عادي
قالت إن الموصل جرس إنذار ولا بد من موقف مبدئي

مصادر لـ"الخليج": "أزمة قطر" تؤجل قمة "التعاون" التشاورية

04:40 صباحا
قراءة 3 دقائق
كتب - حبيب الصايغ:
أكدت مصادر خليجية ل"الخليج" أن آلية تنفيذ اتفاق الرياض أثبتت عدم قدرتها على التجاوب مع الخطر الحقيقي الذي يواجه المنطقة، حيث حلت المناورة من الجانب القطري محل العمل الحقيقي الذي تضطلع به الآلية وهو التصدي لكل ما يعكر أمن دول الخليج من خلال الوضوح والشفافية في التعامل بين الدول الأعضاء .
وأبدت المصادر قلقها من التأثير السلبي لأزمة قطر على مسيرة مجلس التعاون والعمل الخليجي المشترك، وقالت إن تلك الأزمة تسببت في تأجيل القمة الخليجية التشاورية التي كانت مقررة في مثل هذه الأيام في الرياض كما هو معتاد سنوياً ولا يعرف حتى الآن موعدها، فيما يكتنف الغموض مصير قمة التعاون المقرر عقدها سابقاً في الدوحة نهاية العام لاستحالة اكتمال النصاب (4 دول) في حال استمر الوضع على ما هو عليه .
وقالت المصادر إن احتلال الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" لمدينة الموصل يأتي كجرس إنذار وينبه إلى ضرورة العمل الجماعي الخليجي الحقيقي لمواجهة خطر بات أقرب مما يظن البعض أو يتصور، وهو يأتي أيضاً كتطور مباشر لمجموعة إفرازات الأزمة السورية وتداعياتها وللاستقطاب الطائفي الذي ميز السياسات الإقليمية في خلال الأعوام الأخيرة .
وأضافت المصادر الخليجية المطلعة: لقد لعبت طبيعة تعامل حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع التطورات السياسية في العراق دوراً في الاحتقان الذي استغلته الجماعات الإرهابية وأولها "داعش" لافتة إلى أنه يجب التمييز بين الإرهاب والإرهابيين من جهة، والمطالب السياسية لفئة من العراقيين من جهة أخرى، مشيرة إلى أن خلط الأوراق بين هذا وذاك فيه تجن على مطالب سياسية قد تكون مشروعة، وفي الآن ذاته، فيه محاولة لتبرير ما هو امتداد لممارسات إرهابية شهدناها في مناطق واسعة من سوريا، وتوجهات أضرت بالمعارضة السورية وشهادة الأجنحة المعتدلة منها أكبر دليل على ذلك .
وقالت: حين ننتقد سياسات نوري المالكي والمناورات "البيزنطية" للسياسة العراقية، وننتقد الفرز الطائفي الذي أوهن العراق، فإن ذلك يجب أن لا يخلق ضبابية في رفض دولة الإمارات وشقيقاتها التام للامتداد الإرهابي لجماعات مثل "داعش" والتي تصب جام حقدها وغضبها على محافظة نينوى والرمادي كما فعلت في محافظات شمال شرق سوريا .
وشددت على أن الأصوات العربية الملتزمة ترى عبر موقفها المبدئي أن رفض الإرهاب يجب أن يعلو صوته، مذكرة باتصال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بوزير الخارجية العراقي، وتصريح الأمين العام للجامعة العربية .
وقالت: إن هذا الموقف المبدئي لا يعني بأي حال من الأحوال، الجنوح نحو تأييد هذا الطرف العراقي أو ذاك، حيث يتسم برفض واضح للإرهاب، وبهذا الصدد فقد نبهت دولة الإمارات، ومن خلال آلية تنفيذ اتفاق الرياض، أن قلقها وتخوفها الأساسي على منطقة الخليج العربي وأمنها يعود إلى أجواء التطرف وانتشار التحدي الإرهابي في الساحات المحيطة، ولم يكن تخوف الإمارات عائداً إلى حرب إعلامية أو تراشقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
وقالت المصادر ل"الخليج": إنه لحماية منطقة الخليج العربي من امتداد التطرف والإرهاب الذي وصل إلى الموصل، فإن دولة الإمارات وشقيقاتها ترى أن على الجميع التزام موقف مبدئي من الفكر المتطرف وتأثيره وقدرته، حال الغفلة عنه، على أن يطال الخليج ومجتمعاته ومنجزاته .
وقالت: من خلال إنذار الموصل، فعلى الجميع، خصوصاً قطر، أن يعيد حساباته بعيداً عن ممارسة ترف فكري مدعوم بأموال المنطقة الطائلة، فهذا الذي يحدث اليوم أمامنا في الموصل يعبر بصورة بشعة عن الحصاد المر للمرحلة السابقة، وعلينا جميعاً أن نتعظ لأن الخطر مشترك، وهو أقرب مما نعتقد .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"