عادي
أحمد الجسمي رئيس اللجنة المشرفة على إنتاج العرض:

«داعش والغبراء» تنتصر لقيم الإسلام السمحة

02:21 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: محمد ولد محمد سالم

يترأس الفنان أحمد الجسمي اللجنة المشرفة على إنتاج مسرحية «داعش والغبراء» التي كتبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويخرجها محمد العامري، وتنفذها فرقة مسرح الشارقة الوطني، كما يشارك الجسمي في التمثيل فيها، وفي هذا الحوار يقدم هذا الفنان المخضرم رؤيته لهذه المسرحية الجديدة، وما تقدمه من آفاق فكرية وفنية.

ما هي الرؤية الفكرية التي تطرحها المسرحية؟

عندما نستعرض أعمال صاحب السمو حاكم الشارقة نجد أنها أعمال تاريخية، وتقدم مقولة واضحة فيها إسقاط على الواقع، وتنبئ عما هو قادم، والأمثلة على ذلك كثيرة، خذ مثلا مسرحية «النمرود»، التي تروي أنه كان في بابل ملك ظالم يضطهد الناس فأراد أهل المدينة أن يتخلصوا منه فلجأوا إلى النمرود الذي قتل الملك، وأخذ مكانه، وبدأ بدوره يضطهد أهل بابل ويذلهم، وبلغ في ذلك أنه ادعى الربوبية، فانتقم الله منه بالذباب الذي أرسله على جنوده فأبادهم، ودخلت منه واحدة في رأس النمرود، ولم يتحمل أزيزها فدعا الناس لضربه، فهجموا عليه وقتلوه، فهذه المسرحية تدين الظلم والاضطهاد، وتقول بأن نهايته دائما تكون وخيمة على صاحبه، ومسرحية «الحجر الأسود» أيضا التي تروي قصة القرامطة الذين استغلوا ضعف الدولة العباسية، وانحرفوا إلى الإرهاب، وأشاعوا القتل ونهبوا أموال الناس وعاثوا في الأرض فسادا، وقطع قائدهم أبو طاهر الجنابي طريق الحج وأغار على مكة واقتلع الحجر الأسود، ليبقى عنده مدة 22 عاماً، لم يترك فيها السلب والنهب والغارة على المدن والقرى إلى أن تمكنت قبائل العرب في هجر وما حولها من القضاء عليه، ورد الحجر الأسود إلى مكانه من الكعبة، فعاد المسلمون إلى حجهم آمنين مطمئنين، ليقول لنا صاحب السمو حاكم الشارقة بذلك: إن نهاية الانحراف والإرهاب لا بد أن تكون على تلك الشاكلة، ولا بد أن يلقى الظالم شر عقاب، وفي مسرحية «داعش والغبراء» يتابع سموه نهجه ذلك مواكبا مستجدات الواقع العربي، فلماذا العودة إلى حرب البسوس؟ لأن هذا بالضبط هو ما يحصل اليوم، نحن نعيش حروب بسوس عربية جديدة، مبيدة وعنيفة، بأشد مما كانت عليه حرب البسوس القديمة التي دامت أربعين عاما وشاب فيها الغلمان كما يقال، وكعادة صاحب السمو حاكم الشارقة في نهاية العرض يأتي بالإضاءة المستقبلية، وفي هذه المسرحية تكون النهاية انتصارا للإسلام الصحيح، دين السلام والمحبة، وهزيمة للأفكار الشريرة التي يريد المتطرفون نشرها بيننا، وفي ذلك إبراز للوجه الجميل لديننا الحنيف، ورد أيضا على الدعايات المغرضة التي تربطه بالعنف، إن صاحب السمو حاكم الشارقة يقول بصريح العبارة: إن العنف ليس من الإسلام، وإن ديننا دين محبة ورحمة.

ما هي الآفاق الفنية الجديدة التي فتحتها لكم هذه المسرحية؟

الجديد في الناحية الفنية هي أننا في المسرحية نتعامل مع بيئة مختلفة كل الاختلاف عما عهدناه من بيئات العروض المسرحية، فلسنا أمام خشبة في قاعة مغلقة، لكننا أمام فضاء مفتوح (صحراء لا حد لها)، إنها تجربة مغايرة بكل معنى الكلمة، ففي المسرح التقليدي يستعين المخرجون بالتقنيات الرمزية وأساليب العرض المختلفة للإيهام بالبيئة التي يريدون تحضيرها على المسرح، لكن في مثل هذه التجربة، لا نحتاج إلى هذا الإيهام، والمخرج مرغم على أن يأتي بالخيول مثلا وبالخيام وغيرها، وأن يجعل ذلك منسجما مع العناصر الأخرى، وهذا يعتبر تحديا كبيرا، ويحتاج إلى جهود مضنية، وتنسيق عال.

ما الذي يمكن أن يقدمه مهرجان المسرح الصحراوي للمسرح الإماراتي؟

أنا أحيي وأشكر صاحب السمو حاكم الشارقة على هذا المهرجان، وفكرته الرائدة التي جاءت لتضيف إلى العمل المسرحي بعدا جديدا وعميقا ولصيقا بثقافتنا العربية وهويتنا.
لقد كنا في الثمانينات والتسعينات - في أيام ازدهار المسرح العربي - عندما نحضر إلى مهرجان قرطاج في تونس، أو مهرجان دمشق، أو القاهرة، أو بغداد، تلك العواصم التي كانت نشطة وفاعلة في ذلك الزمن، كنا نجد عمالقة المسرح العربي ورواده، يتنافسون في البحث عن هوية للمسرح العربي للخروج من أسر صيغ المسرح الغربي، وكان هناك عنوان مطروح دائما، هو «البحث عن هوية للمسرح العربي»، وكانت هناك تجارب على (مقدمة ابن خلدون، ونصوص أبي حيان التوحيدي، وبغداد الأزل بين الجد والهزل)، وقدمت تجارب في مسرح الحكواتي، والخيام، والأراجوز، وغيرها، فكانت تلقى اهتمام واستحسان الخبراء، واليوم فإن «الشارقة للمسرح الصحراوي» لا شك امتداد لمسيرة البحث عن أشكال مسرحية عربية خاصة، لأن الصحراء فضاء فكر، فضاء بتجلياته المختلفة، وفكر لأنه معدن الحكايات الدرامية في عمق التاريخ العربي ونظرته إلى الوجود، والمهرجان هو انطلاقة بحثية ستقدم الكثير للساحة المسرحية الإماراتية.

خوضكم لتجربة جديدة مع نص جديد لصاحب السمو حاكم الشارقة، هو علامة نجاح لفرقتكم؟ أليس كذلك؟

الحمد لله، فرقة مسرح الشارقة الوطني تفخر بأنها قدمت هذه الروائع المسرحية للجمهور، وأنا شخصيا فخور بأنني شاركت فيها جميعا، وأشكر سموه على كل ما يقدمه لنا، وعلى ثقته الدائمة في فرقتنا، وأنه رعانا بكل الوسائل، وقدم لنا كل شيء من أجل الوصول إلى ما وصلنا إليه، وقد منحتنا هذه المسرحية الجديدة لنقدمها، فنعبر عن شيء آخر أعمق، فهو كأنما يقول لنا: أنتم أبنائي، وأنا أثق فيكم، ولا أخشى عليكم، وهذه أعظم جائزة يقدمها لنا سموه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"