عادي

قصائد كويتية تطارد المعنى في بيت الشعر

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»

استضاف بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة أمسية «شعراء من الكويت»، شارك فيها كل من الشعراء رجا القحطاني، وعائشة العبدالله، وسالم الرميضي، وفالح الأجهر، وقدمتها الشاعرة مناهل فتحي، التي رحبت بشعراء الأمسية والحضور، وقدمت نبذة عن دور بيت الشعر في الشارقة، وعن ملتقى الشارقة للشعر العربي.

افتتح القراءات الشعرية سالم الرميضي المشغول بالزمن والحنين وشغب السؤال المتعلق بالمكان الذي توقف عنده متسائلاً في صمت متخيّل، تساؤلات للذات، لكنها تتعداها إلى الآخر حين يتذكر الماضي وحضوره في الحاضر، والحاضر الذي سيكون في المستقبل جزءاً من الذاكرة:

هنا ذاتَ يومٍ قد أمرُّ مرورا

وينطقُ صوتُ الصمتِ فيَّ وقورا

أمرُّ على كلِّ الكفوفِ مصافحاً

وأخفِضُ صوتاً كانَ أمسُ جهورا

يُرحِّبُ بي في الجالسينَ مهذبٌ

يشيِّدُ من لطفِ الحديثِ جسورا

يقولُ: تفضَّلْ ضيفنا واسترح هُنا

لقد زادَنا لألاءُ وجهِكَ نورا

أنا الضيفُ؟! هل فعلاً يُخاطبُني أنا

نعم، فأنا وحدي الغريبُ حضورا

عائشة العبدالله المشغولة بتفاصيل المكان، بالبحر ودواره، والجنون والضياع والتمرد والشتات قرأت :

«لو كنتَ تعلمُ/‏ كم صدقتُ وكم خُذلتُ/‏ وكم تشنّجَ تائِهاً فيَّ الطريقُ بلا مصيرْ/‏ كم هاجَ في صدري العواءُ/‏ وكم هَمَتْ أفعى تطوفْ/‏ وتخشّبتْ فيَّ الفراشاتُ التي عشقتْ جنونَ الرقصِ/‏ حرّضَتِ الدفوفْ/‏ وتألّهَ الحزنُ الشفيفْ /‏ وسقطتُّ في ثوبي الحريريِّ الممزَّقِ/‏ بينَ أعناقِ السيوفْ/‏ أنكرتُ كلَّ حرائقي/‏ ونهضتُ أشلاءً يرنّحُني الأسى/‏ في كل شبرٍ كنتُ أُقْتَلُ مرّةً/‏ يا للحماقةِ حينَ نُسرعُ في الوقوفْ».

الشاعر فالح الأجهر طرق في نصوصه الحكمة من أبواب السؤال، وطارد المعنى بجرأة الحرف المعتد بجماله، الذي يحمل ذاته معه في وقت قد لا يجد من يعينه على الطريق وأهواله، لكنه وفيٌّ لزمنه ولذاكرته التي ترك فيها بذرة الإنسان والشعر والقراءة تنمو يوماً بعد آخر، ومما قرأ من قصيدة «أما آن»:

أما آنَ أن يسلو عنِ القلبِ لائمُهْ

وينفضُّ عن سحرِ البلاغةِ خاتَمُهْ

سكتُّ طويلًا لا لعيبي وإنَّما

حقيقٌ بمثلي أن تُعزَّ كرائِمُهْ

وما الشعرُ إلا الدرُّ قدراً وقيمةً

ويعرفُ قدرَ الدرِّ في البيعِ سائِمُهْ

ومن لا يقي عن موطنِ الذُّلِّ نفسَهُ

فلا نهَضَتْ أقدامُهُ وقوادِمُهْ

على أنني أُشغلتُ بالدهرِ بُرهَةً

يُسالمُني حيناً وحيناً أُسالِمُهْ

وأفردني حتى رضيتُ بعزلةٍ

بها نرجسُ الآدابِ شُقَّتْ كمائِمُهْ

وقد يصحبُ الإنسانُ في العيشِ نفسَهُ

إذا لمْ يجِدْ في الناسِ خِلاً يلائِمُهْ

واختتم القراءات رجا القحطاني الذي اتخذ من الألم والجرح طاقة تعينه على كسر جدار الصمت، والبوح عن خلجات الروح، واتخذ من أوجاعه مطية لعبور الزمن، لسرد الواقع عبر التاريخ الذي يشكل الكثير من الصور والحكايات الراسخة في الذاكرة، والتي قد تتوكأ عليها الكلمة حين يشيخ الزمن.

وكرم محمد البريكي مدير بيت الشعر المشاركين في الأمسية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"