بإسقاط ترشح المسؤول القطري، ورفعوا لافتات تشير إلى رعاية قطر للإرهاب. وعبّر المحتجون عن انتقادهم لليونيسكو للسماح لدولة متهمة بالتورط في دعم وتمويل الحركات المتطرفة والعنيفة بالترشح لمنصب يعنى بنشر ودعم الثقافة والفنون.

تهم جنائية تحاصر أسرة الكواري

برزت عدة «علامات استفهام» حول ابنة المرشح القطري لرئاسة «اليونسكو»، حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزوجها، اللذين تمت إدانتهما والحكم عليهما بالسجن في حادث اندلاع حريق بمول شهير بالعاصمة القطرية الدوحة، كان قد أودى بحياة 19 شخصاً بينهم 13 طفلاً.
ويعود الحادث لشهر مايو/‏أيار 2012، حين اندلع حريق في مجمع «فيلاجيو» التجاري بالدوحة، الذي كان يضم حضانة للأطفال تملكها إيمان ابنة حمد الكواري بالشراكة مع زوجها الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير قطر في بلجيكا. وقد أدى الحريق إلى مقتل 13 طفلاً من الحضانة، بسبب عدم تمكنهم من الخروج.
وعلى الرغم من إدانتهما بالقتل العمد في القضية وصدور حكم بالسجن ضدهما في 2014، إلا أن إيمان الكواري وزوجها علي بن جاسم آل ثاني بقيا في منصبيهما الدبلوماسيين خارج البلاد، وكانت المفاجأة أن التهم أسقطت عنهما وتمت تبرئة ساحتهما بعد ذلك بعام واحد عن طريق محكمة الاستئناف. كما شمل حكم المحكمة براءة 3 متهمين آخرين إلى جانبهما.
وقد ألقى الحكم باللوم على 4 من العاملين بالحضانة (قتلوا جميعاً في الحريق) لفشلهم في إخراج الأطفال إلى خارج الحضانة، وهو الحكم الذي أثار الغضب العارم لأهالي الأطفال الضحايا، بحسب ما أفاد موقع «الدوحة نيوز» الخاص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"