عادي
أطلقت ألبومها الأول بعد تأجيله 4 أعوام

لارا عليان: غنائي مُرتبط بقضايا إنسانية

03:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمّان - ماهر عريف:
تذهب لارا عليان عبر صوتٍ يميل إلى النهج "الفيروزي" بعيداً عن الغناء التجاري الدارج صوب أغنياتٍ تناقش قضايا إنسانية واجتماعية ووطنية عربية تجلّت في إطلاقها مؤخراً ألبومها "حلوة" المؤجّل منذ 4 سنوات وذلك بعدما درست العزف وتقنيات الأداء في المعهد الوطني للموسيقى والتحقت بعددٍ من الفرق بينها "شرق" و"نايا" و"نغم" و"الحنونة" وقدّمت حفلات في دول مختلفة منها على خشبة مسرح "الجنينة" في القاهرة وتفاصيل أخرى تحدثت عنها في حوارها مع "الخليج":
كيف تلخّصين صعوبات تحضير ألبومك الأول "حلوة" طوال 4 سنوات؟
المعضلة الرئيسة تجلّت في صعوبة العثور على جهة منتجة تتحفز لهذا النوع من الغناء وربما أتحمل بعض المسؤولية حيال عدم طرقي الأبواب الصحيحة وهي ليست كثيرة أساساً وقد واجهتُ معوّقات إضافية تتعلق بأخذ الموافقات على إعادة تقديم أغنيات قديمة إحداها للفنان الراحل سيّد درويش وأخرى لمطربة الشرق أم كلثوم واصطدمت برفض أو عدم تجاوب جهات وأطراف معنية .
علمتُ أنك راسلت أقارب سيّد درويش جهة تقديم بعض مقطوعاته فماذا حدث؟
راسلتُ أكثر من طرف يعنيه الأمر ولم يأتِ الرد وكنتُ أود التواصل مباشرة مع إيمان البحر درويش لكن هناك من أحبطني ولذلك تراجعت عن الفكرة أما "موشّح غزال تركي" فقد مضى عليه زمن طويل بحيث أصبح من التراث الأمر الذي ساعدني على طرحه في الألبوم .
ضمّ الألبوم 10 أغنيات أغلبها مكتوبة ومُلحّنة لكِ ضمن سياق "الطرب الكلاسيكي" فماذا تقولين عنه؟
هناك 8 أغنيات من أصل 10 مخصصة لي وهي "حلوة" كلمات الشاعر اللبناني طلال حيدر و"موّال" من أشعار الفلسطيني محمود درويش و"بكتب رسالة" للأديب إبراهيم نصر الله و"فيها إيه؟" كلمات محمد خير و"يا عاشقين اتجمّعوا" للكاتب مايكل عادل و"باقون" تأليف دريد مصلح و"الشام" لصاحبها صلاح أبو لاوي و"دوماً أغنّي" كلمات رامي ياسين فضلاً عن "دار الفلك" من رصيد الراحل أحمد فؤاد نجم و"موشّح غزال تركي" من التراث وقد تعاونت في الألحان مع باسل زايد وعمر عباد وطارق الجندي ويعرب سميرات ومعن السيد وزياد الأحمدية ووجدت دعماً رئيساً من مؤسسة "عبد الحميد شومان" الثقافية في الأردن ونظيرتها "عبد المحسن قطان" في فلسطين إلى جانب جهات أخرى لإنتاج وإطلاق الألبوم .
هل أسهمت فترة التجهيز غير القصيرة في مزيدٍ من الانتقاء؟
التجهيز والاختيار لم يكن بصورة متواصلة على مدى 4 سنوات وإنما بدأت بأغنية واحدة عام 2010 ثم توقفت نتيجة تعثر العثور على جهة منتجة ثم عدت مجدداً وهكذا حتى كان تكثيف العمل في العام الأخير وأنا كنت احتفظ بالأغنيات الخاصة ولا أقدّمها في الحفلات باستثناء واحدة أو اثنتين فقط لذلك فان محتوى الإصدار جديد .
