عادي
زمان يا سينما

يول براينر الرجل الذي انطلق من القمة

07:36 صباحا
قراءة دقيقتين

تعرفه من كل ملامحه، من صوته، مشيته . . فهو يول براينر الذي لم تعرف السينما العالمية شبيهاً له، وإن حاول كثيرون تقليده أولاً في صلعته، وثانياً في طريقة أدائه ونظرة عينيه الحادة .

يول براينر الذي مات في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1985 بمدينة نيويورك عن عمر يناهز الخامسة والستين، ترك رسالة مسجلة فيديو قبل رحيله اعتبرها رسالة تحذير يوجهها إلى كل الناس- وخصوصاً الشباب- من التدخين، معترفاً بأنه أسهم في الترويج لهذه الآفة وهو نادم لأنه وقع أسير مرض سرطان الرئة بسببها، ومات بعد معاناة وألم . الفيديو يبدو فيه براينر متأثراً ونادماً وصادقاً في كلامه، وهو بكامل عنفوانه وأناقته وجديته التي اشتهر بها طوال حياته . أما إذا تأملت صوره، فنادراً ما تجده وحيداً فيها بلا سيجارة في يده، وهي التي كانت رفيقة أغلبية النجوم في السينما الأمريكية، وكانت شركات التدخين العالمية تستغل نجوميتهم للترويج لها .

يول براينر الذي اشتهر بلقب الملك بعد أدائه الرائع لدور مونجوت ملك سيام في فيلم الملك وأنا الذي نال عنه جائزة الأوسكار، هو روسي الأصل، ولد باسم يولي بوريسوفيتش براينر فى فلاديفوستوك بمنطقة الشرق الأقصى الروسي فى 11 يوليو/تموز ،1920 لأب مهندس وأم من أسرة مثقفة وأب طبيب . بعد انفصال أبويه، أخذته أمه مع شقيقته فيرا إلى الصين، ومنها انتقلوا إلى باريس عام 1934 . عمل مذيعاً في فرنسا (المحتلة) يروج الدعاية لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقل إلى أمريكا وبدأ عمله في التمثيل عام 1956 بأول أدواره أمام شارلتون هيوستن في فيلم الوصايا العشر بدور رمسيس الثاني، وفي العام نفسه قدم الملك وأنا .

اللافت أن انطلاقة براينر جاءت من القمة مباشرة، حيث قدم ثلاثة أعمال مهمة في ذلك العام (1956) وإضافة إلى الفيلمين السابقين، ظهر بطلاً في أناستازيا حيث وقف أمام النجمتين انغرد بيرغمان وهيلين هيز، عن قصة الدوقة الروسية التي عانت بعد مقتل أهلها ومحاولة إثبات هويتها .

لا شك أن براينر استطاع أن يلفت الأنظار إليه ويحصد الكثير من المعجبين والمحبين من المشاهدين منذ إطلالته الأولى، وهو ما لم يتحقق لكثير من نجوم هوليوود . كما أنه ليس من السهل أن تكون بداية الانطلاق في عالم السينما من قمة الأوسكار، لأن التالي لا بد أن يكون صعباً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"