عادي
فيلم صامت يعتبره خليطاً بين القديم والحديث

خالد العبدالله: صورة "آيس كريم" تغني عن الحوار

04:59 صباحا
قراءة 3 دقائق

المخرج الإماراتي خالد العبدالله بحث عن عمل مختلف يشارك به في الدورة الخامسة من المهرجان، واستطاع أن ينقل لنا خلال 8 دقائق عبر فيلم صامت المعاناة التي مرّ بها شاب من أجل الحصول على آيس كريم ليثبت للغرب أنه ليس كل من يرتدي (الكندورة) ثرياً . أنجز العبدالله عمله في منطقة (جي بي آر) في جميرا في دبي متغلباً على الحركة التي فرضتها إقبال الناس على تلك المنطقة يومي العطلة اللذين اختارهما للتصوير لينقل المشاهد إلى رحلة معاناة ترسمها الصورة والصوت المحيط ببطل الفيلم عيسى (أحمد الخميس)، الذي يظهر للمرة الأولى في عالم السينما . وبذلك يقدم العبدالله تجربة جديدة لنجاح الشباب الإماراتي في إنجاز فيلم سينمائي متميز حسبما أكد في الحوار التالي .

* ما الذي يعنيه (آيس كريم) في هذا الوقت؟

النص من تأليفي وحصة الشويهي، التي رغبت من مشاركتها أن يكون هناك وجهة نظر ثانية من أنثى، والفيلم يعرض للمرة الأولى وهو من النوع القصير الصامت يتكلم عن معاناة شاب نحو 15 سنة لتوفير مبلغ بسيط لشراء آيس كريم في الوقت الذي يملك فيه الكل ثمنه . والفيلم فكرته بسيطة جداً يعتمد على جمالية الصورة كلغة للتعبير لأنه صامت، وهذه هي التجربة الأولى لي للدخول في صلب قاعات السينما، لأنني كنت أقدم أعمالي السابقة بأدوات بسيطة وأبحث عن جهة تقدم لي الدعم .

* كيف استطعت أن تحصل على الممثل المناسب لأداء هذا الدور المحوري؟

بعد بحث وجدت اثنين ولا أخفي أن الاختيار بينهما كان صعباً واستقر رأيي على أحمد خميس وهو شاب إماراتي يظهر للمرة الأولى في عالم السينما، وكان متميزاً منذ ظهوره الأول الذي فاجأني به .

* ما سبب اختيارك موضوع الفيلم؟

ذلك يمثل تحدياً بالنسبة إلي، لأثبت من خلاله للغرب أنه ليس كل من يرتدي الكندورة (الثوب الخليجي الذي يرتديه الرجال) صاحب ثروة، وأنه عندنا من هم أثرياء بالفعل وآخرون فقراء يلبسونها، وكي أقدم عملاً مختلفاً عن السابق، وجاء عملي الجديد بمساعدة ثلاث شركات، منها شركة الفجر للإنتاج الإعلامي للفنان ياسر حبيب، الذي شجعني كثيراً وأقدّم له الشكر، وشركة ظبي الخليج التي زودتني بالأجهزة والكاميرات والعدسات، وشركة مايل ستوديو لإعادة تركيب الأصوات في الاستوديو مع تصحيح الألوان .

* هل واجهت صعوبات أثناء تصوير الفيلم؟

تم تصوير الفيلم في مكان عام في منطقة (جي بي آر) بجميرا في دبي، وواجهت بعض الصعوبات لأنني صورت في عطلة نهاية الأسبوع وكانت المنطقة تشهد إقبالاً من الناس الذين لم أستطع التحكم بحركتهم، ولكن تقديم الدعم لي من قبل الكل، بدءاً من الحصول على التصاريح إلى أماكن التصوير التي توفرت بسهولة جعلتني محظوظاً لأنني أنجزت عملي بين أصدقائي وأهلي الذين كانوا معي أثناء التصوير وكان لهم تأثير مهم في أعمالي السابقة عبر دعمهم لي .

* ما العناصر التي اعتمدت عليها أكثر في نجاح الفيلم؟

خلال 8 دقائق اعتمدت بشكل تام على الصورة والصوت المرافق للأحداث والأجواء المحيطة ببطل الفيلم، لذا أنفقت الجزء الأكبر من وقتي في إنجاز العمل مع المصور وفني الصوت، واستطاعا أن ينجزا مهمتهما وفق الرؤية التي صورتها لهما .

* إذاً هل يمكننا اعتبار عملك فيلماً كلاسيكياً؟

قد لا يمكنني مقارنة فيلمي بأفلام أخرى من حيث الجودة، لأنه صامت ولا وجود لمثله الآن، وإن كانت الأفلام السينمائية في البدايات صامتة ولكنني أضفت إليها جماليات خاصة، مثل الصورة والألوان والتركيز على صوت وقع رِجل البطل على الأرض أثناء المشي والأجواء المحيطة به، لذا فإنه خليط بين القديم والحديث .

* ألا تعتقد أن التطرق لفكرة إماراتي يبحث عن طريقة لاقتناء شيء زهيد غريبة وغير واقعية؟

هذا السؤال من الأسئلة الأكثر شيوعاً لدى الغربيين، أما الإماراتيون فإنهم يملكون هذه الفكرة ولكن بعضهم لا يتطرق إليها، وللتوضيح هناك بالفعل إماراتيون حالتهم المادية ضعيفة، وهذا لا يعني أن الدولة لا ترعاهم أو أنني أتكلم في السياسة أو الاقتصاد في فيلمي، والدليل أنني لم أتطرق إلى عائلة البطل، كي أشخّص حالته وحده .

* ما الذي تريد أن تقوله في نهاية فيلمك؟

بغض النظر عن المراحل الصعبة التي مرّ بها بطل الفيلم، فإننا نعيش معه معاناته للحصول على الآيس كريم، وحتى إن وجدناه يحصل عليه هناك سؤال ما مدى تأثير معاناته تلك فيه؟ خاصة أن الجمهور المحيط به سيقوم بتقييمه، سواء اعتبروه لصاً أم شخصاً يستحق أن يتصدقوا عليه أو أية تصورات أخرى نلاحظها أثناء متابعة الفيلم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"