عادي

مريم بن فهد المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة لـ"الخليج": مسؤولية منتدى الإعلام العربي تتضاعف لمواكبة تطلعات محمد بن راشد

02:43 صباحا
قراءة 6 دقائق

قالت مريم بن فهد المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة إن سر نجاح المنتدى هذا العام هو تراكم خبرة عشر دورات سابقة ووجود فريق عمل رائع، كان وراء نجاح منتدى الإعلام العربي، الذي حضره 3800 شخص من45 دولة، وحضر حفل جائزة الصحافة 1200 إعلامي . ونحو 17 ألف متابع من متابعي الجلسات على الموقع الإلكتروني للمنتدى و40 ألف متابع على قناة المنتدى عبر اليوتيوب .

وأضافت أن نادي دبي للصحافة سعى منذ عقدهِ الأول للإسهامِ في دعمِ وتطويرِ مسيرةِ الإعلامِ العربي، وأطلقَ العديدَ من المبادراتِ التي كان أولها جائزة الصحافةِ العربية، ومنتدى الإعلامِ العربي اللَذينِ باتَا مناسبةً سنويةً مهمةً على أجندةِ الإعلامِ العربي، يجتمعُ فيهما الإعلاميونُ، ويكرمونَ الإبداعَ والابتكارَ والتميزَ والجهودَ المخلصةَ في منابرِ الإعلامِ العربية، إلى جانبِ الجهدِ البحثي الذي يرصدُ أحوال وتوجهاتِ الإعلام في الدولِ العربيةِ من خلالِ التقرير السنوي: نظرة على الإعلام العربي، ولمزيد من تسليط الضوء على نجاح المنتدي في دورته الحادية عشرة كان لـالخليج معها هذا الحوار:

* كيف تقيمين منتدى الإعلام العربي بعد أكثر من عقد على انطلاق فعالياته؟

- إن تراكم تجربة عشر دورات ناجحة حملنا مزيداً من المسؤولية تجاه جمهورنا، فكون المنتدى بات أكبر مظلة جامعة للإعلاميين العرب ليناقشوا همومهم وآمال المهنة وتطلعاتها ضمن جلساته وورش عمله، فذلك يعني مزيداً من الاجتهاد لنبلغ مراحل أعمق في الطرح وأشمل في المنهج، ولقد تمكنا بحمد الله من بناء شبكة متينة من العلاقات المهنية والإنسانية مع الإعلاميين في الوطن العربي والعالم، وأعتقد أن هذه الشبكة هي العمود الفقري لرفد مشاريع نادي دبي للصحافة .

كما حملنا ذلك مسؤولية أكبر أمام تطلعات راعي المنتدى، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي يولي أهمية قصوى لدعم مسيرة الإعلام العربي والنهوض به، ليسمع رسالته إلى العالم أجمع، وليكون شريكاً في تحقيق التنمية وبناء المجتمعات .

* لماذ تم اختيار عنوان الإعلام العربي الانكشاف والتحول لهذه الدورة؟

- إن اختيار عنوان الإعلام العربي الانكشاف والتحول لدورةِ المنتدى يعد خياراً معبراً عن المرحلةِ التي يعيشها العالم العربي، ومِظلة للنقاشِ والحوارِ وتبادلِ الأفكار، وتدارسِ الاقتراحاتِ بحضورِ هذهِ النخبةِ المميزةِ من عناوين العملِ الإعلامي في العالمِ العربيِ . فخلال أكثر من ثمانية عشر شهرا مضت، شهدت المنطقة العربية أحداثاً كبرى، وحراكا سياسياً واجتماعياً غير عادي، وقد انسحب ذلك على المشهد الإعلامي العربي باعتبار الإعلام مرآة للواقع، بل هو في قلب الأحداث وشريك في صنعها أحيانا، وقد نجح المنتدى في أن يسهم في تحديد التوجه لأبرز المستجدات في الساحة الإعلامية، من خلال الحوار والتحليل والنقاش وتبادل الأفكار، ليقدم لرواده ملخصاً كاملاً للمشهد نحاول بقدر المستطاع أن نختزله في يومين .