كيف جاء تعاونك مع الشاعر العربي طلال حيدر؟
التقينا في حفل لفرقة "الحنونة" في عمّان وغنيت من أشعاره ما قدّمه مارسيل خليفة سابقاً وبعدما أُعجب بصوتي ووصفه بأنه "فيروزي" تواصلنا لاحقاً وأرسل لي مجموعة قصائد فاخترت "حلوة" التي تتناول رحلة وجدانية شفافة بين مراكب الحياة وهي أفضل عنوان للألبوم بأكمله .
هل تعتقدين أن الغناء المرتبط بقضايا إنسانية بطريقة أقرب إلى جلسات "مقاهي المثقّفين" يحقق حضوراً واسعاً حالياً؟
أدرك تماماً أن جمهوري نوعي وأتمنى توسيع قاعدته وأرى من واجبي وغيري تقديم هذا النهج الذي يجد آذاناً صاغية وأصحاب ذائقة فنية نقية وستبقى أغنياتي مُرتبطة بقضايا الناس الحقيقية المُخاطبة للمشاعر والعقل دائماً .
إلى أي مدى أسهم ترعرعرك في بيت يضم الباحث والنقابي والسياسي عليان عليان في التأثير بك؟
لاشك أن والدي أسهم كثيراً في صقل أفكاري وفق ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والقضية الفلسطينية والقومية العربية وكان الطرب الأصيل حليف تشذيب ذائقتنا الفنية ضمن مقومات وجهتني إلى الطريق السليم .
ما صحة تعلّقك بصوت جوليا بطرس في صغرك؟
منذ المرحلة الإبتدائية شدّني صوتها والتزامها بمسار فني مُشرّف وهي من الأسماء التي أثرّت في وجهتي الموسيقية .
كيف تنظرين إلى تباعد إصدارها الألبومات؟
الحالة الفنية كلها مُصابة بأعراض سيئة في الإنتاج وفي النهاية ليس مُهماً الكم بقدر النوع .
أنتِ عضوة في عدة فرق بينها "شرق" و"نايا" فما جدوى ذلك؟
كان ذلك مفيداً في خطواتي السابقة أما الآن فأنا لديّ مشروعي الفني الخاص ثم فرقة "شرق" التي أُعد من المؤسسين فيها حتى أستطيع التركيز .
هل تؤيدين الحديث عن امكانية حصد ألبومك انتشاراً أكبر حال صدوره خلال السنوات الثلاث الماضية وسط تغييرات سياسية وفكرية تتوافق مع بعض مضامينه؟
لستُ مع المُتاجرة باسم القضايا لحسابات شخصية أو لمجرد الظهور وكسب الشهرة والأضواء وربما فعلاً كان "المزاج" العام مهيئاً أكثر لاستقبال أغنيات تتحدث عن الحقوق والتغيير خلال السنوات الثلاث الأخيرة لكنني نضجت فنياً بصورة أفضل حالياً .
ما خطواتك المقبلة؟
جولة فنية في الوطن العربي ثم الاستعداد إلى الألبوم المقبل .
هل أنتِ مستعدة لاحتمال مواجهة صعوبات جديدة إزاء إنجازه؟
نعم حتى إن احتاج الأمر إلى فترة مماثلة من التعب والجهد وإذا كان التوافق مع شركة إنتاج يسهم في تجاوز معضلة التمويل والتوزيع إلاّ أن التدريبات والبحث عن كلمات ذات سياق مختلف عن السائد أمرٌ مُرهق وأنا محظوظة بوجود زوجي داني الخالدي إلى جانبي فضلاً عن موسيقيين بينهم رُلى البرغوثي وعمر عباد الذي تكفل منذ بدايتي الفنية بتعليمي العزف على آلة العود .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"