عادي

مولد ألفريد نوبل ..المخترع الذي ندم على إنجازه

04:13 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: محمد فتحي

يتمنى أي عالم أن تأتي اللحظة التي يرى فيها اختراعه النور ليضيء الطريق أمام البشرية، ولكن في حال المخترع السويدي ألفريد نوبل، فقد شعر بندم كبير بعدما تسببت البشرية له بجرح نفسي غائر لسوء استغلال اختراعه للديناميت واستخدامه في الحروب بدلاً من التنمية.
طالما حلم ألفريد نوبل، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1833، بأن يكون عالماً نافعاً، وبالفعل فإن اختراعه للديناميت أحدث نقلة نوعية في تاريخ البشرية، ولكن كان يظن أن تلك النقلة ستكون في موضعها الصحيح، لتسهم في إزالة العقبات الضخمة، وليس في الحروب، لتحصد المزيد والمزيد من الأرواح.
تعود شهرة ألفريد نوبل الكبيرة بين المخترعين عبر التاريخ بسبب شعوره بالندم لاختراعه الديناميت الذي استخدمه الإنسان في قتل بني جنسه، ولذلك أوصى بمعظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت باسمه.
كان نوبل الابن الرابع لأسرة فقيرة، ولكنه برع في دراسته، لاسيما في الكيمياء واللغات، وكان يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية بطلاقة، بمرور الأعوام بدأ نوبل بالعمل على أبحاثه، واكتشف أنه عند مزج مادة النيتروجليسرين مع مادة ماصة خاملة مثل (kieselguhr) يصبح أكثر أماناً وأكثر ملاءمة للتعامل، عندئذٍ حصل عن هذا الخليط على براءة اختراع في عام 1867 باسم «الديناميت». استعرض نوبل مادته المتفجرة للمرة الأولى في ذلك العام، في محجر بريدهيل، بمقاطعة سري البريطانية. وظل نوبل يعمل على المزيد من الأبحاث لتطوير مادته الفتاكة، ونتج عن تلك الأبحاث اختراع نوبل لمادة «البالستيت»، والتي تعد مقدمة للعديد من مساحيق المتفجرات الحديثة عديمة الدخان ولا تزال تستخدم كمادة مفجرة في الصواريخ.
بعد هذا الاختراع، وقع الديناميت ومشتقاته شديدة الانفجار في يد آخرين وبدؤوا يستخدمونها في أعمال عدائية، وهو ما أثار حفيظة نوبل وندم على اختراعه. وفي 27 نوفمبر 1895، وقع نوبل وصيته الأخيرة مكرساً الجزء الأكبر من شركته لتأسيس جوائز نوبل التي تمنح سنوياً دون تمييز لجنسية الفائز. وتمنح جوائز نوبل سنوياً للعلماء والأشخاص الذين ساهموا بعلمهم للبشرية، وأصبحت الآن هي قمة الهرم الذي يحلم أي عالم الوصول إليه، بل وأصبح عدد العلماء الفائزين بها في جامعة ما، دليل وبرهان على مكانتها الرائدة في إثراء العلوم البشرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"