* ما الإضافة التي تميز بها المنتدي هذا العام؟

- لمس متابعو منتدى الإعلام العربي بدورته الحادية عشرة، سواء على شبكة الإنترنت أو ممن حضروا الجلسات فعلياً، حرص نادي دبي للصحافة على استخدام كافة طرق وتقنيات التواصل المتاحة لخدمة الجمهور على شبكة الإنترنت، وإيصال الحدث صوتاً وصورة وبشكل مباشر، وإتاحة الفرصة لهم للتفاعل مع مجريات الجلسات من خلال تويتر، يوتيوب، وفيس بوك، إضافة إلى تكنولوجيا جديدة تعرف بحائط التغريدات أو Tweet Wall تم استخدامها للمرة الأولى في الشرق الأوسط .

كما شهدت جلسات المنتدى في اليوم الأول فقط استقبال أكثر من 6000 تغريدة تويتر، وجاء المنتدى على قمة مرتبة التغريدات في الدولة، في ما بلغ عدد مستقبلي التغريدات الخاصة بالمنتدى مليوني شخص .

* ما الكيفية التي تم بها نقل فعاليات المنتدى للجمهور؟

- لدينا فريق عمل مكون من 25 شاباً وشابة كلهم إماراتيون يجمعون خبرات مختلفة بين مصورين، وتقنيين، وخبراء تواصل اجتماعي، تمكنوا من بث جميع مجريات الجلسات عبر قناة المنتدى على اليوتيوب، إضافة إلى تسجيل مقابلات مع المشاركين والمتحدثين في المنتدى وتحميلها كذلك مباشرة على اليوتيوب . ومن ضمن الفريق مجموعة مغردين تقوم ببث تغريدات على تويتر، تنقل من خلالها أبرز ما يقال في الجلسات باللغتين العربية والإنجليزية مباشرة . وهناك مجموعة مصورين فوتوغرافيين يقومون بتصوير كل الفعاليات والحضور، وتبث الصور مباشرة عبر حساب المنتدى على فيس بوك .

كما قدمنا فكرة جديدة هذا العام أسميناها المراسل الرقمي، وهو شخص يتواجد في كل جلسة من جلسات المنتدى يقوم بايصال أسئلة المتابعين للمنتدى على تويتر والفيس بوك، سواء كانوا في الصين أو مصر أو المغرب أو أية دولة في العالم، ولم يتمكنوا من حضور الجلسات، ممكناً إياهم من التفاعل بهذه الطريقة مع المتحدثين في الجلسة، فتصل أسئلتهم وملاحظاتهم ويسمعون الإجابة عنها من خلال البث المباشر للجلسة على قناة يوتيوب .

* هل تعتقدين أن تجربة التحول الإلكتروني انعكست على اتساع رقعة المشاركة في الجائزة؟

- تكللت تجربة الجائزة في التحول لاستقبال الأعمال الإلكترونية في هذه الدورة بالنجاح، حيث تمكنت من تقليص الأعمال الورقية، وإلغاء العوائق الجغرافية ووسعت نطاق عملها لتشمل صحافيين جددا خصوصاً من جيل الشباب، الذين يفضلون التواصل باستخدام أدوات الإنترنت الحديثة، ورغم كل التحديات تمكنت الجائزة من تحقيق نمو بنسبة 3% عن الدورة الماضية لتستلم 3939 عملاً صحافياً من 19 دولة عربية، إضافة إلى 11 دولة أجنبية لصحف دولية تصدر باللغة العربية، وبزيادة إجمالية بلغت نسبتها 383% منذ انطلاق الدورة الأولى للجائزة في العام 2000، واتسمت العديد من المشاركات بعمق الطرح والشمولية والابتكار، وقد شكلت في معظمها قراءة دقيقة لواقع الصحافة المكتوبة المطبوعة والإلكترونية في الوطن العربي، سواء كان ذلك من ناحية الأرقام التي خلصت إليها الأمانة العامة أو من ناحية المضمون الذي تعالجه .

كما اسهمت جهود الأمانة العامة ومجلس إدارة الجائزة في تطوير فئاتها وتقديم كل جديد من أجل مواكبة التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي العربي، ما أدى إلى زيادة المشاركات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة .

