وقالت الحكومة في بيان صادر عن رئاسة الوزراء إن "الحكومة الليبية بشرعيتها المنبثقة عن مجلس النواب، تؤكد أنها أعطت أوامرها للجيش بأن يتقدم تحو طرابلس لتحريرها وتحرير مرافق ومنشآت الدولة من هذه المجموعات المسلحة" .
وطالبت الحكومة أهالي طرابلس بدعم الجيش والتصدي للمجموعات المسلحة، لكنها أيضا طلبت منهم "عدم القيام بأي أعمال انتقامية ضد الممتلكات الخاصة وعدم التعدي على أي فرد من هذه المجموعات بعد القبض عليه بل يجب تسليمه للجيش الذي سيتعامل معه وفق القانون" .وأكدت الحكومة أنها ستقدم رئيس المؤتمر الوطني العام السابق نوري بوسهمين ورئيس الحكومة غير الشرعية عمر الحاسي "ومن تواطأ معهما في الانقلاب على الشرعية" إلى المحاكمة .
ودعت الحكومة المواطنين إلى العصيان المدني في طرابلس حتى تستعيد قواتها السيطرة عليها .
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش الليبي شرع في حملته العسكرية براً وجواً لوقف تقدم المتطرفين للاستيلاء على مطار بنينا الدولي في بنغازي، والذي يعتبر هدفا استراتيجيا لهم، كونهم يستطيعون من خلال السيطرة عليه تلقي الإمدادات العسكرية العاجلة وأيضا إلى شل حركة الجيش، كما أفاد المتحدث باسم الجيش الليبي .
المتحدث، أشار أيضا إلى أن الجيش يتقدم بخطوات متسارعة باتجاه منطقة سيدي خليفة والكويخة وسط بنغازي بعد أن سيطر على سيدي منصور، مضيفا إن الجيش بات يسيطر على نحو ثمانين في المئة من مساحة بنغازي، وقالت مصادر للعربية إن "الجيش يسيطر بالكامل على مداخل ومخارج بنغازي"، كما سيطر بشكل كامل على جامعة المدينة وقام بطرد المسلحين منها .
على صعيد آخر طلب سالم دربي، أحد قادة الميليشيات المتشددة، اللجوء السياسي لتركيا، وبحسب مصدر بالسفارة الليبية باسطنبول، فإن دربي يشغل المسؤول عن ملف جرحى الثوار بالسفارة بتكليف من المؤتمر الوطني العام، وأضاف المصدر أن الحكومة التركية تجاهلت طلب اللجوء ولم ترد عليه .
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام دولية، فرار ثلاثة من عناصر كتيبة ابوسليم للجزائر، وتسليم أسلحتهم فيها، بسبب رفضهم مبايعة "داعش" الذي أعلنت الولاء له المجموعات المتشددة بدرنة .
وفي الاثناء صرح عضو مجلس إدارة اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان "عبد المنعم قريميدا" لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ) امس بأن أخباراً وردت إليهم عن تنفيذ حالات تصفية جسدية بحق 6 من السجناء العسكريين منذ أربعة أيام . وقال إن شهود عيان داخل السجن أكدوا للجنة أن السجناء هم من العسكريين الذين تم اعتقالهم منذ العام 2011 في سجن "السكت" الواقع في مدينة مصراتة .
من جهته أكد وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي أن ازدهار تونس لا يكون إلا باستقرار ليبيا . وشدد الحامدي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولودج أوغلو في أنقرة على أن تغليب المصلحة الوطنية في ليبيا هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة . وأهاب الحامدي بكل الفرقاء السياسيين في ليبيا إلى الجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى حل سلمي يرضي جميع الأطراف .
وحث الاتحاد الأوروبي جميع الاطراف الليبية على الانخراط في حوار سياسي شامل وإيجاد حل للأزمة المؤسسية بالبلاد، معتبرا أن مجلس النواب هو الجهة الشرعية الوحيدة في البلاد . وحث وزراء الخارجية الأوروبيون خلال لقائهم الاثنين في لكسمبورغ الحكومة الليبية وجميع الأعضاء المنتخبين في مجلس النواب على الحوار . ودان وزراء الخارجية الأوروبيون في بيان مشترك عقب لقائهم بمبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون في لكسمبورغ العنف المستمر في ليبيا وشجبوا جميع انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وحثوا جميع الأطراف على الالتزام بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار . (وكالات)
تأسيس مجلس للقبائل الليبية في القاهرة
القاهرة "الخليج":
طالبت مصر الميليشيات المسلحة في ليبيا بإخلاء مؤسسات الدولة، ودعت إلى تفعيل قرار مجلس الأمن رقم "2174" حول ليبيا الذي يعاقب الجهات المتسببة بالعنف .
واتفقت مصر والجامعة العربية على مواصلة الاتصالات والمشاورات القائمة حول الوضع في ليبيا، وذلك خلال اللقاء الذي جمع أمس الثلاثاء سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وناصر القدوة مبعوث الأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا، وفي ذات الوقت استقبلت القاهرة وفدا من زعماء القبائل الليبية بهدف العمل على تحقيق المصالحة والاستقرار، حيث تم الإعلان أمس في القاهرة عن تأسيس المجلس القومي لشؤون القبائل الليبية .
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن شكري والقدوة تناولا خلال لقائهما مسار الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وسبل دعم المؤسسات الشرعية هناك .
كما تناول شكري مضمون اللقاء الذي جرى مع مجموعة من شيوخ القبائل الليبية حول سبل تحقيق الأمن والاستقرار .وكان عدد من الشخصيات الليبية قد شارك في الملتقى الأول لزعماء القبائل الليبية، الذي ينظمه مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام في إفريقيا، حيث اختتم الملتقى فعالياته أمس .
وشارك في الملتقى، الذي يعد الأول من نوعه، كبار شيوخ وزعامات القبائل من جميع أنحاء ليبيا، في محاولة للم الشمل، وتجاوز الأزمة الراهنة التي تعصف بليبيا وتهدد أمنها واستقرارها . وكشفت الخارجية المصرية أن الملتقى يمثل حوارا ليبيا خالصا في القاهرة على أساس التمسك بالثوابت الوطنية الليبية، وعلى رأسها وحدة التراب الوطني، ودعم مؤسسات الدولة الشرعية، وعلى رأسها مجلس النواب، ونبذ العنف ومرتكبيه .
وعقد الشيخ عادل الفايدي، زعيم القبائل الليبية، مؤتمراً صحفياً في القاهرة، أعلن فيه تأسيس المجلس القومي لشؤون القبائل الليبية، مؤكدا أن القبائل كان لها الفضل في تجنب ليبيا الحرب الأهلية، فهناك ضوابط تحكم العلاقات بينها اقوى من القانون .
وأضاف أنهم قدموا إلى القاهرة تحت شعار أخوة الدم وأخوة الدين، نافيا وجود أي تدخل عسكري مصري في ليبيا، وأنهم قدموا للتباحث في مصر حول المصالحة وسبل تحقيق الاستقرار . وقال إنه لا حوار .
