عادي
تواصل جلسات مؤتمر «إفريقيا من منظور عالمي»

أشكال مختلفة من المقاومة في القارة السمراء

04:50 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: عثمان حسن

تواصلت أمس الأول، في قاعة إفريقيا، جلسات المؤتمر الدولي «إفريقيا من منظور عالمي» بعقد ثلاث جلسات، الأولى بعنوان (الأدب والفنون الأدائية في إفريقيا والشتات الإفريقي) وحاضر فيها داقماوي ووبشت، وهو أستاذ مشارك في اللغة الإنجليزية بجامعة بنسلفانيا، وقدمه فيها تيجومولا أولانيان، أستاذ الآداب والثقافات في إفريقيا في جامعة ويسكونسن.

أما الجلسة الثانية فهي بعنوان (المعارضة من خلال الجسد في إفريقيا) لناميناتا دياباتي، أستاذ مساعد في الأدب المقارن جامعة كورنيل، والثالثة (جماليات التقدير: التنظير لجوانب الممارسة التطبيقية في الفنون النسوية السوداء في القرن الحادي العشرين) لعلية عبد الرحمن أستاذ مشارك في الدراسات الأمريكية واللغة الإنجليزية في جامعة براون.

تناول داقماوي تجربة المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو صاحب الأعمال السينمائية الشهيرة «الحياة على الأرض» عام 1998، و«في انتظار السعادة» 2002، و«باماكو» 2006، و«تمبكتو» 2014، وأشار إلى أن أفلامه تتميز برؤية تشكيلية بصرية حاذقة، وبرؤية سياسية متماسكة، ترصد تجربة الحياة اليومية العادية في إفريقيا من منظور سياسي واجتماعي بالغ التعقيد.

تتبع داقماوي بدايات أعمال سيساكو الذي درس في الاتحاد السوفييتي، قائلا: «إنه في كل مرة يتحفنا برؤية تنحاز للإنسان، كثيمة مركزية في أعماله التي تعكس اعتزازه بالمكان».

وركز داقماوي على فيلميه «تمبكتو» و«باماكو»، موضحاً أن أفلام سيساكو ذات هرمية واضحة، تهتم بنسج علاقة بين صانع الفيلم والمشاهد، وهو خط سردي ذو تأثير إيحائي، كما تتميز أعماله بلغة بصرية عالية، يتداخل فيها سرد القصص مع الحبكة المستفزة التي يقدمها برؤية جمالية، ترصد واقع القارة الإفريقية، وما فيها وما حولها في إطار فهمه لمقاومة الإنسان في القارة السمراء.

وقال داقماوي: «هي جمالية ذات بعد ثقافي، تحثنا على التفكير بهذا المناخ، الذي تتشكل فيه هويات دينامية، ورمزية، بكل ما فيها من تشابكات وأفكار، وهو الذي يدعونا إلى تأمل الإرث الاستعماري الذي دمر الثقافة في هذه القارة، وأدى إلى مزيد من الاضطهاد والعنف الذي نشهد آثاره باقية حتى اليوم».

إن أفلامه المهمة مثل «باماكو» كما أوضح داقماوي عبارة عن محاكمة صورية تخيلية، ترصد جوانب من معاناة السكان داخل مالي، وتدور مرافعاتها داخل ساحة منزل كبير، هؤلاء الناس يطمحون لحياة أفضل من خلال بطلين زوج وزوجته، ويركز الفيلم على إيقاع الحياة اليومية الرتيب لهذين البطلين مع حارس غريب الأطوار، وسيدة تحترف الصباغة التقليدية، بالإضافة إلى عدة شخصيات، والفيلم يكشف عن كثير من الطقوس والعادات في بيئة صاخبة وفيها الكثير من التفاصيل.

أما دياباتي فقدمت في ورقتها إطاراً عمليا متعدد التخصصات للبحث في المعارضة باستخدام الجسد كمفهوم، وهي أحد الأشكال المتصاعدة للمعارضة السياسية للنساء ضمن السياق الإفريقي.

وحاولت المحاضرة مناقشة هذا السلوك، بوصفه يثير عدة أسئلة في صلته باكتشاف الذات والتعبير عن الحقوق المنقوصة، ومن خلال منهج يختلف عن مناقشة العلوم الإنسانية والأنثروبولوجية، كما استعرضت أشكالا من المقاومة النسوية في هذا الإطار، في فترات مختلفة في القارة السمراء، محاولة تقديم فهم لهذا السلوك كفعل احتجاج، وقالت: «مما لا شك فيه أن هذه الطريقة في الاحتجاج عبرت عن صدمة لكثير من المراقبين، حول استخدام الجسد كوسيلة في الاعتراض، وأن توظيف الجسد كرمز للاحتجاج، يدعونا إلى تأمل واكتشاف تلك التفسيرات المختلفة لهذا السلوك، في إطار قدرة النساء على التعبير، وما إذا كان ذلك يشير إلى نقطة ضعف عند هؤلاء النسوة، أم لا؟».

وتعاملت ورقة علية عبد الرحمن، مع الحراك النسوي للمرأة السوداء باعتباره يعبر عن حق وجودي وأخلاقي، وذلك في إطار سعي المرأة للعيش في عالم يسوده العدل والاحترام، وصنفت عبد الرحمن، ورقتها ضمن الحراك النسوي للمرأة السوداء في قلب دراسات الثقافة التعبيرية للشتات الإفريقي في الألفية الجديدة.

وانطلقت من وقائع وأحداث سلوك الأنظمة العنصرية المرتبطة بالنوع الاجتماعي، عبر تاريخ الهيمنة في مزارع العبيد، وفي السخرة، مرورا بنقاط التفتيش وانتهاء بالسجون.

وقدمت عبد الرحمن الكثير من الأمثلة التي ترصد الحراك النسوي في نماذج من القصائد والروايات والأعمال الفنية، كإحدى قصائد الشاعرة البريطانية من أصل صومالي «ورسان شير» وهي بعنوان «وت وي أون» ونقتطف منها:

رجالنا لا ينتمون إلينا/‏ حتى والدي غادر بعد ظهر أحد الأيام، هو ليس لي/‏ أخي في السجن، ليس لي/‏ أعمامي، أطلقت النار على رؤوسهم وهم عائدون إلى المنزل، ليسو لي/‏ أبناء عمي طعنوا في الشارع، ليسوا لي/‏ نحمل الكثير من الخسارة، نرتدي الكثير من الأسود/‏ هل هذا ما خلقنا من أجله/‏ نجلس على طاولة المطبخ/‏ ونعد على أصابعنا الذين ماتوا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"