عادي

موائد الرحمن في مصر.. تكافل اجتماعي يعكس روح التسامح

05:35 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

تجسد موائد الرحمن صورة شديدة الوضوح من صور التكافل الاجتماعي في مصر، إذ لا تكاد تخلو منطقة من مثل تلك الموائد، التي تستقبل روادها من الصائمين، طوال شهر رمضان، لتقدم لهم الطعام والعصائر والمرطبات، وسط مشاركة واسعة من الأهالي، وتفانٍ من القائمين عليها، الذين ينظرون إلى هؤلاء الرواد اليوميين، باعتبارهم ضيوفاً على الرحمن.

تخضع كثير من هذه الموائد للعديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية، بل إن كثيراً من المساجد الكبرى مثل مسجد الفتح في رمسيس، ينظم هذه المأدبة السنوية طوال أيام الشهر الفضيل، مستعيناً في ذلك بتبرعات العديد من تجار المنطقة المحيطة به، ورواد المسجد على حد سواء، إذ يقدم المسجد يومياً ما يقرب من ألفي وجبة إفطار، فضلاً عن أكثر من خمسمئة وجبة تذهب إلى منازل الفقراء غير القادرين على التوجه إلى ساحة المسجد للإفطار يومياً.

يستعين كثير من منظمي موائد الرحمن في مصر، بطباخين محترفين في تجهيز وجبات الإفطار، لكن ذلك لا يمنع آخرين من القيام بالمهمة بأنفسهم، خصوصاً في الموائد التي تنتشر في الأحياء الشعبية، إذ تساعد النسوة في البيوت في إعداد وجبات الإفطار.

قبل سنوات بعيدة دخلت الكنيسة المصرية على الخط بتنظيم موائد إفطار للصائمين، في تجربة تعكس روح التسامح والمحبة في بلد عابر للطائفية، وسارت الكنيسة في ذلك على نهج أثرياء أقباط نظموا تلك الموائد منذ زمن بعيد، ربما كان من أشهرهم رجل المال المعروف حنين إسحق في أربعينيات القرن الماضي، الذي كان يحرص على مشاركة المسلمين احتفالاتهم بالشهر الفضيل، ومن بعده مكرم عبيد، أحد رموز الحياة السياسية المصرية خلال في فترة الاحتلال الإنجليزي، والقمص سرجيوس الملقب بخطيب ثورة 1919، الذي كان ينظم موائد الرحمن في جامع الأزهر.

تحرص كنيسة قصر الدوبارة، الكائنة في ميدان التحرير بالقاهرة، على تنظيم مائدة رحمن سنويا، يقوم على الخدمة فيها شبان وفتيات من الكنيسة، بل إن عشرات منهم يقطعون الطريق عند أذان المغرب، ليقدموا للسيارات العابرة والمارة في هذا التوقيت العصائر والمرطبات مع تمنيات بصوم مقبول طوال أيام الشهر الفضيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"