عادي
الإمارات تتخلى عنها لصالح الإلكترونية بحلول 2028

الخبير العالمي روس داوسون: تراجع الصحافة الورقية في أغلب دول العالم في 2040

05:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي - إبراهيم الصبح:
أكد الخبير العالمي روس داوسون، المعروف بتخصصه في تقديم قراءات استشرافية للمستقبل، أن هناك عدداً من المعطيات والأطر سيتشكل في سياقها مستقبل الإعلام العالمي والعربي خلال السنوات المقبلة .
وقدم داوسون خلال جلسته التي عقدت على هامش منتدى الإعلام العربي والتي حملت نفس شعار المنتدى "مستقبل الإعلام يبدأ اليوم"، 7 عوامل وصفها بأنها تشكل القوة الدافعة للإعلام العالمي حالياً والتي حددها بكل من زيادة الاستهلاك الإعلامي، والتشرذم، والمشاركة، وزيادة الصبغة الشخصية، وتطور موارد العائدات، والتغيرات المرتبطة بالجيل، وزيادة سعة النطاق في شبكات المعلومات .
حيث أكد بالأرقام عمق أثر تلك العناصر، ومنها على سبيل المثال زيادة الإقبال الجماهيري على "المشاركة" والتي تتجسد في تنامي أعداد المستخدمين النشطين على موقع "فيسبوك" من أقل من 200 مليون في الربع الأول من 2009 إلى ما يناهز مليار و200 مليون في الربع الأخير من 2013 .
ومع تطرقه إلى القنوات الإعلامية في أطرها التقليدية والتوقعات حول قدرتها على الاستمرار في المستقبل، توقع الخبير العالمي، أن الصحافة الورقية على سبيل المثال سوف تنقرض، أو على أقل تقدير سوف تفقد قيمتها في المستقبل وبنسب وأطر زمنية متفاوتة حيث توقع أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي أول دول العالم التي تتحقق فيها هذه النبوءة بحلول العام 2017 .
وتوقع روس داوسون أن دولة الإمارات ستكون من أولى الدول العربية التي ستتخلى فيها الصحافة الورقية التقليدية عن مكانتها لصالح الإلكترونية بحلول العام ،2028 وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل من بينها النفاذية الكبيرة للإنترنت في الدولة وتزايد أعداد مستخدميها بالنسبة لعدد السكان فيها، تتبعها المملكة العربية السعودية بفارق ست سنوات، أي في العام 2034 بينما تنبأ أن تفقد الصحافة المطبوعة قيمتها وتأخذ طريقها نحو الانقراض الكلي في أغلب دول العالم اعتباراً من العام 2040 .
وقال داوسون الذي كان أول من تنبأ بفوران شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي في العالم: إن هناك عوامل عدة ستسهم في تحقيق الانسحاب الحتمي للصحافة المطبوعة ومن بين تلك العوامل على المستوى العالمي التطور التكنولوجي السريع وتناقص تكلفة الاتصال بشبكة الإنترنت عبر الهواتف النقالة والحواسيب اللوحية، وزيادة سعة النطاق للشبكة، وتفاقم مشكلات الصحافة التقليدية لاسيما في نواحي الطباعة وتكلفة الإنتاج .
كما عدد مجموعة من العوامل المؤثرة على مستوى كل دولة على حدة، بما في ذلك تنامية معدلات الثروات المحلية، وتغير أنماط الاستهلاك الإعلامي من حيث تفضيل الوسائل الرقمية، والأوضاع المالية للمؤسسات الصحافية الكبرى، والتراجع في عائدات الدعاية، وهيكلية توزيع الصحف، وانتشار الهواتف الذكية وانخفاض تكلفتها، بين مجموعة متنوعة من العوامل المساعدة الأخرى .
وذهب داوسون إلى استعراض زيادة نفاذ الإنترنت في العالم العربي، وكذلك الانتشار الواسع للهواتف الذكية في المنطقة لاسيما في دولة الإمارات التي تصدرت القائمة ليس فقط عربياً ولكن أيضاً عالمياً بنسبة وصلت إلى نحو 8 .73% (وذلك بناء على اختيار عينات عشوائية في الدراسة التي ضمت نحو 500 شخص في دولة الإمارات)، وتلتها كوريا الجنوبية بنسبة 73 %، فيما حلت السعودية الثالثة عالمياً والثانية عربياً بنسبة نفاذ قدرها 8 .72% .
وأشار داوسون إلى تأثير التنوع الاقتصادي في الدفع تجاه التحول إلى الإعلام الرقمي الجديد، حيث حلّت دولة الإمارات في مرتبة متقدمة عالمياً وعربياً من ناحية تنوع اقتصادها المحلي، علاوة على اهتمامات الجمهور بالمحتوى .
وأظهرت الدراسة التي قدمها روس داوسون أن العالم العربي يركن بصفة أساسية إلى التلفزيون كوسيلة للتعرف إلى الأخبار، وبنسبة تزيد على 80%، لتصل مثلاً إلى 96% في الأردن، في حين تصل نسبة الاعتماد على الإنترنت للحصول على الأخبار في البحرين إلى حوالي 85% مقابل 84% للتلفزيون، بينما يتقارب الاعتماد على التلفزيون مع الإنترنت للغرض ذاته في الإمارات بنسبة 87% للأول، 82% للثانية، مع تمتع الصحف أيضاً بنسبة كبيرة من ثقة المتلقين في الإمارات كمصدر للأخبار وبنسبة تصل إلى 72% .
وعن تصوراته لمستقبل الإعلام العربي قال داوسون: إن الصحافة الرقمية ستكون هي السائدة خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم أن الصحف الورقية ستحاول البقاء من خلال عمليات التطوير المستمرة، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين والكويت وليبيا تأتي في صدارة الدول العربية بالنسبة لحصة الفرد من الهواتف المتحركة والتي تصل في بعض الدول مثل السعودية إلى 100 هاتف للفرد الواحد .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"