* تقرير نظرة على الاعلام العربي هل أضاف هذا العام؟

- قدم التقرير قراءة شاملة في شكل ونوع التبدل في نمط عمل وحجم الاستثمارات في الصحف المطبوعة والإذاعات ومحطات التلفزة والوكالات ووسائل الإعلام الجديدة . وإلى جانب الدراسة المسحية قام التقرير بإجراء مقابلات مع نخبة من وسائل الإعلام في الوطن العربي، ورصد التغير والتطور في المشهد الإعلامي في 17 دولة عربية، وأعد دراسة منفردة حول أنماط الاستهلاك الإعلامي في أربع دول تلعب دوراً محورياً في صناعة الإعلام . وقد أسهمت هذه المخرجات في تغذية محاور وموضوعات هذه الدورة، بما قدمته من أرقام وإحصائيات وحقائق حول المشهد العربي والدولي . وقد بنينا حولها دائرة من المتحدثين الأكفاء من أصحاب الخبرات والتجارب والمعرفة في مجالاتهم بما يتناسب مع تخصصاتهم، ليشارك نحو 70 متحدثاً ونحو 300 ضيف من خارج الدولة، وأكثر من 2500 من قادة الفكر والعاملين في المجال الإعلامي وطلبة الإعلام، ممن قاموا بالتسجيل على بوابة المنتدى الإلكترونية

* يبدو أن الربيع العربي قد أملى عليكم محاور المنتدى لهذا العام؟

- منتدى الإعلام العربي يرصد أبرز الظواهر والقضايا التي تبرز على الساحة الإعلامية العربية والدولية، ومن الطبيعي أن يعكس الواقع المعاش، ولا أقول الربيع العربي، وإنما أقول تبعات الأحداث العربية على المشهد الإعلامي هي من يحدد برنامج المنتدى، والذي يستند إلى البحث والمتابعة الشاملين . ومن الطبيعي أن يكون هناك جلسات وورش، تلقي الضوء على موضوع الإعلام الجديد، فلقد دخلت شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات في حلبة المنافسة مع كبريات وسائل الإعلام في نشر المعلومات والأخبار والصور والمقاطع التلفزيونية .

* هل تعتقدين فعلا أن تويتر وفيس بوك وغيرهما، يمكن فعلا تسميتها بالإعلام؟

- في رأيي الشخصي ان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، لم يرتق لأن يشكل مصدراً للمعلومات أو إعلاماً بالمعنى الحقيقي، ولكنه مكمل أساسي وأحيانا رئيس لمنظومة التواصل الإنساني، وفي جلسات المنتدى جدل كبير بين من يراه إعلاماً، وبين من لا يعترف بذلك، وبين من يراه المستقبل . الإعلام التقليدي مازال مسيطرا على إنتاج المعلومة، ولكنه فقد السيطرة على طرق انتقالها، وأعتقد أن أكثر ما يحتاج إلى التطوير، هو المفهوم التقليدي للإعلام الحكومي، الذي فقد العديد من مشاهديه في عصر البدائل والفضاء المفتوح .

* هل تفكرون في زيادة أيام المنتدى في الدورة الثانية عشرة؟ وهل فعلا يتم تطوير مؤسسات المشاركين؟

- فعلا ولكن استقطاب صحافي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام خارج عمله، للمشاركة في المنتدى ليست بالمهمة السهلة . ولذلك يستضيف المنتدى كل عام وجوهاً جديدة، كما الموضوعات والقضايا المطروحة، وزيادة الاعداد كل عام تؤكد ما أقول، فالعام الماضي شهد مشاركة 2800 إعلامي و23 ألف متابع عبر قناة النادي، التي تعتمد البث المباشر على موقعنا الإلكتروني من 40 جنسية مختلفة، والعام شهد زيادة كبيرة من المشاركين والحضور، فلا يمكن لنا فرض نقاشات المنتدى على المؤسسات، وكل مشارك ينتقي ما ينسجم مع مؤسسته وعمله، التغيير والتطوير لا يحدثان بين ليلة وضحاها، وإنما هما نتاج جهد متواصل، فالحلول والرؤى والأفكار المطروحة في المنتدى، من خلال الحوار والتفكير الجماعي، كلها تصب في مصلحة المؤسسات، من خلال تركيزها على الصناعة والمستجدات، وتسهم بشكل سنوي في تطوير العمل الإعلامي في المنطقة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"