عادي
أكثر من مليون سائح صيني زاروا الإمارات خلال ٢٠١٧

١٠ آلاف منحة من الصين للطلبة العرب خلال ٥ أعوام

04:08 صباحا
قراءة 4 دقائق
بكين: عدنان عكاشة

أكد شياو جن زينغ، نائب المدير العام لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية، دعم بلاده جهود الإمارات للحفاظ على سيادتها وأمنها القومي، وجهودها لاستكشاف طرق ومشاريع تنموية، تنسجم مع ظروفها الوطنية، ورفض الصين التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الإماراتية، فيما تدعم الإمارات موقف الصين في القضايا المتصلة بسيادتها ومصالحها الحيوية، ومنها ملف تايوان، مشيرا إلى تعزيز المواءمة في الإستراتيجية التنموية في مشروع "الحزام والطريق"، مع الحرص على تعزيز التعاون في قطاعات الطاقة النظيفة وحقول النفط الجديدة.

محطة رئيسية

وشدد، في مؤتمر صحافي جمعه مع الوفد الإعلامي الإماراتي، في بكين، على أن الإمارات والصين شريكان في مشروع "الطريق والحزام"، فيما كانت الإمارات محطة رئيسية في "طريق الحرير" القديم، في ظل ما تمتلكه من ميزات، منها الموقع الإستراتيجي، الذي يربط العالم، واستثمار الإمارات الكبير في بناء الموانىء وشبكة خدمات لوجستية، الأكبر في المنطقة، بجانب الاستقرار السياسي والأمن الداخلي الراسخ، وهذا جانب مهم لنمو العلاقات بين الإمارات والصين، وسياسة تنويع الاقتصاد، وعدم اعتمادها على النفط والغاز فقط، ما يمكن الإمارات من توفير الدعم للمشاريع الصينية.

مواجهة الإرهاب

وأكد أن الإرهاب العدو المشترك للعالم، والصين والدول العربية تتعاون في التصدي له، وقدم الطرفان تضحيات جسيمة، مشددا رفض الصين ربط الإرهاب بدين محدد أو قومية معينة، لافتا إلى الجهود الإماراتية لمكافحة الإرهاب، ومنها إنشاء مركزي "صواب" و"هداية" لتجفيف منابع التطرّف.
وقال: إن بلاده تنوي إرسال مزيد من المعلمين والمواد الدراسية ومناهج اللغة الصينية للإمارات، لتعزير تعليم اللغة الصينية في الدولة، ودعم التعريف بالثقافة الصينية فيها، لافتا إلى أهمية تبادل الإعفاء من التأشيرة بين البلدين، في تعزيز السياحة بينهما، والإمارات أول دولة عربية تحظى بالإعفاء من تأشيرة السفر إلى الصين، ما أثمر ارتفاعا كبيرا في عدد السياح والمسافرين الصينيين إلى الإمارات، ليصل إلى أكثر من مليون سائح صيني في الدولة خلال ٢٠١٧.
وأشار إلى تقديم الصين ١٠ آلاف منحة دراسية للطلبة العرب خلال الأعوام الخمسة القادمة، وتسعى لزيادة حصة طلبة الإمارات. ولفت إلى أن عدد الطلبة الإماراتيين في الصين بلغ ١١٣ طالبا في ٢٠١٧، مقابل ٤٤ طالبا صينيا في الإمارات، ورأى أن عدد الطلبة بين البلدين ليس كبيرا، مقارنة بحجم العلاقات بين البلدين.

التسامح الإماراتي

وأشاد زينغ باستحداث الإمارات وزارة للتسامح، وهي أول دولة في العالم في هذا الاتجاه، ويمكن للصين أن تستفيد من التجربة الإماراتية في تعزيز التسامح، في إطار العمل المشترك بين الجانبين، لتعزيز السلام الاجتماعي العالمي، مشيرا إلى أن الإمارات أكبر مستورد من الصين في المنطقة، وثاني أكبر شريك اقتصادي.

استكشاف الفضاء

وهنأ زينغ الإمارات، باسم الصين، بإطلاق "خليفة سات"، مؤكدا أن المشروع الإماراتي لاستكشاف الفضاء يجسد التوجه الحضاري الإنساني الإماراتي لخدمة البشرية، فيما ترحب الصين بالشراكة مع الإمارات في حقل استكشاف الفضاء. ورأى أن نتائج التقدم العلمي يجب تشاركها بين دول العالم، وعدم احتكارها، و"نتمنى الانفتاح العلمي والتعاون مع الإمارات في هذا الإطار".
وشدد على متانة العلاقات الثنائية بين بلاده والإمارات، والتي عززتها زيارة الرئيس الصيني للدولة في يوليو الماضي، وهي زيارة تاريخية، جاءت بعد ٢٩ عاما على آخر زيارة لرئيس صيني للإمارات، ودفعت العلاقات الاقتصادية خطوات واسعة إلى الأمام، فيما اكتسبت أهمية رمزية لتنفيذها خلال "عام زايد"، في ظل احترام الشعب الصيني وتقديره للشيخ زايد.

"زايد" والصين

وقال: في الثالث من ديسمبر ١٩٧١ أرسل الشيخ زايد رسالة خاصة إلى الصين، وبعدها بأيام تلقى رسالة رد، تقضي باعتراف الصين بدولة الإمارات، الوليدة حينها، مؤكدا التواصل القديم بين الدولتين، ما أرسى علاقات تاريخية متينة بين البلدين، وتجسد ذلك في زيارة الشيخ زايد للصين، وزيارة الرئيس الصيني السابق للإمارات، مشيرا إلى أن أبرز نتائج زيارة الرئيس الصيني تجسدت في شراكة شاملة بين الطرفين، في إطار علاقات إستراتيجية شاملة، وهو مستوى عال من العلاقات بين البلدين، في حين أن الصين حريصة على علاقاتها مع الإمارات على أسس الاحترام والمساواة.

توافق سياسي

وأشار زينغ إلى التوافق السياسي بين البلدين، ما تجسد في إعلان الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وسلط الضوء على رحلات طيران إماراتية لمدن صينية عدة، بطائرات عملاقة وخدمات فخمة، منها ما هو على متن إيرباص ٣٨٣، وهي بنية تحتية تعزز العلاقات بين الشعبين والتبادل السياحي بين الإمارات والصين، مضيفا أن الصين تحرص على تكثيف استثماراتها في المنطقة، وتعمل على تسوية الملفات الساخنة، بالتعاون مع الإمارات، في ظل دورها ومكانتها في المنطقة.

حماية التراث الإنساني

فِي الملف الثقافي، أشار إلى الأسبوع الثقافي الصيني في الإمارات، لافتا إلى أهمية دور مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الصين، وتحدث عن تشييد أبوظبي متحف اللوفر، فيما لدى بلاده متحف القصر الإمبراطوري، وقال: إن الصين تسعى لتعزيز التعاون مع الإمارات في حماية التراث الحضاري الإنساني، ومدينة شيان، العاصمة القديمة للصين، تنطوي على تراث حضاري هائل، وهي منطلق "طريق الحرير القديم"، وتضم مسجدا قديما ومشهورا، ذَا أهمية تاريخية، عمره نحو ألف عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"